- أحمد صبور: تحديات السوق فرصة مستقبلية.. والعقار يمتاز بالأمان والربحية
- أحمد شلبي: تقديم تسهيلات للشركات المطبقة لمعايير التنمية المستدامة مطلوب
- أحمد العدوي: السوق المحلية تواجه أزمات متتالية.. والتركيز على المستثمر العربي «ضروري»
- فتح الله فوزي: العاصمة الإدارية والعلمين الحصان الرابح.. ويجب وضع حد أقصى للتسعير
القاهرة ـ ناهد إمام
تحت رعاية رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي، تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر أخبار اليوم العقاري الثاني بفندق الماسة بمدينة نصر وبحضور عدد كبير من الوزراء وممثلي الحكومة والبنوك وكبار المطورين العقاريين المصريين والعرب، وأعضاء بمجلسي النواب والشيوخ.
يأتي المؤتمر، الذي يحمل عنوان «صناعة العقار.. بين الفرص والتحديات»، وسط تحديات كبيرة في السوق العقارية أهمها أسعار مواد البناء بشكل متسارع خلال الفترة الماضية، بما يؤثر على تكلفة إنشاءات الوحدات العقارية، وفي خضم شكاوى مستمرة من المطورين عدم تناسب القوى الشرائية للعملاء مع مستوى الأسعار بالسوق، وعقبات في طريقة حصولهم على التمويل العقاري.
وأعرب الكاتب الصحافي أحمد جلال، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، عن ثقته في قدرة القطاع العقاري على تجاوز التحديات الراهنة مثلما تخطي الفترة الصعبة لجائحة كورونا، في ظل دعم الدولة القوي وإستراتيجيتها الواضحة لمضاعفة الرقعة المعمورة إلى 14%، مشددا على أن السوق تضم مطورين كبار قادرين على تطويع الأزمات والحفاظ على سوق يساهم بحوالي 20% بالناتج المحلي الإجمالي ويوفر ملايين فرص العمل للمواطنين المصريين، ويعتبر محركا لنحو 100 صناعة أخرى ترتبط به بشكل مباشر وغير مباشر.
وقال جلال إن محاور جلسات المؤتمر جاءت بعد نقاشات وجلسات تحضيرية بحضور جميع أطراف منظومة صناعة العقار من أجل الوصول بتوصيات قابلة للتنفيذ تساعد السوق على الانطلاق، وتسهم في تحقيق مستهدفات الدولة في التنمية والتصدير العقاري الذي يمثل أحد الحلول التي يمكنها مساعدة الدولة في جذب العملة الصعبة من الخارج.
ويتضمن المؤتمر 3 جلسات بجانب جلسة افتتاحية تتضمن كلمات لكل من: الكاتب الصحافي أحمد جلال، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، والكاتب الصحافي خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار، وم.عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وم.أحمد صبور أمين عام المؤتمر، ود.عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ود.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وتتناول الجلسة الأولى للمؤتمر التي تحمل عنوان «التنمية العمرانية.. العقار محرك للنمو الاقتصادي»، صناعة العقارات بمصر والتحديات التي تواجهها من ارتفاع المواد الخام ومدد التنفيذ الخاصة بالمشروعات، مع تقييم لتجربة التمويل العقاري في مصر، وكيفية اجتذاب الاستثمارات الأجنبية خاصة الصناديق إلى السوق المحلي بما يدعم تصدير العقار.
تشهد الجلسة مشاركة عدد كبير من المطورين والمسؤولين، إذ تتضمن د.أحمد شلبي الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر كمدير للجلسة، ود.خالد عباس نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وم.هشام طلعت مصطفى الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى، والنائب أحمد صبور أمين عام المؤتمر، وجمال نجم نائب محافظ البنك المركزي، ومحمد الإتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر، وم.عمرو سليمان رئيس مجلس إدارة ماونتن فيو، وم.أحمد العدوي رئيس شركة إنرشيا.
أما الجلسة الثانية من المؤتمر فتنعقد تحت عنوان «مدن الجيل الرابع نموذج مصري لاستشراف المستقبل» تتضمن عرضا شاملا لتجربة المدن الذكية خاصة العاصمة الإدارية الجديدة والشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز أيضا على الرقمنة وخدمات النقل الذكي والتكنولوجيا.
تنعقد الجلسة بإدارة م.فتح الله فوزي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وبحضور العميد خالد الحسيني نائب رئيس شركة العاصمة الإدارية والنائب طارق شكري وكيل لجنة الإسكان لمجلس النواب وم.ضياء فرج رئيس مجلس إدارة شركة هوم تاون وأحمد منصور رئيس شركة cred وم.بدير محمد بدير رئيس مجلس إدارة شركة باراجون للتطوير العقار، وم.أحمد أمين الرئيس التنفيذي لشركة منصات.
وتأتي الجلسة الثالثة للمؤتمر بعنوان «المدن الساحلية الجديدة.. انطلاقة عمرانية جديدة»، وتتطرق إلى تبعات قرار نقل ولاية الأراضي في الساحل الشمالي لهيئة المجتمعات العمرانية وتقيم للتنمية السياحية في سيناء والساحل الشمالي وتنعقد الجلسة بإدارة م.هشام شكري رئيس المجلس التصديري للعقار واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أو من ينوب عنه، ود.وليد عباس مستشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وم.محمد الحديدي رئيس شركة المشارق السعودية، واللواء إيهاب سالم مساعد وزير السياحة، وعالية النجدي خبيرة السوق العقاري، ود.إيمان صالح نائب رئيس مجلس إدارة شركة هوم تاون للتطوير العقاري.
محرك للنمو
قال م.أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ وأمين عام المؤتمر، إن التحديات التي تشهدها السوق العقارية حاليا وفي مقدمتها أسعار الخامات ربما تتحول إلى فرص مستقبلية، مدللا على ذلك بفترة كورونا التي سجلت فيها مصر نموا بنسبة 3.6%، رغم تسجيل غالبية دول العام نموا بالسالب، مؤكدا أن المؤتمر فرصة لمناقشة التحديات الحالية من أجل مساعدة الدولة في تجاوزها، والحفاظ على قوة السوق العقارية.
أضاف أن القطاع العقاري يعد الأفضل من حيث الأمان والربحية مقارنة بالصناعات الأخرى لكن يجب وضع خطة إستراتيجية متكاملة، خاصة تصدير العقار من جانب الحكومة والمطورين، على أن يقوم مجلس تصدير العقار بوضع إستراتيجية فعالة لحل مشكلة التسجيل التي التفت الدولة إليها مؤخرا وظلت عائقا أمام دخول العرب للاستثمار بقوة في العقار المصري.
حوافز مطلوبة
أشاد أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر، باتجاه الدولة حاليا لتقديم حوافز لمشروعات الاقتصاد الأخضر والعمارة الخضراء، مضيفا أن المطورين سبق أن قدموا مقترحات سابقة تطالب بتسهيلات في مواعيد سداد أقساط الأراضي للشركات التي تطبق معايير التنمية المستدامة.
وقال إن الأزمة العالمية الحالية هي الأصعب منذ الكساد الأعظم قبل مائة عام، والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد المحلي الذي يمر بعملية إصلاح اقتصادي شامل صاحبه تعويم العملة المحلية، وتحرير سعر الوقود وتطبيق ضريبة القيمة المضافة ورفع معدلات الفائدة، كل ذلك ساهم في تحولات جذرية في تكلفة المنتج العقاري، مطالبا الحكومة بالتوافق مع المتغيرات الأخيرة والارتفاع الكبير في التكلفة، حتى لا يتجه القطاع العقاري نحو الانكماش.
حصان رابح
قال م.فتح الله فوزي رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين ونائب رئيس جمعية رجال الأعمال، إن العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة هما الحصان الرابح الذي يسعى إليه الجميع في السوق العقاري حاليا لكن التحدي الأكبر في العاصمة هو إعادة تصحيح عملية أسلوب السداد، حيث يجب ألا تزيد الأقساط عن سبع سنوات على الأكثر، بجانب وضع حد أقصى لتسعير المتر بحيث لا يزيد على 20 ألف جنيه.
وطالب بإعادة النظر في فرض رسوم الإغراق على الحديد المستورد، حتى تتم زيادة المعروض من المنتج وفتح باب وجود منافسة وتراجع الأسعار في السوق المحلية، بجانب عقد لقاءات سريعة مع مصانع الأسمنت وحثهم على العمل بكامل طاقتهم الإنتاجية ما سيساهم في زيادة المعروض أيضا وبالتالي تراجع أسعار المنتج محليا.
وأكد أن ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل متسارع يؤثر بشكل كبير على تكلفة الإنشاء وبالتالي سيؤثر على المطورين، فالمقاولون لديهم فرصة أكبر لطلب فروق أسعار بحسب العقود التي يتم توقيعها حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت لتسوية هذه الفروق، ولكن المشكلة تكمن في أن العلاقة بين المطور ومشتري الوحدة لا تسمح بزيادة الأسعار.
سلسلة أزمات
أكد م.أحمد العدوي، الرئيس التنفيذي لشركة «إنرشيا للتنمية العقارية»، أن السوق العقاري واجه سلسلة من الأزمات خلال السنوات الأخيرة ترتبط بأسباب خارجية في المقام الأول، بداية بجائحة كورونا التي امتد تأثيرها عامين متواصلين، ثم اختناقات سلاسل التوريد والشحن وارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية، وأخيرا الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
وقال العدوي إن السوق المحلية يجب أن تركز على الاستثمارات العربية خاصة الخليجية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، خصوصا في ظل تطورات الاستثمارات الخليجية وامتلاكها صناديق ضخمة تتم إدارتها باحترافية، شبيهة بالأسلوب المتبع في الدول الأجنبية، مؤكدا أن مؤتمرات «أخبار اليوم» دائما ما تتسم بكونها جسر يربط أطراف منظومة صناعة العقار وفرصة للنقاش الثري حول مشكلاته.