قال مسؤولون في الجيش الأميركي أمس إن القوات الروسية نفذت سلسلة من العمليات العسكرية ضد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سورية خلال شهر يونيو الجاري، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على قاعدة استراتيجية في جنوب البلاد.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن التحركات الروسية أثارت قلق المسؤولين العسكريين حيال تصاعد سوء التقدير، واحتمال تحوله إلى نزاع غير مقصود بين القوات الأميركية والروسية في سورية، خاصة وأن التوترات بين البلدين مرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا والجهود الأميركية لتسليح الجيش الأوكراني بهدف هزيمة الجيش الروسي هناك.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الجيش الأميركي، دون الكشف عن هوياتهم، إلى أن روسيا شنت يوم الأربعاء الماضي ضربات جوية على قاعدة التنف الأميركية قرب الحدود السورية-الأردنية جنوب شرق البلاد، حيث يعمل الجنود الأمريكيون في مهمة تدريب المقاتلين المحليين بهدف منع ظهور عودة مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة عبر خطوط تواصل قديمة أنها ستنفذ ضربات الجوية ردا على هجوم ضد قوات الحكومة السورية تسبب في إصابات وتدمير عربة عسكرية.
وقال مسؤول عسكري أميركي للصحيفة إن بعدها بقليل تم ملاحظة طائرتين روسيتين من طراز «سو-35» وأخرى من طراز «سو-24» تحلق فوق منطقة التنف قبل استهداف أحد المواقع القتالية في ثكنة تابعة لقاعدة التنف الأميركية.
ورأى مسؤولون بالجيش الأميركي أن الإخطار المسبق قد يشير إلى أن الجيش الروسي لم يكن يستهدف الجنود الأمريكيين، لكنه يمارس مضايقات ضد البعثة الأميركية في سورية، مشيرين إلى أنه تكتيك كان الجيش الروسي يلجأ إليه في السابق.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أنه لم توجد قوات عسكرية أميركية بالقرب من القاعدة وقت ضربات الأربعاء الماضي، ولم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأميركية أو التحالف نتيجة الضربة، لكن العملية الروسية وصفها مسؤول عسكري أميركي بأنها تمثل «زيادة كبيرة في الاستفزاز» هذا الشهر.
ولفت مسؤولون عسكريون أميركيون إلى أنه خلال الأسبوع الماضي أيضا حلقت طائرتان روسيتان «سو-34» فوق موقع كانت تنفذ فيه القوات الأميركية غارة في شمال شرق سورية للقبض على أحد صانعي القنابل التابعين لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتراجعت الطائرتان بعد أن ظهرت الطائرات الأميركية «إف-16» في المنطقة.
ومن جانبه، قال قائد القيادة المركزية العسكرية الأميركية إريك كوريلا في بيان: «نسعى لتجنب أي سوء تقدير أو مجموعة من الأفعال قد تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا هو هدفنا.. لكن التصرفات الروسية الأخيرة كانت تصاعدية واستفزازية».
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين الأميركيين رفضوا تقديم أي معلومات إضافية عن أي حوادث أخرى ضمن تلك الاستفزازات التي نفذتها روسيا ضد القوات الأميركية في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية.