بيروت - أحمد منصور
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «الدولة هي بمنزلة الأب والأم بالنسبة للمواطنين، وخيراتها وإمكاناتها توظف من أجل خير كل المواطنين. من هذا المنظار تتخذ السلطة السياسية مفهومها ودورها ومسؤوليتها».
ودعا خلال قداس الأحد إلى «تشكيل حكومة جامعة بأسرع ما يمكن»، مناشدا جميع القوى السياسية المؤمنة بقيام لبنان الحر والسيد والمستقل والصامد أن تحيد صراعاتها ومصالحها وتوفر الاستقرار السياسي لدرء أي خطر إقليمي عن لبنان.
وقال: «المصلحة العامة تقتضي أن تكون الحكومة المقبلة ذات صفة تمثيلية وطنية محررة من الشروط الخارجة عن الدستور والميثاق والأعراف.
فلا تكون فيها حقائب وراثية، ولا حقائب ملك طائفة، ولا حقائب ملك مذهب، ولا حقائب ملك أحزاب، ولا حقائب رقابية على حقائب أخرى. نريد حكومة تتساوى فيها المكونات اللبنانية في تحمل جميع المسؤوليات الوزارية. ونريد حكومة شجاعة في التصدي لكل ما هو غير شرعي، ومؤهلة للتعاطي مع المجتمعين العربي والدولي».
من جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في قداس الأحد: «لقد أصبحت سبل الحياة مستحيلة في لبنان ولا حل إلا بالإسراع بتشكيل حكومة مسؤولة تضع خطة إنقاذية ولو صعبة، شرط أن تعلن للمواطنين، بطريقة واضحة وشفافة، الخطوات التي ستتخذها والنتائج التي تعمل من أجلها.
على الحكومة أن تكون صادقة مع الشعب وأن تعمل من أجل مصلحة الشعب وحقوقه وحياته ومستقبله لا من أجل مصالح الزعماء ومستغلي الشعب.
الدولة مسؤولة عن مواطنيها وإذا أخطأت فعليها إصلاح خطئها. دولتنا لم تحسن إدارة مرافقها وأموالها وأوصلت المواطنين إلى ما هم عليه.
الفساد والهدر والمحسوبية والمحاصصة وسوء الإدارة هي الآفات التي فتكت بطاقات البلد وأموال الشعب، وعلى الدولة تحمّل مسؤوليتها ولا تحمّل الشعب نتائج فسادها.
أملنا أن تؤلف حكومة بأسرع وقت وبلا مماطلة أو تعطيل، غايتها العمل من أجل إنقاذ ما تبقى، بعيدا عن المناكفات والمصالح والنكايات، لأن التحديات كبيرة والوقت يضيع. فاتقوا الله واعملوا بهدي تعاليمه».
وختم: «دعوتنا اليوم هي إلى القداسة الموصلة نحو الله، العارف خفايا البشر، والرؤوف، الذي بذل ابنه الوحيد من أجل خلاص كل العالم.
علّ كل المسؤولين يتعلمون المسؤولية التي هي بذل للذات فقط، لا مصالح شخصية فيها، هكذا يصل الجميع إلى الطمأنينة والفرح في ربوع بلد بإمكانه أن يكون فردوسا أرضيا مع كل ما أعطاه الله من مقدرات بشرية وطبيعية يحسده العالم عليها».