لا تحزن ابدا عندما تغفل عن مكر شخص ما، وتتعامل بحسن نية معه، لا تحزن على طيب مواقفك وحسن تصرفاتك وكرم اخلاقك مع من لا يستحق، لا تحزن عندما تستيقظ لتجد أحلامك وكل آمالك اصبحت فى لحظة ما وبشكلٍ مفاجئ إلى سراب، لا تحزن إن منع الله عنك شيئا لطالما أحببته بكل ما فيك، فقد يكون هو الشر بعينه وإرادة الله منعته لحمايتك، لا تحزن عندما يُكسر قلبك وتُجرح مشاعرك بمنتهى القسوة، لعل في الأمر رحمة من الله لا تدركها إلا بعد، لا تحزن على أي شيء وكل شيء يصيبك من الباري سبحانه، وتيقن بأنه لن ينسى سبحانه كلمات مؤلمة ابتلعتها، ولا كلمات للعتاب كتمتها، ولا إحساس بالقهر ألجمته، ولا حتى ذلك الألم الذي بدر فى حقك وتغافلت عنه.
لا تحزن واعلم بأن رحمة الله قريبة منك لن تتركك، فوحده من سيجبر كسر قلبك، ذلك القلب الذى عانى كثيراً من دناءة وبجاحة بعض البشر ومن بعض الظروف التي أتت عكس ما اردت.
وإياك بأن تجرح عندما تُجرح! وتسيء عندما يساء إليك، فتأكد أن رد الإساءة هو الإساءة بعينها، ولكن اترك الأمر لقاضي السماء، وتأكد أنه هو أقرب لك من حبل الوريد، يسمع أنينك ويشعر بحزن قلبك الصامت الذي لا يتكلم ولكنه يدمع أحياناً دون بكاء!
ثق بأن كل المواقف التي تتعرض لها مهما كانت مؤلمة وقاسية، لكن ستجدها تحمل بين طياتها دروساً وحكمة ستدركها وتعيّ المغزى من حدوثها فيما بعد، فسوء الظن خاصا لأهله، والقسوة خُلقت لبعض البشر، فلا تكن مثل أيٍّ منهما حتى وإن وصل الأمر بك إلى أن تمشي وحدك.
فالوحدة اجمل بكثير من طريق تملؤه الأشواك خالياً
من الاحترام والتقدير، فقد تبكى عيناك على إنسان غادر حياتك، أو إنسان قد سقط من عينك وصدم بتصرفاته شخصك، لكن كن موقناً بأن الله سبحانه وتعالى يرى ما لا تراه انت، فأبعده عنك خوفا عليك وحبا بك، والأمر نفسه يشمل جميع المواقف التي تحصل معك، فكلما حُرمت من أمنية لطالما تمنيتها، او شيء أردته وأحببته بشدة لكنك لم تستطع الحصول عليه، فتأكد حينها أن هناك شرا قد منعه الله عنك فيه، دون أن تدري او تعلم، ستكتشفه فيما بعد، ومع مرور الوقت والأيام سيقل حزنك عليه وسيلتئم جرحك وتنسى ألمك.