باهي أحمد
على الرغم من توافر السيولة المالية لدى المتقاعدين بعد صرف منحة الـ3 آلاف دينار، إلا أن الوجهات الأوروبية التي يفضلها الكويتيون بات السفر إليها بعيد المنال، خصوصا وأن نزول المنحة تم بعد بدء موسم السفر الذي يشهد حجوزات كاملة العدد لمواعيد الحصول على فيزا «شنغن» من سفارات دول أوروبا، وهو ما وجه بوصلة المتقاعدين إلى وجهات أخرى يأتي على رأسها دول شرق آسيا مثل تايلند والفلبين.
وأكد عدد من أصحاب ومديري مبيعات شركات السياحة والسفر في الكويت أن السيولة التي توافرت في حسابات المتقاعدين، رفعت حجم حجوزات السياحة والسفر في الكويت بنسبة تصل إلى 30% خلال الأيام القليلة الماضية، ناهيك عن وجود استفسارات شبه يومية وبأعداد كبيرة من المتقاعدين سواء عن طريق الاتصال أوالحضور إلى مكاتب السياحة والسفر بحثا عن عروض وباكدجات متكاملة إلى وجهات مثل النمسا وسلوفاكيا والتشيك.
وانعكست المتغيرات التي يشهدها سوق السياحة والسفر حاليا على أسعار التذاكر، إذ انخفضت أسعار رحلات أوروبا نسبيا تحت ضغط من صعوبة الحصول على تأشيرة «شنغن» في الوقت الراهن، لترتفع أسعار التذاكر على الرحلات المغادرة والقادمة من دول شرق آسيا وسط طلب متزايد على رحلات تلك الوجهات، وفقا لما يلي:
بداية، قال عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة الإعلامية في اتحاد مكاتب السياحة والسفر، حسين السليطين، ان قائمة الوجهات التي يفضلها الكويتيون في الفترة الحالية ما زالت تضم دبي وتركيا، والوجهات الأوروبية التي يأتي على رأسها لندن، إلا أن استخراج فيزا «شنغن» في الوقت الحالي يعد مشكلة كبيرة لمن خطط لقضاء عطلته في أوروبا، إذ إن حجوزات مواعيد الحصول على التأشيرة في السفارات الأوروبية مكتملة تماما، وأن أقرب فرصة متاحة للحصول على موعد للتأشيرة شهر أغسطس المقبل، وهو ما ضيع على المتقاعدين فرصتهم في قضاء عطلة أوروبية.
وأظهر أن الضغط على طلب فيزا «شنغن» حول بوصلة المتقاعدين من السفر إلى أوروبا ووجهها إلى تايلند والفلبين واللاتين تعتبران الوجهتين الأكثر طلبا في دول شرق آسيا، إذ إن القطاع شهد خلال الأيام القليلة الماضية استفسارات من المتقاعدين حول عروض وباكدجات متكاملة للسفر إلى سلوفاكيا والتشيك وغيرها من الوجهات الاستشفائية.
ودعى السليطين سفارات الدول الأوروبية الموجودة بالكويت إلى السعي الجاد ومحاولة ايجاد حلول سريعة لإصدار فيزا «شنغن» للمواطنين الكويتيين خصوصا وأن الموسم الحالي يشهد طلبا كثيفا على السفر ويعد فرصة مناسبة جدا لكافة الدول من أجل استقطاب شرائح جديدة من السياح إليها.
بدوره، أكد مدير مبيعات سفريات الخرافي، ناجي خضر، أنه منذ صرف المنحة شهد قطاع السياحة والسفر إقبالا كبير من قبل المتقاعدين، الذين ضخوا سيولة جديدة غير متوقعة أنعشت عمليات القطاع، إذ رفعت الحجم الحجوزات بنسبة وصلت إلى 30%.
وأشار خضر إلى أن الوجهات الكويتين التقليدية تتركز دائما في أوروبا، لكن خلال الفترة الحالية، وبسبب صعوبة الحصول على تأشيرة «الشنغن»، وجه المواطنون وعلى رأسهم المتقاعدين بوصلتهم إلى وجهات أخرى يسهل السفر إليها في وقت سريع مثل تايلند أو مصر أو تركيا أو دبي وهو ما رفع من معدلات الطلب على تلك الوجهات وزاد من أسعار تذاكر السفر إليها بصورة ملحوظة وصل معها سعر تذكرة تايلند إلى 450 دينارا، بينما تراوحت أسعار تذاكر تركيا بين 360 و390 دينارا وسط إقبال متنام، وعلى النقيض تماما، دفعت الصعوبات التي تواجه إصدار تأشيرات «شنغن» إلى دول أوروبا، أسعار التذاكر على الوجهات الأوروبية إلى الانخفاض بصورة ملحوظة.
من جانبه، قال جهاد الرمحي (مدير أحد مكاتب السياحة والسفر) إن النمسا تعد الوجهة الأولى للمتقاعدين الراغبين في سياحة الاستشفاء، بينما تتضمن قائمة سياحة الاستشفاء وجهات أخرى هي سلوفاكيا والتشيك واللاتان يسافرون إليها عبر فيينا التي وصل سعر التذكرة إليها نحو 360 دينارا في رحلة مباشرة.
وأشار الرمحي إلى أن هناك وجهات أخرى يفضلها المواطنون كوجهات علاج وسياحة استشفائية بالخارج كألمانيا وبريطانيا، إلا أن صعوبة الحصول على التأشيرة بسبب زحام مواعيد السفارات دفعت شريحة كبيرة من المواطنين إلى الاتجاه ناحية دول شرق آسيا، وهو ما ظهر جليا مع الحجوزات الأخيرة التي واكبت نزول منحة المتقاعدين.