ليضع كل واحد منا نفسه في ميزان (التقييم) حتى يعرف ما هي طبيعة هذه النفس التي يحملها بين وجدانه، فهل هي نفس صالحة تخشى الله وتخشى الوقوع في المفاسد وفي فخاخ المفسدين؟! أم إنها نفس فاسدة لا تخشى الله ولا تخشى المفاسد بل تتوق لها، وتتوق لكل دروب الضلال، وترتاح لأجواء الظلام والضلال وما يحملان من شرور ومساوئ؟!
لنسأل أنفسنا هل نحن نخاف الله؟! ولمعرفة إجابة هذا التساؤل المهم للغاية علينا مراجعة الكثير من الأشياء التي نتعرض لها في حياتنا، ونشاهدها تحدث هنا وهناك، فالأحداث التي تعصف بالمجتمعات هي من الأشياء الدالة على معرفة حقيقة أنفسنا من مسألة «مخافة الله»، فكل حدث سوف يترجم لنا معدن هذه النفس، وسوف يبين لنا موقع هذه النفس الحقيقي، إن كان لها موقع صالح أو موقع فاسد، وحتى تعرف بشكل جلي إن كانت نفسك تخاف الله، فانظر لنفسك أين تكون في هذه الأمور الآتية:
- إذا قيل ان هذا حرام وهذا حلال.. فأين تكون؟
- لو عرض أمامك موضوع يتعلق بـ «ظالم ومظلوم» فأين تكون؟
- لو اختليت بنفسك هل تنتهك حرمات الله.. فأين تكون؟
- هل قدمت طاعة «إنسان» على طاعة الله.. فأين تكون؟
- لو شاهدت الأخلاق تتهاوى.. فأين تكون؟
- لو نظرت للحقوق تسلب أمام عينيك.. فأين تكون؟
- لو رأيت الفقير والمسكين والضعيف.. فأين تكون؟
- لو رأيت الفاسد يطغى في فساده.. فأين تكون؟
- لو مزقت أمامك سبل «الحق» من كفوف «الباطل».. فأين تكون؟
- لو تمادى أهل الشر.. وأصبح أهل الخير في غربة وعزلة.. فأين تكون؟
- لو رأيت السارق والناهب والمنافق والكاذب.. فأين تكون؟.. وأين.. وأين.. والتساؤلات كثيرة.
فانظر لنفسك أين تكون عند هذه المواقف، وعند الكثير من المواقف التي تتعلق بالخير والشر، فإن وجدت نفسك تجنح للخير وترتاح إلى ناحيته - بمجرد الشعور الداخلي - فأنت من أهل الخير الذين يخافون الله ويتقونه، وإن وجدت نفسك تتوق للشر، وتؤيد كفوف الباطل، وتصفق للفاسدين في الأرض، وتفرح بقطع أرزاق البشر، وتتطلع لما في أيدي الناس وحقوقهم، فاعلم أنك تملك نفسا جاحدة ومتجاوزة، وهي نفس لا تخاف الله ولا تخشاه!
إذن ليضع كل واحد منا نفسه في ميزان «التقييم» حتى يعرف حقيقة حياته، ويدرك جيدا أين هو الآن في عالم البشر الغريب والعجيب، وما هي الحالة التي تهيمن على كيانه، حتى يتدارك الأوضاع الكارثية التي قد تتواجد بها نفسه، وأن يثبت تلك الأوضاع والطبائع الإيجابية والخيرة التي قد تتواجد بها نفسه، إذن يجب علينا معرفة أنفسنا أين تكون؟ وهل هي نفوس تخاف الله؟.. ودمتم برعاية الله وحفظه.
بسم الله الرحمن الرحيم (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
hanialnbhan@