يتواصل الهجوم الروسي على منطقة دونباس بدون توقف بحسب السلطات الأوكرانية التي تحدثت عن «دمار كارثي» في ليسيتشانسك المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، وسط ترقب لمفاعيل الأسلحة الثقيلة التي بدأت تصل اوكرانيا وعلى رأسها مدافع هاوتزر الألمانية، وقبلها الأسلحة الأميركية والبريطانية، وما اذا كانت كييف ستتمكن من تغيير اتجاه دفة الحرب باستخدامها.
فقد دخلت المعارك في أوكرانيا مرحلة استنزاف قاسية، وقالت المخابرات العسكرية البريطانية أمس، إن القوات الأوكرانية استخدمت بنجاح، الأسبوع الماضي، لأول مرة صواريخ هاربون المضادة للسفن، التي تبرع بها الغرب، للاشتباك مع القوات الروسية.
وفي تحديثها اليومي على تويتر، أضافت وزارة الدفاع «كان هدف الهجوم بصورة شبه مؤكدة هو زورق القطر الروسي فاسيلي بيغ الذي كان ينقل أسلحة وأفرادا إلى جزيرة في شمال غرب البحر الأسود».
و بعد نحو أربعة أشهر من بدء الغزو الروسي، وصلت أولى قطع المدفعية الثقيلة (مدافع هاوتزر ذاتية الدفع) من ألمانيا إلى أوكرانيا، بحسب بيانات أوكرانية.
على الصعيد الميداني، تحدث حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أمس عن استمرار «المعارك في المنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك ودمار كارثي في ليسيتشانسك».
وأشار إلى أن «الساعات الماضية كانت عصيبة» بالنسبة للقوات الأوكرانية و«الضربات التي استهدفت (ثلاثة) جسور تربط بين سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ودمرتها» مستمرة وقد زادت في عزل سيفيرودونيتسك التي تركز موسكو هجومها عليها.
قبل وقت قصير، صرح غايداي للتلفزيون الأوكراني أن 568 شخصا بينهم 38 طفلا يتحصنون في مصنع آزوت، وأغلبيتهم موظفون في المصنع وعائلاتهم.
ويكتسي المصنع أهمية رمزية في مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية التي تؤكد كييف أنها لاتزال تسيطر على نحو ثلثها.
وأكد غايداي أن «الروس يريدون السيطرة على كامل منطقة لوغانسك» التي يسيطرون أصلا على الجزء الأكبر منها، «قبل (الأحد) 26 يونيو»، لكنهم «لن يتمكنوا من ذلك خلال خمسة أيام».
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش الأوكراني إلى «الصمود» معتبرا أن نتيجة الحرب تعتمد على مقاومته وقدرته على التصدي للجيش الروسي وتكبيده خسائر.
إلا أن مدنا عدة في دونباس لاتزال تحت سيطرة كييف، تستعد لتقدم القوات الروسية، على غرار سلوفيانسك وكراماتورسك، إلى الشرق من سيفيرودونيتسك.
وقال رئيس بلدية سلوفيانسك فاديم لياخ لوكالة فرانس برس إن «الجبهة اقتربت في الساعات الأخيرة، إلى ما بين 15 و20 كلم»، معربا عن أمله في أن تصل سريعا «أسلحة جديدة» يحتاج إليها الجيش الأوكراني.
وبات الروس «يسيطرون بشكل كامل» على بلدة توشكيفكا الواقعة على خط الجبهة في دونباس، على بعد بضعة كيلومترات من سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وفق ما أعلنت السلطات المحلية أمس.
وقال زعيم منطقة سيفيرودونيتسك رومان فلاسينكو «بحسب معلوماتنا، سيطر الروس بشكل كامل على توشكيفكا»، مشيرا إلى أن «الضغط مستمر» على خط الجبهة حيث «معركة دونباس مستعرة».
وتابع أن «منطقة لوغانسك بكاملها هي الآن مركز المواجهة بين الجيشين الأوكراني والروسي».
وفي جنوب أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «خبراء وحدات بث القوات المسلحة الروسية غيرت إعدادات آخر برج من بين سبعة أبراج في منطقة خيرسون، لتتمكن قنوات التلفزة الروسية من البث» في هذه المنطقة التي سيطر عليها الجيش الروسي منذ الأيام الأولى لغزوه أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلن الوزير الفرنسي كليمان بون انه تم التوصل الى «توافق تام» بين الدول السبع والعشرين على قبول ترشيح أوكرانيا للاتحاد الأوروبي خلال مباحثات وزراء الخارجية في لوكسمبورغ.
وقال بون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الاوروبي «سمحت النقاشات بإظهار توافق واسع لا بل أود أن أقول إجماعا تاما... خصوصا فيما يتعلق بأوكرانيا وإمكانية الاعتراف بوضع الدولة المرشحة للانضمام في أقرب فرصة».
وأضاف «انها نقاشات سيجريها الآن رؤساء الدول والحكومات».