تصاعدت الحرب الكلامية بين موسكو وبرلين على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا التي تحتدم المعارك شرقها، حيث تتعرض قواتها الى انتكاسات هناك.
من جانبه، رفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية «بشدة» تهديدات روسيا بالانتقام من ليتوانيا بعد أن فرضت الدولة البلطيقية قيودا على البضائع التي تمر عبرها إلى منطقة كالينينغراد الروسية.
وقال ستيفن هيبيستريت «نطلب من روسيا عدم اتخاذ أي إجراءات تتعارض مع القانون الدولي»، فيما وعدت موسكو برد انتقامي «خطير» ضد فيلنيوس بعد تطبيق العقوبات الأوروبية المرتبطة بغزو أوكرانيا.
في المقابل، اتهمت روسيا التي أحيت ذكرى غزو الزعيم النازي أدولف هتلر عام 1941 للاتحاد السوفياتي، ألمانيا بتأجيج «هيستيريا الخوف من الروس».
وقالت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بمناسبة هذه الذكرى «برلين تهدد بالأقوال والأفعال نتائج الجهود المستمرة منذ عقود من قبل روسيا وألمانيا للتغلب على العداء (...) بعد الحرب» العالمية.
وتوعدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ليتوانيا، بأن الرد على منعها عبور حوالي 50% من السلع سيكون «عمليا».
ميدانيا، لاتزال القوات الأوكرانية والروسية متشبثة بمواقعها في ساحات القتال بشرق أوكرانيا.
لكن كفة القتال مالت لصالح روسيا أمس بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل أمس الأول.
وقال «يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوغانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقا أصعب بقعة. المحتلون يضغطون بقوة أيضا في اتجاه دونيتسك».
ويقول محللون عسكريون إن فشل روسيا في تحقيق تقدم كبير حتى الآن منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير يعني أن الوقت في صالح الأوكرانيين.
لكن القوات الروسية والانفصاليون الموالون لموسكو في شرق أوكرانيا حققوا مزيدا من التقدم صوب مدينة ليسيتشانسك، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في دونباس.
وكتب سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تركزت المواجهة عبر تلغرام، أن «الروس يقتربون من ليسيتشانسك ويتقدمون في المدن المجاورة ويقصفون المدينة بطائراتهم».
وقال إن «الجيش الروسي يدك ليسيتشانسك بالمدفعية والصواريخ والقنابل الجوية وقاذفات الصواريخ» مضيفا: «قوة النيران الروسية دمرت فيها كل شيء».
في هذه الأثناء، غادرت سفينة تجارية تركية ميناء ماريوبول الأوكراني بعد محاثات وصفتها وكالة الأناضول التركية بـ«الإيجابية» بين الوفدين التركي والروسي في موسكو بشأن الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية بسبب الحصار الروسي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان «بعد بضع ساعات فقط على نهاية الاجتماع الطويل، غادرت سفينة الشحن التركية (آزوف كونكورد) التي كانت تنتظر منذ أيام، الميناء الأوكراني»، مؤكدة أنها «أول سفينة أجنبية تغادر ميناء ماريوبول»، الذي استولى عليه الروس في مايو.