دعا رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، جميع الجهات والسلطات الأمنية والقضائية والمالية والعسكرية، إلى عدم التعامل مع حكومة عبدالحميد الدبيبة، بعد انتهاء ولايتها رسميا، مشددا على أن كل من يخالف ذلك يعد خارجا عن القانون.
وانتهت خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي في جنيف، ونتجت عنها حكومة الوحدة الوطنية، أمس الأول، لكن رئيسها عبدالحميد الدبيبة قال إنه لن يسلم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات في بلاده.
وأكد باشاغا، في كلمة مصورة نشرها فجر امس أن «حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، انتهت ولايتها محليا بانتخاب حكومته من قبل البرلمان، ودوليا بانتهاء اتفاق جنيف يوم 21 يونيو 2022، وفق خريطة الطريق، التي تولى بموجبها عبدالحميد الدبيبة، حكومة الوحدة الوطنية».
واعتبر باشاغا أن المشروعية الدولية التي اكتسبتها حكومة الدبيبة من اتفاق جنيف «انتهت» ومن قبلها مشروعية البرلمان وأغلبية المجلس الأعلى للدولة، الذين منحوا الثقة لحكومته.
من جهة اخرى، قال باشاغا إن حكومته تؤيد إخراج كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد، وفقا لتوصية لجنة تشكلت لدعم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد صراع دار في الفترة بين عامي 2014 و2020.
وفي مقابلة مع «رويترز» في لندن، حيث يحاول حشد الدعم لتولي حكومته مقاليد الأمور في طرابلس، قال باشاغا إنه يؤيد بشدة لجنة 5+5 التي اتفقت على وجوب إبعاد المقاتلين الأجانب.
وأضاف باشاغا (59 عاما) إن حكومته بدأت عملها في مدينة سرت بشرق البلاد على الرغم من رفض عبدالحميد الدبيبة، الذي عين العام الماضي رئيسا للوزراء عبر عملية دعمتها الأمم المتحدة، للخطوة مما أدى لأزمة سياسية.
هذا، ودعا باشاغا، الأمم المتحدة إلى دعم الجهود المبذولة لإيجاد حلول ليبية لإجراء انتخابات في البلاد، بانتهاء المدة القانونية لخارطة الطريق، التي أقرها ملتقى الحوار السياسي، برعاية الأمم المتحدة.
وفي رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أرسلت مع انتهاء المدة القانونية لخارطة الطريق، قال باشاغا إنه «سيتولى مسؤولية إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن».
وكتب باشاغا في الرسالة التي نشرها مكتبه الإعلامي: «سوف أبذل قصارى جهدي لإجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب فرصة ممكنة». وأضاف: «أود أيضا أن أشكر الأمم المتحدة على الجهود الدؤوبة على مدى السنوات الـ 11 الماضية للمساعدة في بناء ليبيا حرة وديموقراطية. ولقد حان الوقت الآن لإيجاد حل ليبي لإجراء الانتخابات».
جاء ذلك غداة كشف باشاغا عن خطة من ثماني نقاط بعنوان «خارطة الطريق نحو التعافي» قال إنها تهدف لـ «إجراء انتخابات وتحقيق الاستقرار في البلاد». ودعا باشاغا الأمم المتحدة للمشاركة في تنفيذ خارطته التي قال إنها «ستجعل ليبيا حرة وعادلة ومزدهرة وآمنة».
وألقى باشاغا كلمة متلفزة لليبيين نشرها مكتبه، وجدد فيها التمسك بانتهاء مدة اتفاق جنيف، وأكد انتهاء شرعية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة، عبدالحميد الدبيبة، امس الأول، مطالبا جميع المؤسسات بعدم التعامل معها، ومحذرا من وقوع المخالفين تحت طائلة الملاحقة القانونية.