- النشاط البدني يأتي بالكثير من الثمار سواء في جانب العمل أو صحة الأفراد بالمجتمع
- كاليان: السمنة سبب رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة والسرطانية ومشاكل العظام
- د. الشعيب: «الصحة العالمية» أوصت بضرورة ممارسة مقدار من النشاط لكل فئة عمرية
- الأمراض المزمنة ترتبط بالسلوك الغذائي والحركي والإصابة بها قد لا ينتبه المريض لها
- د.أمل جمال: «الصحة العالمية» حددت الكويت أقل نشاطاً بين دول العالم حيث 67% من الكبار غير نشيطين مقابل 84% من المراهقين
حنان عبدالمعبود
أكدت مديرة إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة د.عبير البحوه أن الأمراض غير السارية والمعروفة بالأمراض المزمنة أو المرتبطة بنمط الحياة هي أربعة أمراض رئيسية منها القلب والأوعية الدموية، والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، لافتة إلى أن أكثر من 70% من الوفيات في الكويت تعزى لسبب أحد الأمراض المزمنة، وتمثل أمراض القلب والأوعية الدموية الأكبر بعدد من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 41%، تليها السرطانات 15%، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة 3%، ومرض السكري 3%، وهناك أيضا معدلات عالية جدا من السمنة ومرض السكري في البلاد.
جاء هذا في تصريح لها على هامش اليوم التوعوي الذي نظمته جريدة «الأنباء» بالتعاون مع إدارة تعزيز الصحة ومشاركة شركة وربة للمعدات الطبية وشركة نوفو نورديسك، حيث تضمن اليوم العديد من الأنشطة التثقيفية النظرية والعملية، بالإضافة الى فحوصات مجانية للعاملين، وثمنت د.البحوه حرص «الأنباء» على مسايرة كافة المستجدات الطبية والاهتمام بالجانب الصحي للعاملين فيها.
وأكدت د.البحوه ضرورة تعزيز مفهوم النشاط البدني والفوائد الصحية المترتبة على الانتظام عليه والمضار المترتبة من الخمول البدني، مشيدة بهذه الخطوة التوعوية التي تأتي بالكثير من الثمار سواء في جانب العمل أو صحة الأفراد بالمجتمع، مبينة أنه لا توجد عوائق أمام ممارسة النشاط البدني، حيث إن ممارسة النشاط البدني بانتظام تؤدي إلى التمتع بصحة جيدة، حيث يتسم الأشخاص الناشطون بدنيا بانخفاض معدلات الإصابة بمرض القلب التاجي، وفرط ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والسكري، وسرطاني القولون والثدي، والاكتئاب، وكذلك انخفاض احتمالات التعرض لأخطار السقوط وكسور الورك أو العمود الفقري، وارتفاع احتمالات الحفاظ على الوزن المناسب.
وبينت د.البحوه أن أهم الأهداف لمثل هذه الأنشطة هو الحصول على المفاهيم الأساسية المتعلقة بالنشاط البدني والصحة، والمهارات التطبيقية اللازمة في وصفة النشاط البدني في حال الصحة والمرض، ولبيان ضرورة وضع سياسات واضحة تنمي الانخراط في أنشطة بدنية ممتعة وتستمر طوال حياة الفرد.
عبء المرض
وأوضحت د.البحوه أنه إضافة إلى معدل الوفيات المرتفع، فإن الأمراض غير السارية مسؤولة إلى حد كبير عن عبء المرض والعجز في منظمة الصحة العالمية، فضلا عن استغلال الجزء الأكبر من الرعاية الصحية في معظم البلدان بهذا المجال، علاوة على ذلك يتزايد عبء الأمراض غير السارية بشكل تدريجي، مبينة أن أهم خصائص الأمراض المزمنة أنها لا تنتقل بالعدوى، فهي ليست ناجمة عن البكتيريا أو الفيروسات، وأن الإصابة بها عادة تكون صامتة، وقد لا ينتبه المريض لها إلا بعد بدء حدوث المضاعفات، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم، كما ترتبط بالسلوك الغذائي والحركي للأفراد والمجتمعات، فداء السكري مثلا يرتبط بزيادة الوزن والبدانة، وترتبط أمراض الجهاز التنفسي بالتدخين. مشيرة الى أن علاجها عادة يمتد طوال عمر الشخص وليس لفترة معينة، فمثلا عادة يحتاج مريض ارتفاع ضغط الدم إلى المواظبة على العلاج إلى آخر عمره، كما يعد علاجه مكلفا ويتضمن مراحل قد تكون مزعجة للمريض، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي بالنسبة للمصابين بالسرطان.
مخاطر الخمول
من جانبها، قالت رئيس قسم التدريب في إدارة تعزيز الصحة د.هدوة الشعيب: بداية اود أن أشكر جريدة «الأنباء» على استضافة وتنظيم مثل هذه الأنشطة الإيجابية التي تتضمن محاضرات عن النشاط البدني والصحة العامة، والتي تعتبر ضمن فعاليات الحملة التوعوية لتعزيز النشاط البدني التي تقوم بها إدارة تعزيز الصحة.
وأشارت الى أن المحاضرة تهدف بصورة رئيسية الى التوعية بمخاطر الخمول البدني وتأثيره على الصحة، ومن جانب آخر تعزيز مفهوم النشاط البدني وأهميته ودوره الفعال على الصحة بشكل عام ودوره في جوانب كل من الصحة البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، والالمام بالتوصيات العالمية التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية بالنسبة للنشاط البدني لكل فئة عمرية، حيث كل فئة عمرية محدد لها مقدار من النشاط الذي يجب ممارسته والوقت المطلوب.
وأوضحت د.الشعيب أن المحاضرات تتضمن جوانب نظرية وعملية، حيث تقوم إدارة تعزيز الصحة من خلال الجانب النظري بإلقاء محاضرة تلقيها د.أمل جمال، بينما الجانب العملي سيكون بالتعاون مع إدارة خدمات العلاج الطبيعي مع اختصاصي العلاج الطبيعي فاطمة العسكر، والاختصاصية روشيل أنتاب من مستشفى مبارك الكبير، مشيرة إلى أن اليوم يتضمن معرضا توعويا شاركت فيه إدارة تعزيز الصحة وشركة وربة للمعدات الطبية وشركة نوفو نورديسك، حيث قامت الإدارة بتوزيع البوروشورات التوعوية الى جانب قياس الضغط للرجال والنساء وتقديم الاستشارات الصحية، بالإضافة الى ذلك فان شركة نوفو نورديسك شاركت بجهاز لقياس الوزن والطول وتحديد كتلة الجسم، بينما شركة وربة شاركت بقياس نسبة السكر بالدم.
مخاطر كامنة
من جانبها، قالت ممارس عام أول بإدارة تعزيز الصحة د.أمل جمال: ان الخمول البدني يحتل المرتبة الرابعة ضمن عوامل الخطر الرئيسية الكامنة وراء الوفيات التي تسجل على الصعيد العالمي حيث يشكل 6% من مجموع الوفيات في العالم، مبينة أن مستويات الخمول البدني تعد أعلى بمرتين في البلدان ذات الدخل المرتفع مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل.
وأشارت الى أنه لا يوجد أي تحسن على المستويات العالمية للنشاط البدني منذ عام 2001، مع زيادة الخمول البدني بنسبة 5% في البلدان ذات الدخل المرتفع بين عامي 2001 و2016، كما سجلت أعلى المعدلات العالمية لنقص النشاط البدني في عام 2016 بين البالغين كانت الكويت وتلتها مقاطعة ساموا الأميركية، ثم المملكة العربية السعودية، وأخيرا العراق، حيث لا يمارس أكثر من 50% النشاط البدني.
كما بينت د.أمل جمال أن منظمة الصحة العالمية أوضحت ان الكويت هي الأقل نشاطا بين دول العالم، حيث أن 67% من السكان البالغين في الكويت غير نشيطين بشكل كاف، مقابل 84% من المراهقين.
مبنى مهيأ صحياً للعمل
بدوره، قال ممارس عام طب أسنان بإدارة تعزيز الصحة د.أحمد نيازي: أصبح الخمول البدني خاصة بعد انتشار جائحة «كورونا» واحدا من أكبر الأسباب للأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤدي للوفاة، فخلال الجائحة كان هناك الكثير من الأشخاص على مستوى العالم تم حجرهم ونتج عن هذا الحجر انتشار الخمول البدني، حيث إن امرأة بين كل ثلاث نساء على مستوى العالم مصابة به، بينما هناك رجل بين كل أربعة رجال لا يمارس النشاط البدني بشكل كاف.
وأضاف د.نيازي: «النشاط البدني هو عكس الخمول، والذي لا يعني ممارسة رياضة وانما يعني ممارسات يومية تتسم بالحركة مثل صعود السلم، والحركة في مكان التواجد سواء منزل أو عمل، ولهذا حرصنا خلال تواجدنا اليوم في «الأنباء» على أن نبث هذا الجانب التوعوي للعاملين فيها خاصة وأن أغلب الأعمال تتسم بالطابع المكتبي والتي لا يتمكن معها العامل من التمتع بالنشاط، وقد يصاب بالخمول بينما يفترض أن تكون هناك بعض الأمور التي تحول الشخص في مكان عمله الى شخص نشط، متحرك ويقوم بحرق السعرات الحرارية بالجسم أكثر من تخزينها.
وعن رؤيته لمقومات «الأنباء» لخدمة عامليها تجاه التشجيع على ممارسة النشاط البدني، قال د.نيازي «ليست المرة الأولى التي أزور فيها «الأنباء» فأنا مبهور بما تقومون به، ولدى الإدارة عندكم نظرة مختلفة عن الجميع، فالمبنى مهيأ ليحظى العاملون بالمشي داخله، وكذلك ممارسة الرياضة بشكل مبسط حتى أثناء التواجد في المكاتب، ولهذا قمنا بتعليمهم بعض الممارسات والحركات البسيطة التي تعطي نتائج جيدة وتبعدهم عن الخمول».
تمارين خلال العمل
من جهتها، قالت اختصاصي العلاج الطبيعي فاطمة العسكر: تناولنا اليوم أهمية النشاط الحركي والابتعاد عن الخمول البدني قدر الإمكان، حيث قدمنا بعض التمارين التي يمكن للعاملين القيام بها خلال الدوام الرسمي والذي يتطلب الجلوس لفترات طويلة، حيث لا ننصح بأن تكون هناك أوقات طويلة مستمرة بنفس وضعية الجلوس لمدة تتجاوز 30 الى 45 دقيقة، وهناك بعض التمارين الهوائية التي يمكن ممارستها مثل المشي في المكان، وبعض تمارين التقوية مثل الوقوف والجلوس، وكذلك بعض تمارين التمدد أو الاستطالة لتفادي آلام الرقبة والظهر، وكذلك بعض النصائح العامة التي تختص بالتمارين البدنية.
بناء الجسم السليم
من جانبه، أوضح المدير العام لشركة «نوفو نورديسك جالف» فنكت كاليان ان شركة «نوفو نورديسك» شركة عالمية رائدة في مجال الرعاية الطبية للعديد من المجالات العلاجية كالسكري والسمنة والأمراض النادرة، حيث تأسست الشركة منذ أكثر من مائة عام، معربا عن سعادته بالتواجد اليوم بالتعاون مع إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة للمشاركة في الفعالية الخاصة بالتوعية عن أهمية الغداء والنشاط البدني ومحاربة السمنة، مبينا أن الغذاء الصحي والنشاط البدني من أسس بناء الجسم السليم وضمان الوقاية من العديد من الامراض وعلى رأسها السمنة.
وقال: إن السمنة هي المحرك الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة والأمراض السرطانية ومشاكل العظام، ودورنا المجتمعي هو نشر الوعي والتعاون مع جميع الجهات الحكومية والأهلية لتعزيز ثقافة المجتمع تجاه النشاط البدني وكيفية الوقاية من السمنة والعمل على تخفيف الأعباء الناتجة عنها.
أكثر من 200 فحص
مسؤول مبيعات بشركة وربة للتجهيزات الطبية محمود حربة قال: اليوم نشارك بفعالية «الأنباء» لنقدم خدمات فحص السكري لموظفيها، وقد جهزنا لذلك أكثر من 500 فحص لليوم، وأجرينا أكثر من 200 فحص سكري وكان بينهم مصابون لم يكن لديهم أي فكرة عن اصابتهم «حالات جديدة»، وكذلك بعض المرضى الذين يتابعون ويحرصون على انتظام السكر لديهم وعمل الفحص باستدامة.
وأشار حربة الى أن شركة وربة للتجهيزات الطبية وكلاء لشركة «اسنسيا» التي تختص بأجهزة الفحص وأهمها أحدث جهاز لفحص السكري «كونتور بلس» وهو جهاز «سمارت» يمكن أن يتصل بالهاتف الذكي ويعطي نتائج 7 و14 وكذلك 30 وحتى 90 يوما، كما يمكن أن يعطي المريض نتائج المعدل الوسطي للتراكمي، وكذلك يمكنه ادخال الوجبة التي يتناولها حيث يحسب كم الكربوهيدرات وجرعة الأنسولين المفترض تعاطيها بناء على القراءات.
تكريم مفاجئ
في بادرة طيبة ومفاجئة، قامت إدارة تعزيز الصحة بتكريم الزميلة حنان عبد المعبود تقديرا لما تقوم به من تغطيات مميزة، وثمنت د.هدوة الشعيب عمل الزميلة، واصفة إياها بالحريصة دائما على متابعة الأحداث ونقلها بشكل دقيق ومهني على مدى أكثر من 15 عاما، وتواجدها الدائم بكافة الأنشطة التي يتم تنظيمها وتغطيتها بشكل لائق، معتبرة أنها أصبحت فردا من «الصحة».