[email protected]
أصعب شيء في الحياة الفراق، والأصعب أن يغادر إنسان تحبه ولم تشارك في وداعه!
في غمرة انشغالي في الأيام الماضية بعمل القسطرة ودخولي مركز صباح الأحمد للقلب بالمستشفى الأميري توفيت جارتنا الغالية العزيزة أم حبيب الحاجة فضة صالح محمد الحداد - طيب الله مثواها وثراها - عن عمر يناهز 102 عام، وهي أرملة العم أحمد عاشور المصليخ - رحمه الله - وكلاهما عزيز علينا، فهم جيراننا في منطقة القادسية منذ السيتينيات وهم (أهل) وليسوا جيرانا فقط، ولهم عندنا في نفوسنا منزلة وحق الجوار والعشرة، فلقد أوصى الله عز وجل بالإحسان إلى الجار كما في سورة النساء في قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم).
ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكرام الجار، وذلك بقوله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
رحلت والدتنا الغالية فضة الحداد - أم حبيب - التي جاورتنا لأكثر من 50 سنة في منطقة القادسية بعد ان اشترى العم احمد عاشور المصليخ - رحمه الله - بيتا من ورثة العم المرحوم بإذن الله نصف النصف وكان بيتهم مقابلنا، وهكذا هي الدنيا ناس تشتري وآخرون يبيعون، وناس يولدون وآخرون يرحلون. وكان العم أبوحبيب وزوجته فضة من (جيران قبل) أهل وعزوة أدخل أنا وإخواني بيتهم وعيالهم يدخلون بيتنا ووالدي - رحمه الله - دائم الجلوس مع العم أبوحبيب وكذلك أمي مع رفيقة دربها فضة - أم حبيب - رحمها الله - وقد كتبت رثاء في عمي بعنوان: العم أحمد المصليخ في ذمة الله ونشر في الأربعاء 14/3/2018 في «الأنباء». كانت العمة فضة من أهل الرحمة حكيمة قليلة الكلام وحنونة ومدبرة منزل ومن أهل الله، صديقة للوالدة - رحمها الله - وتتبادل مع الوالدة النقصة يوميا، رحمهم الله جميعا.
كبرت وأنا أرى هذه المرأة بعباءتها السوداء وسترها تدخل بيتنا وأمي ترد لها الزيارة شبه يومي، كانت كلها حياء لا تسمع لها صوتا، نفس كريمة، سخية معطاءة، تعاملنا كأننا عيالها، دون تفرقة، وكذلك أمي، كنا والله مع جيراننا بشكل عام كالأسرة الواحدة.
أعزي اخواني الكرام كلا باسمه حسن وحبيب وخالد ويوسف وطارق وسكينة وسهيلة ومريم وفوزية وسميرة وعموم آل المصليخ والحداد في هذا المصاب الجلل رجالا ونساء.
٭ ومضة:
رحمك الله يا أمي فضة، اللهم يا رب يا حي يا قيوم ارحم واغفر لوالدتي فضة الحداد - أم حبيب - أوسع مدخلها وأكرم نزلها واغسلها بالماء والثلج والبرد، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ومنزلتها الفردوس الأعلى من الجنة في جنات عدن، اللهم منا الدعاء ومنك الإجابة.
٭ آخر الكلام:
رحلت الطيبة جارتنا (فضة) وكنت في أيام العم أحمد عاشور المصليخ الأخيرة عندما أزوره تسلم عليّ هي وأختي مريم أو بقية العيال أولاد وبنات ربي يصبرهم على فقدان العمة الوالدة أم حبيب والتي لها في نفوسنا ذكريات (جيرة طيبة) وعشرة لا تنسى وذكريات غالية.
٭ زبدة الحچي:
وهكذا رحلت والدتنا الغالية فضة وإني أرجو من قرائي في داخل الكويت وخارجها الدعاء لهذه الأم العظيمة الجارة البارة بجيرانها وأحبابها، وغيابها الآن أكيد وجع وألم وحرمان!
فقدت الكويت ابنة غالية من نساء الكويت الفضليات فإلى جنات الخلد يا والدتي (فضة)، واعذريني على تقصيري وسأزور قبرك عاجلا غير آجل ولم ينقطع دعائي لك يا أمي ولعمي أحمد، والله يصبر إخواني وأخواتي جميعا على فراقك يا أم حبيب وأنت الحبيبة الغالية والتي لها في نفوسنا كل المحبة والتقدير والدعاء لك ولعمي يا جيران المحبة الصادقة ويا أهلنا الكرام، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعظم الله أجرنا جميعا بهذه الفقيدة العزيزة الغالية.
ومثواك الجنة بإذن الله.
وتسقط دميعات ساخنة وداعا لها ومحبة.
.. في أمان الله.