- إلزامية «الحدث» بالتحصيل العلمي بالتنسيق مع الأسرة وهناك تعاون مع المعاهد التطبيقية
- بإمكان «الحدث» حسن السلوك في بعض القضايا الخروج بعد مرور 6 شهور بموجب كتاب استرحام
- أنشطة متعددة لشغل أوقات الفراغ منها زراعية وترفيهية وتنسيق مع إدارة الإرشاد النفسي
- تنسيق بين «الشؤون» و«التربية» لإلحاق أي نزيل بالدراسة ومنحه شهادة نهاية العام
أجرت اللقاء: بشرى شعبان
كشف رئيس دار الرعاية الاجتماعية (فتيان) التابعة لإدارة رعاية الاحداث نواف العتيبي أن الإدارة تعمل على تقديم خدمات الرعاية والتأهيل النفسي والاجتماعي، وتنمية الوازع الديني، بالإضافة إلى الحرص على ان يستمر الأحداث في التحصيل الدراسي وتنمية القدرات الابداعية لديهم عبر شغل أوقاتهم بالأنشطة المفيدة المتنوعة الرياضية والزراعية والثقافية وكذلك الانشطة الترفيهية الموجهة، حيث يتم تقسيمهم وفق حالة كل نزيل وتقديم النشاط الذي يستهويه.
وأشار العتيبي خلال لقاء مع «الأنباء» الى وجود 30 حدثا في الدار صادرة عليهم احكام من محكمة الاحداث وموزعين بين أسرتين وفق الأعمار، كاشفا عن وجود تعاون مع المعاهد التطبيقية لتدريب النزلاء مهنيا وإلحاقهم بالورش المناسبة لهم ومنها ورش نجارة والطباعة والزراعة والميكانيك والرسم والكمبيوتر، كما ان هناك مدارس تعليمية داخل المراكز الإيوائية تتبع وزارة التربية.
وأكد العتيبي حرص الادارة على التواصل مع الاسرة والعمل على معالجة الخلل بالتوعية في حال وجد، مؤكدا ان الادارة أعدت صالة خاصة للزيارة الأسبوعية للنزلاء ليلتقوا مع اسرهم بشكل منفرد ومراعاة خصوصية الاسر، كما لدينا دار سينما خاصة تعرض فيها الافلام المحببة للنزلاء والتي تكون موجهة ومراقبة بشكل دقيق وبما يتماشى مع الأهداف المرجوة، إضافة إلى أمور اخرى تطرق لها في اللقاء.. فإلى التفاصيل:
في البداية، هل من الممكن تقديم نبذة عن الدار، وعدد النزلاء فيها؟
٭ تعتبر دار الرعاية الاجتماعية «فتيان» احدى دور ادارة رعاية الأحداث، وعدد نزلاء الدار حاليا 30 نزيلا جميعهم بموجب احكام قضائية من محكمة الأحداث، وهنا الحكم هو عبارة عن تدبير قضائي أي بمعنى ان الموجودين محكومين والتدبير اقل حدة من شدة العقوبة بالحبس.
وقد يصل التدبير بحكمه الى ثلاث أو خمس سنوات، وبعض الحالات لأسبوع أو لشهر مثل قضايا المرور والقيادة من دون رخصة والتي تبدأ من اسبوع الى مدة وفق ما يراه القاضي مناسبا، وهناك قضايا قتل ارتأى القاضي ان يكون حكمها «تدبيرا» أي اقل عقوبة من الحبس، والمشرع عندما وضع العقوبة وضع «الحبس والتدابير» ليكون اقل شدة، وحاليا النزلاء الموجودون في قضايا مختلفة من قتل ومخدرات وسرقات وهتك عرض ومشاجرات، وأكثر الحالات حاليا هي السرقات والتي أصبحت منذ سنتين ظاهرة ملحوظة بأعلى نسبة يليها الخطف ثم هتك العرض.
وبعد تشديد الحملات الأمنية من وزارة الداخلية في السنوات الثلاث الاخيرة زاد عدد الأحداث بموجب احكام تدبير ايداع في الرعاية الاجتماعية لمدة أسبوع أو أسبوعين، وشهر وشهرين لقيادة مركبة من دون رخصة أو مخالفة قيادة ورعونة، وقد يتشدد القاضي حسب القيادة وما تلاها من قضايا مرافقة لها.
3 حالات قتل
كم عدد حالات القتل، ولماذا «الرعاية» وليس «التقويم»؟
٭ لدينا ثلاث قضايا قتل، ارتأى القاضي ان يخفف الحكم فيها بناء على الحالتين الصحية والنفسية للجاني، واستنادا لتقرير من الصحة النفسية بأن الجاني مسؤول عن سلوكه بنسبة معينة وليس بنسبة 100% من الناحية القانونية، لذا اتى حكمه «تدبيرا» في الرعاية الاجتماعية ولكن في حال المسؤولية بالكامل يحكم على الحدث الجاني بالحبس في دار التقويم الاجتماعي.
وكيف تتوزع أعداد تلك الحالات؟
٭ لدينا 3 حالات قتل، و17 سرقة، والمتبقي موزعة بين قضايا مرور ومخدرات واستيلاء على مال الغير وهتك عرض.
وماذا بالنسبة لقضايا المخدرات هل هي تعاط أم ترويج؟
٭ أغلبية الحالات من المتعاطين بالمخدرات في دار الرعاية فتيان، اما المروجون فيحكم عليهم بالحبس في دار التقويم كعقوبة أشد، ويتم التنسيق لمعالجتهم مع وزارة الصحة ومركز الادمان، ولدينا عيادة طبية خاصة بالدار في حال أوصى مركز الادمان بعقاقير معينة لحين سحب السموم من الجسم وتنظيفه بشكل كامل، والعيادة تعطي النزيل العلاج بشكل مباشر لحين تأهيله للخروج الى المجتمع وانتهاء مدة تدبيره.
تأهيل الحدث
ما الخطة المتبعة في عمليات التأهيل؟
٭ فور التحاق أي نزيل بدار الرعاية يتم توجيه طلب «كتاب لمن يهمه الامر» لوزارة التربية ليتم الحاقه بمدرسة الدار، وتجدر الاشارة الى وجود مدارس تابعة لوزارة التربية بكل الدور الإيوائية في ادارة الأحداث، وهناك تنسيق بين وزارتي الشؤون والتربية لإلحاق أي نزيل، ويمنح الطالب شهادة نهاية السنة المدرسية باسم المدرسة الموجودة في الخارج ضمن منطقته السكنية.
وأي نزيل يتم إلحاقه مباشرة بالمدرسة وننسق مع الأهالي بالنسبة للتعليم، وفي حال احتياج النزيل لمدرسين ننسق مع أسرة النزيل لتوفير مدرسين خصوصيين بالأخص لطلبة الصف الـ 12 العلمي والأدبي ويتم تخصيص قاعة داخل الدار لتقوية الأبناء دراسيا.
أما بالنسبة للتأهيل فلدينا عدد من الاخصائيين النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين، وهناك تواصل مع الاسرة من قبل اخصائيي الجماعة ويبقى التواصل مع الابناء على مدار الساعة، بالاضافة الى اخصائيي البحث في المكتب الخارجي والذين يقومون بالتنسيق مع أسر النزلاء ووزارة التربية والجهات المختلفة لمصلحة النزيل، ودور الأخصائي النفسي متابعة أمور الحدث النفسية وعمل اختبارات الذكاء وتصنيفه إذا كان يحتاج لأي علاج خارجي او الاستقرار النفسي داخل الدار.
وماذا عن التدريب المهني ومجالاته؟
٭ بالنسبة لتأهيل النزلاء مهنياً نعمل بشكل متكامل وبما يناسب النزلاء ورغباتهم وميولهم، فلدينا عدة ورش منها ورشة الميكانيك، النجارة، المطبعة، ورشة ارتك، وورش زراعية خارجية وورشة تربية الدواجن.
ونحرص على ان يكون الجميع منتجا وكل نزيل وفق هواياته فيتم توزيعهم على الورش مع مدربين من التعليم التطبيقي، والحصص في الورش تختلف على فترتين (أحد وثلاثاء وخميس) و(اثنين وأربعاء) ويتم الاتفاق مع «التطبيقي» على إقامة الدورات والبرامج التدريبية، وبالنسبة للمنتجات نقوم بتوزيعها على زوار قطاع الرعاية والوفود للتعريف بقدرات النزلاء وقابلية أن يكونوا أفرادا منتجين بما يتناسب وقدراتهم ومستوياتهم، كما ننظم بعض المسابقات التي تقام على مدار العام منها الرياضية والثقافية ونكرم الفائزين بجوائز من منتجات النزلاء تشجيعا لهم وتأكيدا لإثبات قدرتهم على أن يكونوا إيجابيين.
حملات التوعية
هل من حملات للتوعية والتواصل بالعلاقة مع أولياء الأمور؟
٭ الأسرة هي النواة الاولى لبناء شخصية أي نزيل، ولكن للأسف أن الأكثرية من النزلاء لديهم مشاكل أسرية ويعانون من التفكك الأسري ومعظم الحالات يكون فيها الأب والأم مطلقين أو هناك تصدع اسري او دلع وترف زائدين، كما يكون هناك جهل من بعض الأسر في معرفة أسس التربية الصحيحة والتنشئة السليمة، كما ابتعد البعض عن الدين فبعضهم لا يعرف أن يقرأ الفاتحة، ومنهم للأسف أميون ويتم عندنا إدخالهم في دورات لمحو أمية.
ونحن نتواصل مع الاسرة فور دخول النزيل ونحاول توعية الاسرة وتنظيم الدورات للاسر في دور الرعاية بعد الدوام الرسمي، وفي المجمع مركز للارشاد النفسي في حال حكم على نزيل شهر ايداع، وبعد خروجه نرسل كتابا إلى مركز الارشاد النفسي للتواصل مع الاسرة ومتابعة النزيل لتوفير الرعاية اللاحقة.
كما كان هناك مشروع كبير بمشاركة كل من وزارة الشؤون، التربية، وجمعية المحامين، تحت مسمى «الثقافة القانونية تحميني» والذي أعدته مراقبة ادارة الخدمات الاجتماعية والنفسية السابقة في وزارة التربية مريم العنزي وكان يشمل محافظات الكويت الست، وكان فيه خبير محاضر من رعاية الأحداث لكل محافظة يتم من خلاله تنظيم محاضرات للمدارس المتوسطة والثانوية (بنين وبنات) في جميع المحافظات على مدار السنة لنشر التوعية ودورها في إظهار بعض المشاكل والظواهر السلبية المجتمعية لتلافيها ووضع دراسات فعلية لإيجاد الحلول لها، وكانت هناك حملات توعوية عبر الفلاشات مع وزارة الاعلام، ونعمل أيضا على استضافة مختصين من ادارة الأحداث في إذاعة الكويت لنشر التوعية في المجتمع، فالتوعية تبدأ البيت ثم المدرسة، ووزارة الاعلام، ودور المجتمع بشكل متكامل لنشر الوعي في هذا الشأن.
وبالنسبة لعودة التعاون مع وزارة التربية في توعية النشء، فنحن في الإدارة بانتظار القرار من المختصين، بعودة العمل وفقا لتصريح الوكيل المساعد للقطاع مسلم السبيعي عن عودة الخدمة المنزلية للمسنين، ونتمنى أن تليها عودة أنشطة ادارة الأحداث التوعوية، وقد قدمنا كتابا الى وكيل الرعاية بعودة السماح للمتميزين من نزلاء الأحداث بزيارة أسرهم بموجب موافقة نيابة الأحداث نهاية كل أسبوع ونحن بانتظار الموافقة النهائية للنزلاء المتميزين لتشجيع بقية النزلاء.
وما أهم الأنشطة التي يتم تنظيمها للنزلاء؟
٭ هناك الكثير من الأنشطة المتنوعة فلدينا دار سينما، ودائما هناك تمييز وتشجيع للنزلاء ذوي السلوك الحسن فنقدم لهم أنشطة اجتماعية لتغيير سلوك النزلاء غير المنضبطين، إذ يتم كل أسبوع عرض فيلم من الأفلام الهادفة بعد مرورها على الرقابة وبمتابعة من بعض المختصين الاجتماعيين للتدقيق قبل العرض، ويعرض الفيلم مع وجبة خفيفة ومشروبات غازية ليشعر النزيل وكأنه في السينما الخارجية، ولدينا أيضا أنشطة زراعية ونشاط دواجن خارجي، وكذلك نشارك النزلاء بالأنشطة الاجتماعية المتنوعة ليشعروا بأهمية الحياة الطبيعية.
زيارة النزلاء
ماذا عن الزيارات لأولياء الأمور؟
لدينا زيارة أسبوعية لهم في غرف خاصة ومنفصلة، بحيث تكون كل أسرة مستقلة مع ابنها، والنزيل المتميز ممكن يمنح زيارة إضافية أو مكالمة هاتفية مرئية للموجودين من أهله بالخارج، وكل شيء متاح للنزيل المنضبط صاحب السلوك الحسن.
وهناك ايضا ميزة للنزلاء ذوي السلوك الحسن، وهي تقديم طلب استرحام لرئيس المحكمة ليخرج النزيل بعد قضاء نصف المدة، كمثال المحكوم سنة بعد مرور ستة أشهر وكان سلوكه منضبطا يرسل لنا رئيس محكمة الأحداث ان الأهل تقدموا بطلب استرحام مع التقارير النفسية والاجتماعية للحدث وهل يستحق أن نكتفي بالمدة التي قضاها أم لا، فلو كان حسن السلوك فإن رئيس المحكمة يفرج عنه.
وبالنسبة للزيارات لدينا في الدار أسرتان الأولى «خالد بن الوليد» للأعمار من 15 الى 18 سنة، وأسرة «عمر بن الخطاب» للأعمار من 18 سنة الى 21 سنة، وتتم زيارة كل أسرة في يوم من أيام نهاية الأسبوع، ولكل أسرة غرفة منفصلة «كابينة» مغلقة تماما لتكون الاسرة مع النزيل، وننتظر إنهاء القيود المرتبطة بالجائحة ليعود السماح لهم بإدخال القهوة والشاي والحلويات والأطعمة معهم خلال الزيارات، وكل نزيل أسرته تعرف موعد الزيارة وهي محددة وثابتة من الساعة الرابعة الى الخامسة عصرا.