مبارك الخالدي
الخروج المتوالي والأداء الضعيف لمنتخباتنا الوطنية: الأولمبي والشباب والناشئين لكرة القدم من البطولات الإقليمية والقارية وآخرها بطولة غرب آسيا التاسعة للناشئين المقامة حاليا في الأردن أمر محزن ويشعرنا كرياضيين بالقلق نحو مستقبل الكرة الكويتية، فهذه الفئات العمرية من اللاعبين هي الأمل لاستعادة توازن الكرة الكويتية إقليميا وقاريا.
والحقيقة التي نتفق عليها أن لاعبينا ليس لهم ذنب فيما يجري، فهم برأي النقاد الفنيين العرب والمدربين الأجانب لا تنقصهم المهارة والموهبة بقدر حاجتهم الى تنظيم إداري وفني الذي يعد العلامة الفارقة لدى الاتحادات المجاورة، لذلك فهي دعوة لمسؤولي اتحاد الكرة إن أردتم المستقبل فنحن بحاجة الى نفضة فعلية توجه الاهتمام الى هذه الفئات عبر برامج ثابتة ومدربين أكفاء يجيدون التعامل مع اللاعبين مع تطوير المسابقات المحلية الخاصة بهم.
«الأنباء» التقت عددا من المختصين حول آلية تطوير هذه المنتخبات، فكانت هذه الردود خصوصا بعد النتائج السلبية الأخيرة وانعكاساتها على التصنيف القاري ومعنويا على اللاعبين:
في البداية، قال المدير الفني لقطاع الشباب والناشئين بنادي القادسية المدرب الوطني خالد أحمد إن الأمل معقود على العناصر الناشئة والشابة الموجودة في الأندية لاستعادة التوازن، ولكن ذلك يتطلب تغييرا شاملا لمنهجية إعداد هؤلاء اللاعبين، لتمثيل المنتخبات بصورة جيدة.
واضاف أن من اولى الخطوات الواجب اتخاذها تطوير المسابقات المحلية لهذه الفئات على ان يكون إعداد المنتخب متواصلا خلال الموسم عبر المشاركة بنظام دوري فعال يكون فيه اللاعب تحت نظر الجهاز الفني ومتابعته ومنحه المزيد من فرص المشاركة واللعب.
واقترح أحمد أن تلعب فرق الدوري «دوري تصنيف» من دور واحد 14 مباراة وتقسم الفرق بعد ذلك الى قسمين: دوري ممتاز من 8 فرق ودوري درجة أولى من 7 فرق إضافة الى منتخب لنفس الفئة العمرية ليكون العدد 8 فرق، على أن يلعب الدوري من قسمين 14 مباراة، يتم بعدها اختيار لاعبي المنتخب سواء الشباب او الناشئين على ضوء المردود الفني للاعب خلال الموسم، مشيرا الى ان هذا الاقتراح يؤمن للاعب فرصة اللعب المستمر والاحتكاك واكتساب القوة البدنية والمهارة وهو ما سينعكس بالإيجاب على المنتخبات.
من جانبه، قال مساعد مدرب الفريق الأول بنادي الكويت والمدير الفني بقطاع الشباب والناشئين عادل فاضل إننا نشعر بالحسرة والألم على ما آلت إليه أوضاع منتخباتنا الوطنية للمراحل في السنوات الأخيرة وهذا الأمر لابد من مواجهته بأسلوب علمي وعملي جاد، ويكاد يكون مشروع دولة لأهميته القصوى في النهوض بكرتنا للمستقبل.
وأضاف انه لابد من تطوير طرق اكتشاف المواهب، واستقدام أفضل المدربين أصحاب الكفاءات والإنجازات والمتخصصين في العمل مع المراحل السنية، وايضا إعادة النظر في رزنامة المسابقات بهدف توفير أكبر عدد من من المباريات في المسابقات السنية.
واكد فاضل انه لابد من التوجه الفعلي لتطوير ملاعب خاصة للمراحل السنية وإتاحة الفرصة للاتحاد المدرسي للمشاركة لاستقطاب اللاعبين ذوي المواهب للأندية، كما يجب الاهتمام بالمدرب الوطني وتطوير مستواه، واختصارا لابد من وقفة ومراجعة شاملة ليكون الهدف هو العمل على مشروع كروي متكامل برعاية الدولة.
المواهب متوفرة
بدوره، قال مدير فريق تحت 15 سنة بالنادي العربي علي حيات إن قطاع المراحل في الأندية الكويتية يحتاج للكثير من العمل لضمان الحصول على مخرجات مناسبة لتمثيل الكرة الكويتية بشكل مشرف، فالمواهب لدينا متوافرة لكن للأسف يوجد نقص كبير في الملاعب ولا توجد أماكن مخصصة للتدريب ولذلك فالحاجة ملحة لانشاء ملاعب مخصصة للتدريب تحت رعاية مدربين متخصصين، وخصوصا في مرحلة التأسيس وصقل المواهب.
وذكر حيات انه يجب إعادة النظر في نظام المسابقات فهو نظام ميت ومتخلف ولا يشجع على التطوير، الأمر الذي جعل المنافسة في هذه القطاعات محصورة بين اربعة اندية فقط، وأصبحت الأندية الاخرى مواقع لتصدير اللاعبين للاندية المتقدمة من دون اي رقابة على هذا الوضع الخطير، اذ كيف تتطور الكرة مع غياب المنافسة الحقيقية؟
وداع «غرب آسيا» للناشئين
ودع منتخبنا الوطني لكرة القدم للناشئين بطولة غرب آسيا بخسارته من منتخب سورية 0-5 وهي خسارة قاسية لا تليق بسمعة الكرة الكويتية. وكان المنتخب قد خسر قبلها من منتخب لبنان 0-2 وحقق فوزا وحيدا على فلسطين بهدف دون مقابل.
وكشفت المشاركة عن مجموعة لافتة من اللاعبين لكنهم وقعوا ضحية لسوء الإعداد، فالعامل الوطني والمعنوي الذي يتميز به لاعبونا لا يكفي وحده لتحقيق نتائج إيجابية في المشاركات الإقليمية والقارية، ولابد من الالتفات الى الأمور البدنية والمهارية وتطوير السرعات، فكرة القدم الحديثة تعتمد على العمل الجماعي.