- الكويت أحد أبرز عوامل الاستقرار في المنطقة بمبادراتها وديبلوماسيتها القائمة على الحوار
- 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسيّر العلاقات الثنائية وتمثل إطارها القانوني وتغطي كل مجالات التعاون
- اجتماع اللجنة الكويتية ـ القرغيزية المشتركة سيعقد قبل نهاية العام الحالي في الكويت
- الصندوق الكويتي للتنمية يموّل العديد من مشاريع البنية التحتية في قرغيزستان بقروض ميسّرة
- قرغيزستان بلد الفرص الاستثمارية الواعدة وبيئة ملائمة للاستثمارات الأجنبية المباشرة
- الاستثمارات الكويتية في قرغيزستان قليلة جداً ولا تتجاوز القروض المقدمة من قبل الصندوق الكويتي
- حجم التبادل التجاري دون الطموح ولا يتجاوز المليون دولار ونسعى إلى تعزيزه ورفع معدلاته
أجرى اللقاء: أسامة دياب
وصف سفير قرغيزستان لدى البلاد عظمات قاراغولوف العلاقات القرغيزية ـ الكويتية بالقوية والمتينة والتي بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، مشيدا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أن البلدين تجمعهما وجهات نظر متشابهة ويتبادلان الدعم في المحافل الدولية. ولفت قاراغولوف، في لقاء خاص مع «الأنباء»، إلى أن الكويت أحد أبرز عوامل الاستقرار في المنطقة بمبادراتها وديبلوماسيتها الرائدة التي تقوم على الحوار وتبني الحلول السلمية، مشيرا إلى أن البلدين تجمعهما وجهات نظر متشابهة حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، مبينا أن اجتماع اللجنة الكويتية ـ القرغيزية المشتركة سيعقد في الكويت قبل نهاية العام الحالي. وأوضح قاراغولوف أن الاستثمارات الكويتية في قيرغيزستان قليلة جدا ولا تتجاوز القروض المقدمة من قبل الصندوق الكويتي، داعيا المستثمرين الكويتيين إلى اكتشاف الفرص الاستثمارية في بلاده، مبينا أن حجم التبادل التجاري دون الطموح ولا يتجاوز المليون دولار وتسعى السفارة إلى تعزيزه ورفع معدلاته، مشيرا إلى أن الكويتيين يدخلون بلاده دون تأشيرة وأن 5 آلاف مواطن كويتي زاروها في 2021، والمزيد من التفاصيل في السطور التالية:
بداية، ما أبرز ملامح العلاقات الكويتية ـ القرغيزية، ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات القرغيزية ـ الكويتية بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، ونفتخر بأن الكويت كانت في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال قيرغيزستان وأسست علاقات ديبلوماسية معها وكانت من أولى الدول التي عينت سفيرا محالا، حيث تم تعيين السفير عبدالمحسن الجيعان أول سفير للكويت في بلادنا بعد الاستقلال، وهذه البادرة محل تقدير الحكومة والشعب القرغيزي.
وعلى مدار الـ 30 عاما الماضية يتمتع البلدان بعلاقات صداقة قوية وأسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل، كما أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطورا ملحوظا على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون ونتبادل الدعم في المحافل الدولية وندعم كل مبادرات الكويت، كما تدعم الكويت جمهورية قرغيزستان اقتصاديا عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وهناك العديد من المشاريع البنية التحتية التي يمولها الصندوق بقروض ميسرة، ونحن نثمن عاليا هذا الدور الرائد للكويت في دعم الدول الصديقة في مختلف أنحاء العالم.
وعلى الصعيد السياسي، شهد عام 2021 لقاء وزراء خارجية البلدين في المحافل الدولية أكثر من مرة، كما التقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد مع رئيس قرغيزستان في اسكتلندا في نوفمبر الماضي وكان حوارا مثمرا دعم وعزز مسيرة العلاقات الثنائية.
وهذا العام تم تأجيل الجولة الثالثة من المشاورات السياسية على المستوى الوزاري والتي كانت ستعقد في قرغيزستان، كما أجلنا زيارة وزير خارجيتنا إلى الكويت بسبب استقالة الحكومة وسيتم تنفيذها بعد تشكيل الحكومة الجديدة، أما بخصوص اجتماع اللجنة الكويتية ـ القرغيزية المشتركة فسيعقد قبل نهاية العام في الكويت.
وعلى الصعيد الاكاديمي، تم تأسيس الجامعة الكويتية في قرغيزستان في عام 1999 بمبادرة من المرحومة الزميلة غنيمة المرزوق وبإشراف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكانت محصلتها أن الآلاف من الشباب القرغيزي يتحدثون الآن اللغة العربية بطلاقة بالإضافة إلى علوم الدين الإسلامي الحنيف.
وعلى صعيد التعاون البرلماني، لدينا تعاون مميز بين البرلمانين، وقبل فترة تم توجيه دعوة رسمية لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من رئيس البرلمان القرغيزي لزيارة بلادنا قبل نهاية العام الحالي، إلا أن الظروف الحالية أجلت الزيارة إلى ما بعد انتخابات مجلس الأمة المقبلة.
تعزيز التعاون
كم عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات بين البلدين؟
٭ لدينا أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتمثل الإطار القانوني لها وتغطي كل مجالات التعاون مثل تعزيز وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وتعزيز التبادل الثقافي إلى آخره، وهناك اتفاقية جديدة سيتم توقيعها لتعزيز التعاون الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية.
وما أبرز مجالات الاستثمار في قرغيزستان؟
٭ قرغيزستان بلد الفرص الاستثمارية الواعدة وبيئة ملائمة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث إنها تتمتع باستقرار سياسي واقتصاد واعد، ولدينا اتفاقية ثنائية لتعزيز وحماية الاستثمار مع الكويت تم توقيعها في 2017، ونسعى لتعريف المستثمر الكويتي بالإمكانات المتاحة في بلادنا حيث يستطيع الاستثمار في مجالات رائدة مثل الطاقة والصناعات الخفيفة وصناعة المواد الغذائية والزراعة والمنتجات الزراعية والفنادق والبنية التحتية في قطاع السياحة وشبكات الاتصال والنقل البري والجوي وبناء الطرق وقطاع المصارف.
ما التسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين؟
٭ لدينا العديد من التسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين وأولها البيئة القانونية المميزة والتي تضمن حقوقهم وحماية الاستثمارات، سهولة تحويل الأموال، بالإضافة إلى تخفيف الدورة المستندية والقضاء على الروتين. الحكومة لا تتدخل في الأنشطة الاقتصادية للمستثمرين، ويجوز للحكومة منح الإعفاءات وفقا لبرامج المشاريع للمستثمرين الأجانب الذين يستثمرون في القطاعات ذات الأولوية، وللأسف الشديد الاستثمارات الكويتية في قيرغيزستان قليلة جدا ولا تتجاوز القروض المقدمة من قبل الصندوق الكويتي للتنمية العربية وبصفة عامة تبذل السفارة جهودا كبيرة لتعزيز الاستثمارات الكويتية في بلادنا.
هل يوجد خط طيران مباشر بين الكويت وقرغيزستان؟
٭ في يونيو من العام الماضي تم افتتاح خط مباشر بين الكويت وبشكيك، وفي أكتوبر تم افتتاح خط ثاني إلى جنوب الدولة وتحديدا مدينة أوش بواقع رحلتين أسبوعيا لكل خط، بالإضافة إلى أن الرحلة لا تستغرق أكثر من 3 ساعات ونصف، وهذا ساهم في تعزيز من معدلات التبادل التجاري والأنشطة السياحية، فخلال عام 2021 زار 5000 كويتي قرغيزستان، خصوصا أن المواطن الكويتي يدخل قيرغيزستان دون تأشيرة وكذلك مواطني دول الخليج الأخرى.
التبادل التجاري
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ حجم التبادل التجاري دون الطموح ولا يرقى إلى الإمكانات المتاحة في البلدين ونسعى إلى تعزيزه ورفع معدلاته. إجمالي حجم التبادل التجاري لا يتجاوز المليون دولار، إلا أن المبشر هو أننا لا زلنا في بداية الطريق وهناك مجال كبير لتطوير معدلاته وإضافة إلى أننا لدينا العديد من المنتجات القرغيزية المتوافرة في السوق الكويتي مثل العسل ومنتجات الثروة الحيوانية وهناك مجال كبير لتعزيز تعاوننا في قطاع الثروة الحيوانية والزراعة.
ماذا عن الإمكانات السياحية لبلادكم؟
٭ قرغيزستان تتمتع بطبيعة خلابة حيث أن أكثر من 80% من أراضيها ذات طبيعة جبلية وغابات ولدينا مناطق تاريخية اثرية إسلامية واجواء معتدلة، السائح الخليجي يستطيع أن يمكث في قيرغيزستان 90 يوما دون فيزا، أما فيما يتعلق بالمقيمين في دول الخليجية يستطيعون التقدم للفيزا بإجراءات بسيطة ورسوم رمزية.
كم يبلغ عدد الجالية القرغيزية في الكويت؟
٭ قبل كورونا كان لدينا جالية كبيرة ولكن حاليا ليس لدينا أكثر من 200 شخص، إلا أن أهم ما يميز جاليتنا أنها جالية نوعية ومدربة وملتزمة وتمثل إضافة إلى أماكن عملهم، حيث إن أغلبهم من الأطباء والمهندسين والعاملين في قطاع الطيران المدني. نتواصل مع أبناء الجالية بشكل منتظم ومن خلال خط مباشر أو عبر البريد الالكتروني أو حسابات السفارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف تقيمون الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا؟
٭ الكويت تلعب دورا محوريا في حل النزاعات وإحلال السلام، فهي أحد أبرز عوامل الاستقرار في المنطقة بمبادراتها ودبلوماسيتها الرائدة التي تقوم على الحوار وتبني الحلول السلمية.
ومن أبرز ما يميز الكويت ديبلوماسيتها الخيرية وأياديها البيضاء والتي تدعم المحتاجين في مختلف أنحاء العالم ولعل الاعتراف المنظمة الأممية وتسمية الكويت كمركز للعمل الإنساني وأميرها قائد للعمل الإنساني ابلغ دليل.
كيف ترى قرغيزستان الحل والمخرج من أزمات الشرق الأوسط؟
٭ قرغيزستان تؤمن بالحلول السلمية ولا ترى بديلا عن الحوار لحل أزمات الشرق الأوسط، ولذلك لا نرى أي حل سوى جلوس الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة والخروج بحل سلمي يتفق عليه مختلف الأطراف. وجدير بالذكر أن قرغيزستان والكويت تجمعهما مواقف متشابهة حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية وهو ما يعكس عمق العلاقات الثنائية.
من أجواء اللقاء
«الأنباء» جريدتي المفضلة
أكد سفير قرغيزستان عظمات قاراغولوف متابعته الحثيثة لوسائل الاعلام الكويتية وحرصه على أن يبدأ يومه بقراءة «الأنباء» التي يعتبرها جريدته المفضلة كونها من أبرز الوسائل الإعلامية في الكويت.
«سأبني ديوانية في قرغيزستان»
أشاد سفير قرغيزستان عظمات قاراغولوف بثقافة الديوانية في الكويت والتي وصفها بالفريدة، موضحا أنها جسر من التواصل الشعبي وطاولة مستديرة للنقاش، موضحا أن سيبني ديوانية ملحقة بمنزله في قرغيزستان، مثنيا على أخلاق الشعب الكويتي وكرمه وقبوله للغريب بشكل رائع ورائع.
أعشق المچبوس
أعرب سفير قرغيزستان عظمات قاراغولوف عن إعجابه بالمطبخ الكويتي والذي يحتوي على العديد من الأصناف الطيبة واللذيذة وخصوصا المچبوس بكل أنواعه، مشيرا لوجود تشابه إلى حد ما بين المطبخين القرغيزي والكويتي.
محطة الطاقة الكهربائية قامبار آتا
أكد سفير قرغيزستان عظمات قاراغولوف أن بلاده بدأت في بناء محطة «قامبار آتا»، وهي واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية في وسط آسيا، ويقوم المشروع على بناء سد صخري يبلغ ارتفاعه 256 مترا بطاقة 1860 ميغاوات وتوليد 5.6 مليارات كيلووات في الساعة، موضحا أن الرئيس القرغيزي صير جاباروف حضر مراسم وضع حجر الأساس.
ولفت إلى أن تكلفة هذا المشروع تبلغ 2.9 مليار دولار وسيوفر الكهرباء ليس فقط لقرغيزستان ولكن لكل دول آسيا الوسطى المجاورة.