[email protected]
ما أحوجنا إلى النصيحة الراشدة وهي تقدم بروح الأخوة، لا تعنيف ولا تخوين ولا تشدد.
يقولون: من شاور لم يُعدم في الصواب مادحا، وفي الخطأ عاذرا!
ديننا الإسلامي يحثنا على المشورة ولننظر في قوله تعالى: (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر..) آل عمران 159.
وأيضا في قوله تعالى: (..فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل 43، وأيضا في قوله: (..وأمرهم شورى بينهم) الشورى 38.
لنقف عند قول لقمان الحكيم: «يا بني شاور من جرب الأمور، فإنه يعطيك من رأيه ما حصله بالجهد والمال، وأنت تأخذه بالمجان»!
إذن بالمختصر المفيد، يقولها لنا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها».
إذن، النصيحة للقارئ الكريم في كل مكان: لا تستشر المنافق في التقوى، ولا الظالم في العدل، ولا المرأة في ضرتها، ولا الجبان في الحرب، ولا التاجر في التجارة، ولا المبتاع في البيع، ولا الحاسد في شكر المعروف!
ما يقوم به سمو ولي العهد من تشاور ومشورة مع أهل الكويت أمر ضرورة لأنه استطاع وقف كل تداعيات التصعيد السياسي بخطاب سياسي ذكي في وقته وزمانه ومفرداته!
لقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي في قوله:
آفة النصح أن يكون جدالا
وأذى النصح أن يكون جهارا
فكل الشكر للقيادتين السياسية والتشريعية لتهدئة الشارع الكويتي، وفي التاريخ تُذكر مقولة المأمون الذي قال:
«ثلاثة لا يُعدم المرء الرشد فيها: مشاورة ناصح، ومداراة حاسد، والتحبب للناس».
٭ ومضة:
ما أحوجنا جميعا للهدوء والتفكر والتبصر للمرحلة القادمة، يقول الشاعر:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة
فإن الخوافي قوة للقوادم
٭ آخر الكلام:
شكرا لجهود كل من يعي أن مصلحة الكويت العليا فوق أي اعتبار.
يقول الشاعر:
وأكثر من الشورى فإنك إن تصب
تجد مادحا أو تخطئ الرأي تعذر
ولا تستشر في الأمر غير مجرب
لأمثاله أو حازم متبصر
٭ زبدة الحچي:
تبقى الكويت ولّادة بحكامها وشعبها، ونحن بحاجة الآن الى كمّ من التفاؤل، وحتما ستعود الكويت الى العلياء والتوهج والتنمية من جديد، فقدرنا أن نحافظ على هذا المثلث الحيوي قوة للقوادم من عيالنا وأحفادنا وأجيالنا!
تبقى المشورة رأيا يوجه ويرشد!
وتبقى المشورة خيار أهل الكويت وحكامها وطريقا للحكمة والفهم والتفاهم، والنصيحة أن يعمل الجميع بالمشورة لأن لها أهمية كبرى في حياة الناس.
في أمان الله..