منذ تأسيس الدولة الحديثة وكان لحكومات الكويت دور بارز في دعم الشعوب المنكوبة وتقديم يد العون لكل المحتاجين حول العالم وقد يكون أبرز دور هو ما قام به المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب الله ثراه، مما دعا الأمم المتحدة لمنحه لقب قائد للعمل الإنساني لدوره الكبير والجليل في دعم جميع المحتاجين حول العالم.
واليوم لابد أن نكمل مسيرة أميرنا الراحل، أي نعم أن الحكومة مازالت مستمرة في تقديم يد العون للشعوب المنكوبة ولم تتوقف ولكننا نتمنى أن يكون لها دور في تبني أكثر القضايا وألا يقتصر دورها على الدعم المادي بل نتمنى الدعم السياسي والدولي لأبرز القضايا التي تعاني منها الشعوب المنكوبة بحيث يكون للدولة حضور في الأمم المتحدة بصورة أكبر.
وبالأخص في خضم كافة الأزمات العالمية التي نشبت في الآونة الأخيرة من تفشي الأوبئة واندلاع الحروب والتهديدات المستمرة من الدول الكبرى باحتلال الدول التي كانت تتبعها لعودتها لسيادتها وتعقد المشهد السياسي الدولي.
هنا في هذه الحالة نعرف أن مثل هذه الصراعات حلولها وتسويتها معقده ولكن في ظل جميع هذه التحديات نتمنى على الحكومة أن تدعم أطفال الحروب حول العالم وأن تتبنى هذه القضية بصورة جدية وتحاول جادة أن تجد لهم الملاذ الآمن وتحميهم من كل الصراعات التي يعيشونها.
فالكل يعرف أن التقارير الإخبارية تنقل باستمرار عدد القتلى من الأطفال الذين راحوا في ظل هذه الحروب وهنا علينا أن نتحد جميعا ونقف صفا واحدا لحماية الأطفال حول العالم من الجرائم التي ترتكب في حقهم.
فبين قتل وتشريد وضياع مستقبل تعليمي وترفيهي وأمراض نفسية هؤلاء الأطفال معرضون لها، هنا نتمنى على حكومتنا أن تبذل كل الجهود وتجمع التأييد الدولي لدعم هذه القضية وتوفير بيئة آمنة للأطفال.
نعي تماما أن الأمر ليس باليسير وبالأخص أن الحروب حين تدق طبولها لا تعطي إنذارا ولكن على الأقل دعم اللجوء وتوفير كل احتياجات هؤلاء الأطفال ومنعهم من التعرض للنزاعات وسماع دوي المدافع.
البعض يقول إن اللاجئين لهم حقوق حول العالم وهناك لاجئون يعيشون بأطفالهم بعيدا عن مثل هذه الصراعات ولكن المشكلة ليس بهؤلاء بل بالعائلات التي تصر على البقاء بأطفالها في ساحات الحروب وترفض اللجوء لدول مجاورة.
أعتقد أن في مثل هذه الحالة نتمنى من الحكومة أن تدعم القضية بشكل دولي وتأخذ الدعم من الدول الكبرى واليونيسيف لنقل هؤلاء الأطفال بالإجبار من ساحات القتال بعيدا إلى دول أكثر أمانا ليعيشوا حياة مستقرة.
وقد يكون الحل بدعم تشريع قانون دولي بتجريم بقاء من لديه أطفال في ساحات المعارك ويفرض عليه الانتقال وإلا يسحب الطفل من والديه بالإجبار.
لأن هذا الأمر ليس بمزحة، فالبعض يدخل التحدي والدفاع والمشاركة في الحرب على حساب نفسية أطفاله واستقرارهم لأسباب فقط من باب التحدي دون التفكير بالأثر الكبير الذي سيلحق بهؤلاء الأطفال والرعب الذي سيؤثر على نموهم العقلي واستقرارهم النفسي من البقاء في ساحات المعارك.
فالحروب دائما ما تخلف دمارا، وهذه الصور المزعجة مؤلمة للكبار فما بالك بالأطفال، فالطفل لابد أن تلبى احتياجاته فهو يحتاج للطعام الجيد والبيت الهادئ والمدرسة الجميلة وأماكن للترفيه والتسلية والحلويات والألعاب وكل هذه الاحتياجات لابد أن تكون متوافرة في بيئة آمنة لأن الأطفال لا يعرفون معنى حرب هم فقط يشاهدون صورا مزعجة ومؤذية وستحطم نفسياتهم في المستقبل ونتمنى من الجميع إنقاذهم.