[email protected]
أتدرون من البطل الحقيقي في المعارك؟
البطل الحقيقي (الصچي) المعلوم عنه في صفحات التاريخ من يقص الحق من نفسه ويستقيل.. يعتذر ويغادر دون ضجيج.
برأيي هذا هو من ينتصر على نفسه وقبل ان يركبه شيطانه!
الانتصار الحقيقي اليوم في كل الدول المتقدمة (سلمي) عبر الكاميرات وليس الدبابات ومختلف صنوف الأسلحة!
الانتصار الحقيقي أيضا.. هو الذي يعلو دون إراقة قطرة دم.
لقد مارست في حياتي محطات بطولية في تغطية المعارك الحربية والانتخابية والصحافية أصعبها مع النفس والآخرين في إقناعهم بالعدول عن الترشح للانتخابات!
من نعم الله علينا في الكويت أن خلافات الحكومة ومجلس الأمة إما أن تؤدي الى انتصار الحكومة كما فازت في كثير من الاستجوابات، أو فوز المعارضة في بعض من استجواباتهم، أو الى انتظار النواب كما هو حادث اليوم بعد الخطاب التاريخي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهدنا الأمين الشيخ مشعل الأحمد، والكاسب في هذه المرحلة كما هو واضح في المشهد هؤلاء الشباب في حراكهم السلمي بعد ان تعلموا فن الانتصار بالاعتصام وحدث الانفراج بعد طول انتظار.
برأيي المتواضع أن الانتصار لا يكون انتصارا ما لم نجد كويتنا تعود الى ما كانت عليه عروس الخليج!
وواضح أن الحكومة أدركت أن معركتها الحقيقية ليست مع هؤلاء الشباب المخلصين لشيوخهم ودولتهم وإنما مع أعدائهم الفاسدين، ولهذا هم يعرفون أنفسهم شبابا واعدا يأملون بدولة عصرية، الحكم فيها مستقر منذ أربعة قرون، مما يعطيها تفردا خاصة أن لها (دستورا) عظيما وضعه الأجداد والآباء والمخلصون من أبناء هذا الوطن.
٭ ومضة:
أنا وجيلي المخضرم تعلمنا في حياتنا ومعاركنا (فن الانتظار)!
الجيل العزيز الحالي (مستعجل)، لكن النصيحة يا عيالي ان الزمن يفتح الأبواب لمن يحسن الانتظار!
أعرف تماما أن الانتظار صعب خاصة مع الحراك السياسي للشباب، لكنهم مدعوون الى المقولة الشهيرة:
انتظر وانظر الآتي!
تذكروا أن الزمن يفتح أبوابه لمن يتقن فن الانتظار ولا أقصد هنا ما تعلمناه ونحن أطفال «افتح أبوابك يا سمسم»؟ الموضوع أعمق شوية في رسالته!
٭ آخر الكلام:
علينا تدبر كلام الله عز وجل في القرآن الكريم ولننظر ونتدبر هذه الآيات:- (.. والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) آل عمران: 13.
- (وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) آل عمران: 126.
٭ زبدة الحچي:
الإعلام والكتابة مسؤولية في هذه المرحلة وعلينا جميعا ألا نسيء للكويت من حيث لا نقصد لنظهر محاسن هذه الدولة العصرية لأن دورنا أن نضع مصلحة وطننا فوق أي اعتبار ودون أي تصنيف، لأن هذه المرحلة فيها انتصار وأيضا انتظار، والعبرة لمن يملك الحكمة والرأي والأناة وتحمل القرارات والتي أراها في ضوء الخطاب الأميري الأخير فيها كل الخير لوطننا وشعبنا الحر الأبي!
خطاب أولي الأمر فيه (أبوة أب) وعلينا جميعا أن نحسن الظن.
يقول الشاعر المتنبي:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
علينا أن ننظر الى الكويت بعين الرضا والتفاؤل، لأن كل اختبار مررنا به هو جسرنا للبناء القادم، خاصة مع بروز شباب من الأسرة الحاكمة يعطينا المزيد من الاطمئنان نحو التنمية السياسية!
الشعب الكويتي حسن الخلق غني بعقله وكبر تجربته، وثروته الحقيقية في هذا الشباب القادم الواعد والذي تعلم في البيت الكويتي: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا.. قول كريم لرسولنا صلى الله عليه وسلم.
الوصية:
يا شبابنا والله نعتز ونفخر بكم ويبقى الأسلوب هو لباس الفكر والتغيير، باختصار التواضع في الحوار والتسامي بالطرح.. توصل رسالتك، بارك الله فيكم جميعا.
وأعرف يقينا أن الغالبية من شعبي العاشق للديموقراطية مع هذا الطرح العاقل المتزن، والله ولي التوفيق.
٭ همسة شكر
شكراً د.علي إبراهيم الدعي - أبا إبراهيم الذي ذهبت له بالأمس في مستشفى «رويال حياة» وبيده «ماجك هاند» أعطاني إبرة أزالت بعضا من آلامي ووجعي، فله الشكر على التشخيص والمعاينة وبدء العلاج، ربي يفرحك في ولدنا إبراهيم وعضيدته لولوة، تفرح فيهم وتشوف ذريتهم، ما قصّرت بيّض الله ويهك، اخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم.. ألف شكر أبا إبراهيم.
.. في أمان الله.