قُتل متظاهرون سودانيون في احتجاجات على الانقلاب العسكري في مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، في احتجاجات حاشدة إحياء للذكرى الثالثة للإطاحة بنظام عمر البشير في 30 يونيو عام 2019 وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، سقوط 4 قتلى على الأقل، ليرتفع بذلك العدد الكلي للمتظاهرين الذين قضوا وفق إحصاءات اللجنة إلى 107، وذلك منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الماضي.
وتظاهر الآلاف أمس مطالبين بإنهاء الحكم العسكري فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وقطعت خدمة الإنترنت.
وقال شهود إن حشودا كبيرة من المحتجين تحدت الغاز المسيل للدموع وانقطاع الاتصالات ونظمت مسيرات ضخمة مناهضة للعسكريين.
وهذه هي المرة الأولى منذ أشهر التي تقطع فيها السلطات السودانية خدمات الإنترنت والهاتف لمواجهة الاحتجاجات المستمرة ضد الانقلاب العسكري. كما انتشرت قوات الأمن بكثافة أكثر مما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة.
وقال شاهد إن قوات الأمن في وسط الخرطوم استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع المتظاهرين من الزحف نحو القصر الرئاسي.
وحمل البعض لافتات تطالب بالقصاص لمن قتلوا في الاحتجاجات السابقة فيما هتف آخرون: «يا برهان ارجع ثكناتك يا برهان سلم شركاتك!» في إشارة إلى الأصول الاقتصادية للجيش السوداني.
كما أغلق محتجون بعض الشوارع الرئيسية بالعاصمة بالحجارة والإطارات المحترقة.
وبعد سيطرة الجيش على السلطة كانت خدمة الإنترنت تقطع لفترات طويلة في محاولة فيما يبدو لتعطيل الحركة الاحتجاجية.
وأغلقت قوات الأمن الجسور على نهر النيل بين الخرطوم وأم درمان وبحري وهي خطوة أخرى تتخذ في أيام الاحتجاجات الحاشدة لتقويض حركة المتظاهرين.
وسبق احتجاجات امس، احتجاجات يومية في أحياء مختلفة.
وقالت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الذي انقلب عليه الجيش، في دعوتها إلى تظاهرات امس إن «30 يونيو طريقنا لإسقاط الانقلاب وقطع الطريق أمام أي بدائل وهمية»، داعية المحتجين الى «المشاركة بفعالية» في التظاهرة.
ودعا ناشطون مؤيدون للديموقراطية على مواقع التواصل الاجتماعي الى احتجاجات تحت وسم «مليونية زلزال 30 يونيو».
وقال مسعفون على صلة بالحركة الاحتجاجية إن قوات الأمن قتلت امس الاول طفلا بالرصاص في احتجاجات في بمنطقة بحري قرب الخرطوم.
من جهته، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمس الاول إن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي يمكن أن تتسلم فيه حكومة منتخبة زمام إدارة البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق أو الانتخابات، وليس الاحتجاجات.
هذا، ولم تسفر جهود الوساطة التي قادتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حتى الآن عن تقدم يذكر.