قال تقرير الشال الأسبوعي إن منتدى قطر الاقتصادي الذي نظمته «وكالة بلومبيرغ» قبل أسبوعين، شهد كلمة افتتاحية لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، حيث قال إن الارتفاع الحالي لأسعار النفط لن يدوم طويلا، وإن العالم قد يتعرض لحالة من الركود التضخمي، وإن تحقق تحذيره فسيكون وقعها السلبي على أسعار النفط كبيرا.
وفي مقابلة للرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف الصباح على هامش المنتدى، يذكر أن علاوة المخاطر التي تسببت في المستوى الحالي المرتفع لأسعار النفط والذي يقدر معدله بنحو 110 دولارات للبرميل، هي في حدود 30 دولارا، بما يعني ضمنيا أنه يقدر سعر البرميل في الظروف العادية بنحو 80 دولارا.
يذكر العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية غانم الغنيمان في تصريح له على هامش جلسات المنتدى أيضا، أن بورصات العالم تنتظر تراجعا أكبر ربما يستمر حتى نهاية العام الحالي، وحينها سوف تعيد الهيئة توجيه استثماراتها.
والخلاصة من ذلك، أن أكبر مسؤول في دولة حاضنة لثالث أكبر احتياطي في العالم من الغاز إلى جانب احتياطها النفطي، وأكبر مسؤول نفطي تنفيذي في الكويت، وأكبر مسؤول تنفيذي عن إدارة مدخرات الدولة في الكويت، لهم وجهة نظر صحيحة حول مستقبل النفط ومستقبل أداء بورصات العالم.
وتلك النظرة قاطعة بأن أسعار النفط ومعها إيراداته سوف تخضع لهامش خصم كبير، وتلك النظرة تتوقع خصما على أسعار الأصول المالية، والخلاف ليس على أن الخصم سوف يكون كبيرا، وإنما على مقدار ارتفاع هامش الخصم.
ونعتقد أن أولى مهام الإدارة الجديدة، هي الوعي بالمتغيرات المؤثرة قسرا علينا من دون قدرة لنا في التأثير فيها، فنحن هنا لا نتكلم عن تقرير محلي أو أجنبي يحلل ويتوقع واقعا مختلفا في الزمن القصير، الحديث هنا عن مسؤولين محليين كبار عينتهما الإدارة السابقة.
والكلام ليس حول خلاف سياسي، ولا حتى خلاف حول تحليل مهني، فأعلى المسؤولين التنفيذيين في البلد عن الجهتين المسؤولتين عن مصدري الدخل الوحيدين، يذكران ما بات من البديهيات.
والمطلوب هو ألا يكون هناك منهجان لنفس الإدارة، أحدهما يعي مآل ومخاطر المتغيرات الكبرى ويحاول التعامل معها، والآخر الأقوى تتناقض أهدافه مع سلامة التعامل مع تلك المتغيرات، في الكويت، سوق العمل غير مستدام، التعليم غير مستدام، السياسة الإسكانية غير مستدامة، نظام التأمينات الاجتماعية غير مستدام، والقائمة تطول، فالتحدي كبير ويحتاج الى عناصر إدارة أكبر للتغلب عليه.