انتشر مقطع مضحك في إحدى المرات على مواقع التواصل الاجتماعي، شخص ما يضغط على لوحة مفاتيح الكمبيوتر بشكل عشوائي سريع بينما كان المقطع تحت عنوان كيف تتم عملية التسمية الدوائية!
وارفارين warfarin دواء السيولة الشهير هو اسم يحمل أول أربعة حروف مشتقة من بدايات اسم الجهة التي قامت بتمويل بحث اكتشاف هذا الدواء والحروف الأربعة الأخيرة من warfarin مشتقة من اسم المركب الكيميائي الذي وجد على البرسيم المتعفن والذي تم اشتقاق دواء warfarin منه وهي مادة الـ coumarin بينما الاسم الكيميائي الذي يصف ذرات وجزيئات دواء السيولة الشهير هو: sodium;2-oxo-3- ) -oxo-1)-…..
تخيل أن تلفظ هذا الاسم الكيميائي للصيدلاني حتى يشرح لك استخدام هذا الدواء!
حسنا إذن سنكتفي بالـ warfarin الذي له نسق لفظي أسهل على عضلات الفك واللسان ربما إذا سمعنا أحدهم ونحن ننطق أسماءه الأخرى سيتخيل أنها جاءت من كوكب بعيد أو من ضربات عشوائية سريعة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
حسنا ما كنت أود قوله هو ان لك اسما واحدا وللدواء ثلاثة أسماء، بعد أن ينجح الدواء في تجاربه يأخذ اسماً كيميائياً يصف بنيته الجزيئية والذرية مثال الاسم الكيميائي لدواء بنادول هو: N-(4-hydroxyphenyl) acetamide
تأخذ المادة العلمية المسؤولة عن النشاط الصيدلاني في الدواء اسما خاصا بها وهو ما نصطلح عليه generic name مثال الاسم العلمي لدواء البنادول هو: paracetamol
لذلك من المهم أن يعرف المريض أن الدواء قد يأخذ أسماء تجارية كثيرة تختلف باختلاف الشركة المصنعة ولكن المادة العلمية التي لها نشاط دوائي هي الثابتة.
الأسماء التجارية trade name فن وعلم…
تقترح الشركة المصنعة على إدارة الـFDA اسما تجاريا للدواء الذي اخذ الاعتماد النهائي لوضع علامة على المنتج انه خاص بها.
عمليات التسمية الخاصة بالدواء ليست بالعمل السهل وأصعبها هي الخطوة الأخيرة وهي عملية التسمية التجارية، يطلب القسم الخاص في الوقاية من الأخطاء الدوائية التابع لإدارة الـFDA من الشركة المصنعة اكثر من اسم لأسباب تتعلق بالسلامة.
لا تعتقد أن عملية مراجعة أسماء الأدوية هي عملية عشوائية أو غير مهمة فقد نشرت مجلات طبية دراسات بينت أن هناك أشخاصا كثرا يموتون بسبب الأخطاء الدوائية تتعلق باسم الدواء فقط.
لا توجد هناك نهاية سعيدة، إذا حلّقَ الدواء هاربا من بروتوكول التصنيع والتسمية إلى رفوف الصيدليات، تحتفظ إدارة الـFDA بسلطة تغيير اسم الدواء في حال تم الإبلاغ عن أخطاء دوائية تتعلق بتشابه الأسماء.
مثل مارسيل بروست الذي اختار كتابة المليون ونصف المليون كلمة في روايته البحث عن الزمن المفقود، يجب أن يختار الأشخاص المعنيون بالتسميات pharmaceutical namers اقتراحات صعبة وعديدة تصل إلى 5000 اسم.. لايزال عملهم شكلا من أشكال الفن.
أصبحت اليوم التسمية الدوائية شكلا من أشكال الإبداع تدمج العلم مع الفن لتخرج لنا في النهاية لوحة رسمها فان غوخ او تتخيلها آتية من كوكب بعيد!
على سبيل المثال قطرة العين latisse هي دواء نمو الرموش جاءت تسميتها من خلال دمج كلمتين (رموش = lashes) و (ماتيس = matisse) الرسام والنحات الفرنسي، أعتقد أنها ستكون محل إعجاب لأولئك الذين يملكون ذائقة فنية، بينما توجد أدوية أخذت تسمية طبية بحتة بناءً على عملها داخل جسم المريض، على سبيل المثال دواء التهاب الكبد B المسمى pegasys يعتمد على تقنية صيدلانية تعرف باسم pegalation.
تعدد الأسباب هو البناء الأساسي للتسمية الدوائية، تعتقد بعض الشركات أن اختيار بعض الأسماء الغريبة له دور في تسويق المنتج، وهناك اختيار بناءً على سمات المنتج الحيوية أو تكنولوجيا المنتج أو النتائج التي يطمح لها الدواء.
تعددت الأسباب و تسمية الدواء واحدة!