هب جنة الخلد اليمن
لا شيء يعدل الوطن
مع مطلع خمسينيات القرن الماضي، ونحن في المرحلة الابتدائية كان مقرر اللغة العربية يتضمن قصيدة شعرية لا أتذكر قائلها، فقط أتذكر عنوانها «عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن»، ويمكن للمتابع الرجوع إلى العم «غوغل» للاستزادة، ومفاد تلك القصيدة التأكيد على محبة الأوطان مهما كان الزمان والمكان لبني الإنسان، والطائر والحيوان ولاء وانتماء بلا جدال وللساحة الكويتية الحالية توجه للمؤتمر وتطلع وطني لتعديل المسار، وتصحيح ما صار للحراك الوطني كافة لما هو أفضل استقرار وتعويض لما ضاع من وقت الاجتهادات!
وهناك تطلع للأغلبية الصامتة، وتمنيات بفتح جروح الماضي، لتعديل سلبياته بالحوار، والتطلع للبدء من حيث نهاية ماضيها بالبدل الجاهز، والرؤية المتميزة، بغالبها الإقليمي، والدولي وغيره من تجارب الأمم الراقية غربها، وشرقها، شمالها وجنوبها، ومحاكاة هذه التجارب لتبنيها، وقطف ثمار ما فيها لتعديل سلبياته وسط «حوسة» الصوت العالي والقرار وازدياد المواقف السلبية رغم وجود الكثير من الأمور المهمة التي يحتاج إليها الوطن ومواطنوه.
تاهت علامات الإنجاز بسبب الحالة التي عليها المؤسستان الحكومية والتشريعية، والكل ينادي «نحن الوطن ومواطنيه» بضرورة تعديل المسار، إلى أن جاء «آخر الدواء الكي» لوقف تجربتنا للتنفس خشية بلوغها صفر التحصيل!
علينا أن نقتدي بتجارب مميزة وسنغافورة مثال صارخ لتقدمها بعد انفصالها عن ماليزيا! إذ أبهرت العالم الواسع بتميزها وانطلاق المسطرة المنتجة رغم حجمها على خارطة عالمها، لكن بالاجتهاد والإخلاص ارتفعت مكانتها، وجعلتها قدوة للآخرين ليس في قارتها فقط بل للعالم الواسع تقدما وبروح للمعالم الحضارية، ترفع لها قبعات الآخرين ومثلها العديد ممن تبنى كل تجديد بإرادة وإصرار الأداء الجاد ما دمنا كتلة بارزة من هذا العالم الرائع ويظل الحوار منهج تنظيم، ومتابعة لما كان، فهل للأغلبية الصامتة فرصة المشاركة في الحوار الوطني دون كلمات شعر أو حروف نثر. طالت أعماركم فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. وبسلامتكم وطول أعماركم.