- مواطنون لـ «الأنباء»: سبب الغلاء غياب الرقابة ونطالب بدعم الأعلاف ومربي الأغنام
لم يكد العالم يستفيق من أثقال تداعيات جائحة كورونا حتى دخل في نفق مظلم جلبته الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا. فإن كانت الجائحة أثرت على تدفق السلع والبضائع وهو ما أدى إلى رفع الأسعار، فقد جاءت الحرب بالضربة الأقوى ولاسيما فيما يتعلق بالإنتاج الزراعي والمنتجات الاستهلاكية التي ارتفعت أسعارها بشدة الفترة الماضية. مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام لم يكن سوق الأضاحي بمنأى عن هذه الموجة من الغلاء والزيادات المطردة في الأسعار، حيث رصدت «الأنباء» خلال جولة في أسواق الأغنام ارتفاعا كبيرا في أسعار الأضاحي يصل إلى نحو 30%، وهو ما أثار استياء الزبائن الذين طالبوا بمزيد من الرقابة للقضاء على الغلاء.
في السطور التالية تفاصيل آراء عدد من البائعين ورواد الأسواق:
أجرى التحقيق: محمد الدشيش
في بداية جولتنا التقينا المواطن يوسف الدوسري الذي قال: جئت إلى السوق اليوم لشراء تميمة والتي مواصفاتها تقل عن مواصفات الضحية ولاحظت ان السعر مرتفع اكثر من 20 % وقبل فترة بسيطة كنت بالسوق وكانت الاسعار اقل من ذلك، ولكن هذا موسمهم ولا نستطيع عمل اي شيء.
وأضاف الدوسري: نقترب الآن أكثر من عيد الأضحى والأسعار حاليا نار وكلما اقتربنا من العيد فحدث ولا حرج. وعن سبب ارتفاع الاسعار أكثر من الدول المجاورة، قال إن السبب الاول حكومي بسبب عدم مراقبة السوق وعدم دعم الاعلاف وعدم دعم المواطن مربي الاغنام، والسبب الثاني عدم فتح باب الاستيراد للجميع حيث يجب التوسع في الاستيراد.
كما التقينا مع ام راشد التي قالت: أكيد الاسعار مرتفعة وما نشتريه اليوم بسعر 120 دينارا غدا تجده أغلى من ذلك، والسبب عدم وجود رقابة على الاسواق من جميع الجهات.
وأضافت: لا يوجد لدينا اماكن لنشتري الضحية ونخزنها قبل لا يرفعون الاسعار واصبحنا نحن الضحية قبل موعد الضحية واتوقع ان تصل قيمة الضحية الى اكثر من 180 دينارا، وهذا يسبب عبئا على بعض العوائل متوسطة الدخل ومن الصعب ان يستطيع الجميع بالشراء بهذه الاسعار.
وتابعت ام راشد: هذا الموسم يستغله الكثيرون برفع الاسعار، وحتى اسعار المطاعم لطبخ الولائم تم رفعها ويجب ان تحجز عندهم قبل العيد بايام حتى تستطيع ان تطبخ لديهم.
أما المواطن فلاح العنزي فقال إن الأسعار مرتفعة واكثر الطلب في السوق الكويتي على النعيمي والذي ينقسم الى 3 أقسام: النعيمي المحلي والسعودي والنعيمي الاردني والنعيمي السوري وتتفاوت اسعاره بين 100 و180 دينارا.
وتابع: أبي اقول معلومة صدقني ان قيمة شراء 3 خرفان بالكويت يعادل شراء 5 خرفان بالسعودية من نفس العمر والمواصفات والسبب يعود الى احتكار السوق من قبل الوافدين، مضيفا: قديما كان اهل الكويت هم من يعملون بالسوق ويعطونك السعر الطبيعي من غير استغلال الفرص ولا يغشونك.
مواصفات الأضاحي
خلال جولتنا بالأسواق التقينا البائع بدر الفضلي في صفاة اغنام منطقة الظهر والذي قال: أبي أوصف لك الضحية، الضحية عندنا انواع وكل جالية بالكويت ترغب بنوع ومواصفات محددة فالكويتي يرغب بالنعيمي المحلي كامل المواصفات حسب السنة، والجنسيات الاخرى يبحثون عن مواصفات اقل واسعار اقل.
وأضاف: خلني اوضحلك عن بعض مواصفات واسعار الاضاحي، مثلا سعر النعيمي المحلي وعمره اكثر من 6 أشهر وسمين يبدأ سعره من 150 دينارا وانت طالع وكل ما زاد عمره زاد سعره قليلا، ومن بعده النعيمي الاردني بالسعر، ومن بعدهم النعيمي السوري بسعر اقل من المحلي والاردني.
وتابع الفضلي: هناك جنسيات تقوم بشراء الاضاحي الارخص بالاسعار منها الشفالي الايراني والخروف الشيشاني الروسي واسعارها يبدأ من 75 الى 90 دينارا في وقت الاضحية، وهذه نبذة عن الاسعار وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده.
أسباب الاحتكار
خلال الجولة وجهنا سؤالا إلى التاجر مبارك الرشيدي، وهو من تجار الاغنام، عن سبب احتكار بعض الاغنام من قبل تجار الاغنام الى وقت العيد، فجاء في رده: نعم نحتكرها ونرفع سعرها ونتعب عليها مدة 6 شهور قبل وصول موسم الاضحية وهذا في كل مكان وكل زمان وفي جميع الدول الاسلامية في موسم الاضاحي.
وتابع: عندما أتعب وأربي وأعلف طول السنة ما ابي اربح قيمة 30 دينارا على الراس تعوضني عن تعبي طوال السنة، وصدقني لا يعرف معاناة تربية الاغنام الا من جربها خصوصا في ظروف استثنائية في دول الخليج والتي تصل فيها درجة الحرارة الى اكثر من 50 درجة بالصيف.
وأضاف الرشيدي: كما أننا نعاني من ربيع شحيح بالامطار حيث ان مربي الاغنام يقوم بتقديم الاعلاف طوال السنة والجميع يعرف عن اسعار الاعلاف المرتفعة جدا منذ فترة طويلة حيث وصل سعر كيس الشعير الى اكثر من 5 دنانير ونصف، وهو شدد عليه أيضا البائع مبروك عوض.
كذلك التقينا مع البائع ابو سعيد الذي قال إن الاضحية متوافرة من 90 دينارا الى سعر 180 دينارا والزين يفرض نفسه، مشيرا إلى أن جميع الاضاحي فيها مواصفات الضحية الاسلامية كاملة.
وأضاف: ان هذا العام هو اقل عام توجد به اضاح بالكويت حيث ان الكميات قليلة جدا وهذا يساعد على ارتفاع الاسعار، وأكثر شيء مطلوب في السوق هو الخروف النعيمي بانواعه الثلاثة وهو شحيح جدا بالسوق، أما الشفالي فهو متوافر وبكمات كبيرة ولكن الطلب عليه اقل وكانت اسعاره قبل موسم الضحية من 70 دينارا وانت طالع وفي موسم الضحية يصل الى 100 دينار.
سعر القعدان يصل إلى 550 ديناراً.. والقعود يجزئ شرعاً عن 7 خرفان
خلال جولة «الأنباء» في أسواق الأضاحي التقينا المواطن الكويتي علي الهاجري وهو من تجار الإبل، والذي قال إنه في موسم الضحية مثل ما هناك طلب على المواشي هناك طلب على القعدان وتبدأ عندنا اسعار القعدان مثل اللي تشوفها قدامك وهي إنتاج محلي تبدأ من 500 دينار الى 550 دينارا وهي شرعا تجزئ عن 7 خرفان.
وأضاف: لدينا قعدان اخرى تبدأ اسعارها من 200 دينار وهي ياخذونها للصدقات او المناسبات، واسعارنا بالعيد لا ترتفع وحتى لو ارتفعت يكون بنسبه قليلة جدا.
وتابع الهاجري: الجمال بالكويت من 4 دول وهي المحليه والعماني والباكستاني والصومالي، وانا اعمل في هذا النشاط من فترة طويلة واقول لك ان القعود الطيب يفرض نفسه وكل شيء وله سعر واعتبر ان هذا باب رزق لي ولابنائي وقد ورثته من آبائي واجدادي وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده.
