لم يكد ينتهي قلق الآباء والأمهات مع بشائر ظهور نتائج أبنائهم الطلبة خريجي الثانوية العامة المتفوقين، حتى نغّص فرحتهم قلق القبول في جامعة الكويت، فليس الجميع يرغب بالدراسة خارج البلاد لأسباب ما.
ورغم تراجع جامعة الكويت في تصنيفها العالمي لعام 2022، وفق موقع QS على مستوى العالم، والتي خصصت لها مساحة شاسعة في منطقة الشدادية لمبانيها الراقية وبأحدث المعدات، إلا أنها تبالغ في امتحانات القدرات، كمقدمة للقبول لدرجة التعجيز، ليس لأسباب علمية وإنما لتقليل نسبة القبول! علاوة على رفع نسب القبول في الكليات العلمية بحيث تكون الأولوية لما يقارب 100%!
كما أن نظام الابتعاث الخارجي في حساب المعدل غير عادل ولا منصف! حيث يحصل طالب المدارس الخاصة على معدل تراكمي 4 ليقوم بمعدل 100% والتي تعادل نحو 93% لزميله بالمدارس الحكومية الذي لا يمكن أن يحصل على هذه الدرجة المفترضة، ما يخل بميزان العدالة خاصة في استغراق معدل 4 نقاط لجميع الأعداد المرصودة للقبول في الكليات المفضلة ومنها الطب البشري!
إنه أمر غير مقبول بل ومستهجن، أن يُحرم الطلبة الكويتيون من الالتحاق بالابتعاث الخارجي، أو القبول لدى جامعة الكويت، بسبب ضيق المساحة الاستيعابية لأعداد الطلبة، وتضيع أمامهم حرية الاختيار للتخصصات العلمية التي طالما كانت أحلامهم وطموحاتهم، هؤلاء المواطنون الذين يمثلون أقلية في بلدهم الذي ينشط في دعم التعليم في بلدان العالم المحتاجة، بينما جامعة الكويت التي عمرها الآن يقترب من 60 عاما عاجزة عن قبول جميع الطلبة الكويتيين من ذوي المعدلات المتفوقة ولم تفلح حكومة الكويت من افتتاح جامعة أخرى، مما يتبين أن مؤسسات التخطيط للتطوير العلمي عندنا إما هي مجرد ديكورات خرسانية، أو أن توصياتها الاستشرافية للمستقبل لا تجد اهتماماً لدى صانع القرار، والضحية هم هؤلاء الطلبة الذين دائماً يتغنى الخطاب الحكومي والبرلماني بأنهم الثروة الحقيقية للوطن!
[email protected]