كشف استبيان جديد أجراه «بيت.كوم»، بالتعاون مع «يوجوف»، عن المهارات المتوقع أن تكون أكثر أهمية خلال السنوات العشر المقبلة في المنطقة، فضلا عن أهم التغييرات التي ستحدثها التكنولوجيا ومستقبل الوظائف والبحث عن عمل.
ووفقا للاستبيان الذي حمل عنوان «مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022»، يعتقد أكثر من 7 من 10 مشاركين (72%) في الكويت أن العوامل التكنولوجية (مثل التحول الرقمي، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي، وغيرها) ستساهم في تغيير طبيعة العمل في المستقبل، وفي الوقت نفسه، يشعر غالبية المشاركين (78%) إما بالثقة تجاه مستقبل العمل ويعتقدون أنهم سينجحون، أو يشعرون بالحماس ويتطلعون إلى عالم مليء بالفرص.
مستقبل الوظائف
ستستخدم شركات المستقبل التكنولوجيا بشكل متزايد لتصميم منتجات وخدمات وتجارب استثنائية كانت مستحيلة في السابق.
ونظرا لدور التكنولوجيا في زيادة وتحسين فرص العمل في الكويت، يعتقد 74% من المشاركين أنه من المحتمل أن يزداد الطلب على مهندسي البرمجيات خلال السنوات العشر المقبلة، إلى جانب ارتفاع الطلب على مديري العمليات التجارية (74%)، والأطباء (73%)، ومهندسي الكهرباء (68%).
وعندما تم التطرق إلى موضوع الانتقال إلى وظيفة أو قسم آخر عند انخفاض الطلب على وظائفهم الحالية، صرح 39% من المشاركين بأن الأمر لن يكون صعبا أو سهلا.
في الواقع، يمكن لأصحاب العمل في المنطقة تنمية وتطوير مهارات الموظفين، ليس فقط من خلال مصادر التعلم الرسمية، بل من خلال السماح لهم بالعمل في الوظائف والأدوار الجديدة داخل الشركة لدمجهم في ثقافة العمل والحد من تنقلهم من وظيفة لأخرى.
وتعليقا على نتائج الاستبيان، قالت المديرة الإدارية للموارد البشرية في «بيت.كوم» علا حداد: تكشف نتائج استبياننا الجديد عن أساليب التوظيف المتوقع أن يتم اتباعها خلال السنوات القادمة.
ومن المحتمل أن تلعب التكنولوجيا دورا رئيسيا في ابتكار طرق جديدة وتعزيز عملية التوظيف في الوقت الذي تواصل فيه الشركات التكيف مع التطورات التي حدثت بعد الجائحة.
ومع زيادة نسبة الشباب في إجمالي القوى العاملة، توضح نتائج الاستبيان أن مهارات الحاسوب والتفكير الإبداعي والتواصل ستصبح أكثر أهمية خلال السنوات المقبلة.
المهارات الأكثر طلباً
تفضل الشركات في الكويت الموظفين ذوي المهارات الشخصية والتقنية، وتشير النتائج إلى أنه في الوقت الذي تعتبر فيه المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت (95%) والعمل ضمن فريق (95%) والتواصل (95%) مهمة اليوم، يعتقد أكثر من نصف المشاركين (55%) أن كلا من المهارات التقنية والشخصية ستكونان على القدر نفسه من الأهمية بعد 10 سنوات من الآن. من ناحية أخرى، يعتقد نحو 2 من 5 مشاركين (37%) أن المهارات التقنية ستصبح أكثر أهمية.
وتركز الشركات في الدولة على توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها بشكل استراتيجي. ووفقا للمشاركين، ستكون مهارات التكنولوجيا/ الحاسوب (92%) والتفكير الإبداعي (92%) وإدارة الوقت (88%) أكثر أهمية خلال السنوات العشر القادمة.
وتعتبر الخبرة الوظيفية السابقة (93%) وطريقة عرض السيرة الذاتية والرسالة التعريفية (74%) من أهم العوامل لتوظيف الكفاءات حاليا. ومن المثير للاهتمام أن الخبرة الوظيفية السابقة (88%) ستبقى العامل الأكثر تأثيرا على قرارات التوظيف في المستقبل، تليها التناسب الثقافي (75%) والتخصص الدراسي (73%).
تصورات خبراء التوظيف
عندما يتعلق الأمر بجذب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها في العصر الرقمي، يوافق 89% من خبراء التوظيف في الكويت على أن مواقع التوظيف عبر الإنترنت والمنصات المهنية ستكون الأكثر شعبية لتوظيف الكفاءات خلال السنوات العشر القادمة.
ويعلق خبراء التوظيف آمالا كبيرة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في عملية التوظيف، حيث وافق 87% منهم على أن أنظمة تتبع طلبات المتقدمين (ATS) ستساعد في تخفيض وقت الرد على المتقدمين.
مع تزايد الحاجة إلى معلومات موثوقة، يعتقد المشاركون أن منصات الوظائف عبر الإنترنت والمواقع المهنية (61%) وكذلك الشبكات الاجتماعية والمهنية (60%) ستكون المصادر الأكثر موثوقية مستقبلا للبحث عن الوظائف، في حين أشار 33% إلى أن مواقع الشركات الإلكترونية ستكون الأكثر موثوقية في المستقبل.
من جانبه، قال مدير الأبحاث في «يوجوف» ظافر شاه: «تعمل الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في دفع عجلة النمو، والتكيف مع التطورات بشكل أفضل، بالإضافة إلى خلق بيئة عمل جاذبة لأفضل الكفاءات، مما بدوره يساعدها على تعزيز ممارسات التوظيف والتقدم نحو تحقيق رؤيتها المرجوة».
وتم جمع بيانات استبيان «مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» عبر الإنترنت خلال الفترة من 18 مايو حتى 6 يونيو 2022، بمشاركة 1.625 شخصا من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسورية، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، والسودان، وغيرها.