تحت مروحة في القاهرة الإسلامية، يطرز أحمد عثمان، في محله بأحد أزقة خان الخليلي في قلب القاهرة الفاطمية، قطعة قماش سوداء راسما حروف آية قرآنية بخيوط الذهب، على غرار أجداده الذين كانوا يصنعون كسوة الكعبة.
قبل 100 عام، كانت إبداعات أسرة عثمان ترسل الى مكة في موكب كبير يحمل كسوة الكعبة. ففي العام 1924، نال جد عثمان الشرف العظيم، بالنسبة لأبناء حرفته، المتمثل بإعداد كسوة الكعبة التي تطرز بأوراق الذهب أو الفضة ويتم تغييرها كل عام في موسم الحج. ويتذكر عثمان أن إعداد كسوة الكعبة «كان طقسا مقدسا».
ويضيف من سنة لأخرى، كان 10 حرفيين يطرزون الكسوة بخيوط الفضة «الرقيقة جدا ما يجعل تطريز 10 إلى 20 سنتيمترا يتطلب يوما كاملا على ما يؤكد».
وكانت كسوة الكعبة على مدى سنين طويلة تقدم هدية من دول إسلامية مختلفة تسعى لنيل شرف إعداد هذا الغطاء الذي تبلغ مساحته 658 مترا مربعا ويطرز، بالأحجار الكريمة أيضا.
اعتبارا من القرن الثالث عشر، تولى حرفيون مصريون مهمة إعداد الكسوة وتطريزها وكانت السلطات تنظم بعد ذلك رحلتها الى مكة.
وكانت القافلة التي تضم حراسا ورجال دين تقابل بحفاوة كبيرة على طول طريقها من قبل مصريين فرحين كانوا يرشونها بماء الورد من شرفات منازلهم.
لكن اعتبارا من العام 1927، بدأ إعداد كسوة الكعبة ينتقل الى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. ومنذ العام 1962 أصبحت الكسوة تصنع هناك بالكامل.
لكن عائلة عثمان تخصصت بشكل أساسي في «تطريز آيات قرآنية على منسوجات»، وكذلك في تصنيع نماذج من كسوة الكعبة، بحسبما يوضح أحمد عثمان لوكالة فرانس برس. ويقول: «اليوم معظم زبائننا يريدون نسخة من الكسوة».
زي عبدالناصر والسادات وشارة بوتين
حتى لا يجد نفسه بلا عمل بعد انتقال عملية تطريز كسوة الكعبة الى مكة المكرمة، انكب والد أحمد عثمان على تطريز الشارات العسكرية وكان من بين زبائنه شخصيات بارزة.
ويروي بفخر أنه طرز الزي العسكري للرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات. بل إنه قام بتصليح شارة أحد رجال الأمن الروس بالقاهرة آنذاك.. ويدعى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الحالي.