كفل الله سبحانه وتعالى لعباده حرية الاختيار وجعل في هذه الحياة خيرات كثيرة ومتنوعه لم يحرم منها إلا أمورا محدودة ألا وهي الميتة ولحم الخنزير أما سوى ذلك فهو حلال.
فلكل امرؤ منا حرية في تناول ما يشاء، فقد يحب صنف من الطعام وقد لا يفضل آخر فهذه حرية شخصية لا أحد يتدخل بها ولكن متى نتدخل؟ حين يبدأ أحدهم بنشر العقد السلبية التي يعاني منها والتي في أساسها تخالف سنة الله في كونه فهنا نتدخل.
فالكل بات يشاهد عقدة النباتيين، البعض لا يعتبرها عقده لأنه ولد لا يحب تناول أي نوع من اللحوم، وهذه من الله سبحانه، ولكن هناك أناس بدأت تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإعلام عن الامتناع عن تناول أي كائن حي البعض يرونها من جوانب إنسانية ورفقا بالحيوان هذا فضلا عن نشر أقاويل غير صحيحة عن إيجابيات أن تصبح نباتيا وتمتنع عن تناول اللحوم.
وهذه كلها أمور ما كان لها أن تكون لولا السوشيال ميديا والخوف ليس على هؤلاء فهم أحرار بصحتهم ولكن الخوف على تأثر الأطفال والمراهقين بمثل هذه الأكاذيب والأقاويل التي تخالف سنة الله في كونه.
فالكل يعرف فوائد اللحوم البيضاء والحمراء على الصحة فهي مصدر للبروتين وغيرها من المعادن المهمة للجسم والترويج بين الأطفال بأن من الإنسانية ألا يتناول المرء اللحوم هنا نحن في صدد أن نعرض جيلا كاملا لمشاكل صحية كبيرة وعقد نفسية لا تحصى.
فهناك أناس لا يأكلون اللحوم من باب ليس بأنهم لا يستسيغون طعمه بل من العقد النفسية فيكون هذا الشخص في غاية الحساسية ويفكر بأدق التفاصيل فتجده حين يتناول أي نوع من اللحوم يتخيل شكلها وهي حية قبل الذبح ويبدأ بالاسترسال في التفكير بهذا النمط لذا تجده لا يستطيع تناول اللحوم.
وهنا نأمل حقيقة من منظمة الصحة العالمية أن تقوم بالإيعاز لكافة المعنين بالصحة في دول العالم لنشر منشورات توعية بأهمية تناول اللحوم بأنواعها والتخلي عن عقد النباتيين وبيان حقيقة الإشاعات والأكاذيب وهذا حفاظا على الصحة العامة للأطفال.
فالكبار واعون ولا يتأثرون بمثل هذه الخزعبلات الضالة ولكن الكارثة إذا ما انتشر هذا الأمر بين الأطفال وبالأخص ان الترويج للنباتية بدأ يقوم به مشاهير وفنانون يحبهم الأطفال كثيرا والخوف من التأثير على الأطفال بهذه الطريقة.
فالقضايا اليوم متعددة ومتشعبة حقيقه فقد يجد البعض أن التطرق لمثل هذه المواضيع قد لا تكون لها أثر مقابل مواضيع هو يقيمها أنها أهم وهي في حقيقتها أقل أهمية.
فصحة الإنسان مقدمة على الصراعات والمشاكل والجدل العقيم، فهناك أطفال من الضروري ان يتم انتقاء الرسالة الإعلامية الموجهة إليهم، فاليوم الأبوان لا يربيان وحدهما فقد أصبح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي شركاء في التربية.
وفي الحقيقة أصبح الكثير من العائلات يشكون من السلبية التي يتم نشرها في المحتوى الإعلامي والتي تؤثر بشكل كبير على أطفالهم.
فكثير من الأمهات يشكون بأن أطفالهن تغيرت سلوكياتهم وعاداتهم في كل جوانب الحياة والهدف هو تقليد المشاهير ومن هذا المنطلق على المشهور ان تقع عليه قواعد لابد أن يتحلى بها حتى لا يتأثر به النشء ويفسد تربية الأبوين.
وبالأخص أن اليوم ظاهرة كظاهرة النباتيين باتت في توسع وبات ترّوج لها مأكولات وتروج أكاذيب حول ضرر مزعوم للحوم غير صحيح والمتأثر هم الأطفال وعلينا أن نحميهم من هذه الضلالات والأكاذيب.