بيروت ـ أحمد منصور
اعتبر الوزير والنائب السابق نعمة طعمة «ان ليس ثمة هناك من رؤية واضحة لأي مشروع أو لخطة ما في لبنان، بل هناك محاصصات وفساد إلى أمور عديدة أوصلتنا إلى ما نحن عليه والى وضع في غاية الدقة»، مؤكدا انه «وفق الدستور يجب تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، فالبلد لا يحتمل الترف السياسي وتصفية الحسابات، متمنيا تشكيل حكومة إصلاحية من وزراء مشهود لهم بالخبرة ونظافة الكف».
وقال طعمة في تصريح لـ «الأنباء»: «باعتقادي المسألة ليست تشكيل حكومة أو تعويم للحكومة الحالية وسوى ذلك مما يجري من مناكفات وخلافات وتسجيل نقاط، انما محاصصات وسمسرات وسباق على المواقع»، وأضاف «سبق لي ان دعوت إلى تشكيل حكومة طوارئ اقتصادية اجتماعية في ظل هذا الانهيار الاقتصادي المريب».
وتابع «في السياسة ليس هناك من شيء مقفل مهما اشتدت الخلافات بين هذا الفريق وذاك، وينسحب ذلك أيضا على الأزمة الاقتصادية، فثمة وضع اقتصادي ومالي وحياتي ومعيشي واجتماعي يمكن وصفه بالاستثنائي، بالإضافة إلى الأزمات الصحية والتربوية في كل الحقول والميادين، وهي تتزامن مع تحلل الدولة، حيث ترهلت مؤسساتها، ولكي نخرج من هذه الأزمة، نحن بحاجة إلى رجال دولة بامتياز، وكما أشرت إلى حكومة إصلاحية، ووضع خطط مدروسة ذات رؤية وإعادة إحياء المجلس الأعلى للتخطيط، ومن ثم أن تكون علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة متماسكة، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول المانحة، هؤلاء الذين لهم أياد بيضاء على لبنان في كل الأزمات، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد حلول ناجعة للأزمات التي أغرقت لبنان بالديون، لاسيما قطاع الكهرباء بشكل أساسي وسواه، ووقف مزاريب الهدر ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب».
وردا على سؤال حول قراءته لنتائج الانتخابات النيابية بشكل عام وتحديدا في دائرة الشوف وعاليه، قال طعمة «لا شك أن الاستحقاق الانتخابي معطى ديموقراطي وحق الناس الطبيعي أن تختار من تراه مناسبا وتعبر عن رأيها وخياراتها، أما قراءتي لنتائج الانتخابات، فأنا أحتكم دائما للناس وأحترم خياراتهم، ولهذه الغاية عبرت عن هذه الخيارات في صناديق الاقتراع، والأهم أن الانتخابات جرت في موعدها الدستوري المحدد على الرغم من الظروف الصعبة المحيطة بلبنان ولاسيما اقتصاديا ومعيشيا، قد تكون حصلت مفاجآت في بعض الدوائر، وبالتالي من الضرورة بمكان احترام الناخبين أيا كانت توجهاتهم ولمن اقترعوا. وفي دائرة الشوف وعاليه أيضا عبرت الناس عن خياراتها وأهل الشوف أهلي وهم أحباء أعزاء أحترم خياراتهم أيا كانت فهذا من صلب العملية الديموقراطية، اما على صعيد لوائح اللقاء الديموقراطي وفي كل الدوائر فالنتيجة كانت إيجابية والناس أوفياء ومخلصون ودائما وفي كل المحطات والاستحقاقات يعبرون عن هذا الوفاء».
وفي معرض رده على سؤال عن الدور والعلاقات بين الدول الخليجية ولبنان والرعاية الدائمة للبلد، قال طعمة «لطالما طالبت وناديت بأن نحافظ على العلاقة التاريخية التي تربطنا بالمملكة العربية السعودية وبدول مجلس التعاون الخليجي، فللمملكة تاريخ ناصع في لبنان بفعل ما قدمته لبلدنا من دعم ومساعدات في أحلك الظروف وأصعبها، وهي التي تحتضن أكبر جالية لبنانية وتحظى بالتقدير والاحترام والمعاملة الأخوية، من هنا فإن وجود السفير السعودي وليد البخاري في لبنان، وفي هذا الظرف بالذات، دليل على عمق وأواصر هذه العلاقة التي تجمعنا بالمملكة التي تبقى السند للبنان في كل الظروف والمحطات».
وأضاف «من هنا، ان قدوم الخليجيين والعرب إلى لبنان على أبواب فصل الصيف والسياحة ليس مستغربا، لأنهم يكنون للبنان محبة وتقديرا، ويعتبرون أنفسهم بين أهلهم وفي بلدهم، خصوصا انهم يملكون المنازل والممتلكات، وعلى الوزارات والأجهزة المختصة تأمين كل الرعاية والمستلزمات للموسم السياحي الذي يشكل دعما للبنانيين في الظروف القاسية التي يمرون بها».