تحتفل الجمهورية الفرنسية بعيدها ويومها الوطني في الرابع عشر من يوليو كل عام «يوم الباستيل» والذي يعتبر أيضا «يوم الاتحاد» جزء من اليوم الوطني الفرنسي.. كانت نقطة التحول الحقيقية في مرتكزات الثورة الفرنسية حينما اخترقت جدران سجن الباستيل لتحرير المظلومين عام 1789 وتوحيد فرنسا على الدستور الوطني الجامع عام 1790.
إن الجمهورية الفرنسية وتاريخها السياسي الحافل من الحكم الملكي الذي عزز الطبقية في المجتمع الفرنسي لقمع الطبقة الثالثة من الشعب، حينما أقال الملك لويس السادس عشر وزير المالية جاك نيكير الذي كان يبدي تعاطفه مع هذه الطبقة المقموعة، وإنهاء النظام الإقطاعي في فرنسا.
إن القارئ لتاريخ فرنسا الحديث يجد أن الدستور الفرنسي قد أعطى المواطن الفرنسي حرية التعبير عن الرأي وإعطاء الحقوق للعاملين من الطبقة الكادحة، لقد صدرت المراسيم الصادرة في الفترة من 5 إلى 11 أغسطس 1789، وكان قد كتب أحد النواب: «لقد فعلنا ذلك خلال عشر ساعات، وكان من المقرر أن يستمر ذلك لشهور ووقع في المراسيم، إلغاء العبودية الشخصية والكدح والحق في الصيد، في حين أن الحقوق الحقيقية التي تثقل كاهل الأرض أعلن أنها قابلة للاسترداد بسعر مرهق» هكذا كتبت الكتب التي تعنى بالتاريخ الفرنسي هذه السطور الذي تلت اقتحام سجن الباستيل.
لقد استطاعت الثورة الفرنسية أن تحقق السيادة الوطنية، ومنها تحرير الفرد أو العدالة، ومعالجة الجهل والبؤس عبر التعليم والعمل والدعم السياسي للمواطن عبر منهج وطريق الثورة الفرنسية، لنشهد على فرنسا جديدة كلنا يعرفها اليوم، بلاد الجمال وعاصمة الأناقة ومرتع الطبيعة الخلابة.
إن فرنسا والكويت تجمعهما علاقات تاريخية، وفي مقال سابق كتبت أننا كدولتين تطلعان على نافذة العالم المتحضر نأمل في توثيق العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية أكثر وأكثر.
بدوري، أهنئ الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بالعيد الوطني لبلاده والشعب الفرنسي العزيز وأبارك للسفيرة الفرنسية في الكويت «كلير لوفيشر» وطاقم القنصلية باليوم الوطني الفرنسي، متمنيا أن تبقى فرنسا يعمها الرخاء والأمن والسلام وأن تؤمن بالقضايا العربية وتسهم في حلها حلا عادلا، لاسيما أن اليوم الوطني الفرنسي.. هو يوم التحرير لنهج العدالة الإنسانية لمجتمع خال من الإقطاعيين.
[email protected]