تعاني روسيا من مشكلات بـ «التجنيد والتعبئة» بعد تكبد قواتها خسائر بشرية متصاعدة خلال الحرب في أوكرانيا، بينما توقع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف «انهيار الاتحاد الروسي» بسبب غزو بلاده.
وأشارت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إلى مقتل أكثر من 37 ألف جندي روسي منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا، حسب تقرير نشرته على موقع «فيسبوك».
ولذلك تحتاج القوات الروسية إلى المزيد من الجنود، ويستخدم الروس بالفعل ما يسميه بعض المحللين «التعبئة الخفية» لجلب مجندين جدد دون اللجوء إلى التجنيد الوطني المحفوف بالمخاطر سياسيا، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز».
ولتعويض النقص في الجنود، يعتمد الكرملين على مزيج من الأقليات العرقية الفقيرة خصوصا من مناطق شمال القفقاس، والأوكرانيين من المناطق الانفصالية، والمرتزقة ووحدات الحرس الوطني العسكرية لخوض الحرب، ووعد بتقديم حوافز نقدية ضخمة للمتطوعين، حسب الصحيفة.
وتعليقا على ذلك، قال المحلل الروسي المستقل الزميل السابق في مركز ويلسون بواشنطن، كامل جاليف، «روسيا لديها مشكلة في التجنيد والتعبئة»، مضيفا أن موسكو تستخدم كافة السبل لتجنيد المزيد من الرجال.
وكشف تقرير لموقع «نيو فويس أوف أوكرين»، «تكثيف روسيا التجنيد في الشركات العسكرية الخاصة والمرافق الإصلاحية»، حيث يتم وعد السجناء بـ«العفو الكامل إذا أوفوا بالعقد المبرم معهم».
ولمواجهة النقص في عدد الجنود، «تجند موسكو سجناء روسيين في عدة منشآت إصلاحية بالبلاد»، قبل أن يتم إرسالهم إلى مركز تدريب عسكري تابع لمرتزقة «فاغنر» لتأهيلهم للحرب في أوكرانيا، وفقا لـ «المخابرات الأوكرانية».
وفي ظل «توقف عملياتي للقوات البرية الروسية»، كثفت روسيا من قصفها الصاروخي لعدة مناطق في شرق أوكرانيا، وفقا لـ «فرانس برس».
وفي سياق متصل، قالت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية أمس: «العدو في منطقة عملياتنا يبقى خلف الخطوط الدفاعية لا يتقدم برا، ليس لديه الفرص ولا القدرات لخلق مجموعات ضربات جديدة»، حسب ما نقلته «فرانس برس».
وفي مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية، كشف وزير الدفاع الأوكراني عن حشد بلاده «قوة مقاتلة مزودة بأسلحة غربية لاستعادة أراضيها الجنوبية من روسيا».
وقال إن العالم الديموقراطي متحد في رغبته في «خسارة روسيا للحرب»، مضيفا «ستكون هذه الحرب نهاية الإمبراطورية الروسية».
وتوقع وزير الدفاع الأوكراني «انهيار الاتحاد الروسي وتشكيل عدة دول بدلا منه»، مضيفا «سنشهد في العامين المقبلين دعوات متعددة للخروج من الاتحاد الروسي».
من جهتها، كشفت وزارة التحول الرقمي الأوكرانية أمس إن جيشا من تكنولوجيا المعلومات هاجم أكثر من 800 موقع إلكتروني روسي في الفترة من 27 يونيو إلى 10 يوليو الجاري.
ونقلت وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية عن بيان الوزارة القول «نشر المتسللون تهاني يوم الدستور الأوكراني على المواقع الإلكترونية للوكالات الحكومية الروسية».
كما اخترقوا الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، كما أفاد البيان «كان هذا ردا على مؤسسة الفضاء الحكومية الروسية التي وجهت تهديدات ونشرت صورا بالاقمار الاصطناعية لمراكز حلف شمال الاطلسي».
وبسبب الهجمات الإلكترونية لم يتمكن الروس من العمل في أنظمة CRM لعدة أيام وهذه هي البرامج التي تساعد على تنظيم جميع العمليات التجارية والتحكم فيها مع العملاء وداخل الشركة.
في غضون ذلك، أظهرت وثيقة نشرها الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع أمس مرسوما يطرح على جميع مواطني أوكرانيا عملية مبسطة لاكتساب الجنسية الروسية.
وذكرت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء أن إجراء مبسطا سابقا لنيل الجنسية الروسية كان ينطبق فقط على سكان أراضي جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوغانسك الشعبية المعلنتين ذاتيا في شرق أوكرانيا، واللتين تسعى موسكو الى «تحريرهما» من سيطرة كييف، وكذلك على سكان منطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين تحتلهما روسيا.