عندما تسافر إلى الخارج، تبدأ معها رحلة المقارنة بين وطنك وهذه البلاد، بدءا من وصولك إلى تلك الدولة الأجنبية! تقارن بينهما في سعة وشكل المطار وتقنياته وخدماته ومدى يسر وحسن وسرعة إنهاء إجراءات الوصول وتسلم العفش.
وتستمر بالمقارنة في الشوارع والأزقة ومدى نظافتها وازدحامها، ومستوى الاحترام لآداب المرور، ومدى مظاهر الحشمة والآداب العامة، وكذلك عن مستوى السكن ومواعيد الأسواق وأسعار المعيشة، وتوافر الأطعمة المقبولة... الخ، عدا طبعا عما هو خارج الإرادة البشرية كجمال الطبيعة ودرجات الحرارة الباردة المنعشة، مع ما عندنا من الغبار والحر، والذي يطبخ من تحته نعمة النفط الذي ينعشنا صيفا وشتاء.
وهذه المقارنات تكون المحور الرئيسي للسوالف المتبادلة بين المسافرين والصامدين داخل الديرة! وهما ما بين متعة السفر، وغبطة الاستقرار في الوطن، أو الحسرة على ما فرطنا في بلدنا من مظاهر التردي مقابل مشاعر الاعتزاز بقيمنا الإسلامية وثوابتنا الاجتماعية، التي تفتقر لها المجتمعات الأجنبية.
لكن المهم في هذه المقارنة أن نحولها إلى آثار إيجابية في سبيل تغيير واقعنا نحو الأفضل، فلا نصاب بعقدة النقص، بل ننظر بعين الاعتزاز والفخر لبلدنا، وأن نقتبس منهم ما هو الأصلح لنا، وننقل واقعنا الذي صنعناه بأيدينا، نحو الكمال الإنساني، وهذه مسؤوليتنا جميعا، سواء كنا أفرادا عاديين وقياديين على مستوى صنع القرار أو التأثير عليه.
[email protected]