يصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط اليوم في إطار جولة يتوجها بزيارة المملكة العربية السعودية غدا ويشارك خلالها في قمة دول مجلس التعاون الخليجي زائد ثلاثة (مصر والاردن والعراق).
ومن المتوقع ان يتصدر ملفا النفط وإيران جدول أعمال الجولة، وهي الأولى منذ توليه مهامه الرئاسية في يناير 2021.
وقال بايدن في مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا «ستواصل إدارتي زيادة الضغط الديبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015».
وأكد الرئيس الاميركي ايضا رغبته خلال الزيارة في «العمل من أجل استقرار أكبر» في المنطقة.
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الجولة ستعزز الدور الأميركي الحيوي في المنطقة «ذات الأهمية الاستراتيجية»، لافتا إلى أنها ستؤكد أن «دور واشنطن مختلف اليوم عما كان عليه قبل 20 عاما عشية الحرب في العراق».
وأوضح أن «أهداف الرئيس بايدن الأساسية حول الشرق الأوسط واضحة ومباشرة وتتمثل بمنطقة تتمتع بمزيد من الاستقرار وحروب أقل يمكن أن تجذب الولايات المتحدة إليها وهي منطقة أقل استعدادا للإرهاب الذي يهدد الأميركيين ومنطقة تساعد في معالجة أمن الطاقة العالمي».
وأضاف في هذا السياق «من الواضح أن المنطقة لاتزال مليئة بالتحديات والتهديدات، منها إيران والجماعات الإرهابية التي لاتزال تنشط في عدد من الدول، وتحديات الصراع المستمر في سورية»، معتبرا أن هذا الوضع «هو السبب في أن الرئيس يعتقد أنه لا يوجد بديل لقوة الديبلوماسية».
ولفت سوليفان إلى أن بايدن سيسعى من أجل زيادة إنتاج النفط من دول منظمة «أوپيك» لخفض الأسعار في الأسواق العالمية، وقال: «سننقل وجهة نظرنا العامة بأننا نعتقد أن هناك حاجة إلى معروض كاف في السوق العالمية لحماية الاقتصاد العالمي ولحماية المستهلك الأميركي في محطات الوقود».
وشدد على «أننا بحاجة إلى الاستمرار في الانخراط بشكل مكثف في الشرق الأوسط لأن العالم على وجه التحديد أصبح أكثر تنافسية من الناحية الجيو-سياسية وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا».
ومن المقرر أن يزور بايدن اسرائيل والضفة الغربية المحتلة من 13 الى 15 الجاري، على أن يتوجه بعدها الى المملكة العربية السعودية، في أول جولة إقليمية منذ توليه منصبه مطلع العام 2021.
وتأتي زيارة بايدن في ظل جمود يهيمن على مباحثات إحياء اتفاق العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
في سياق متصل، قال توماس نايدز سفير واشنطن لدى اسرائيل إن فريقه سيسعى للضغط على المسؤولين الإسرائيليين لحضهم على تقديم تنازلات للفلسطينيين.
في غضون ذلك، اعتبرت إيران أن السياسة التي تعتمدها إدارة الرئيس بايدن «تعارض» رغبته المعلنة في إحياء الاتفاق النووي مع طهران، وذلك تعليقا على تصريحات له قبيل زيارته الى المنطقة.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني امس إن «تأكيد بايدن على اتباع وممارسة سياسة الضغط الاقتصادي والديبلوماسي ضد إيران يتعارض مع تعبيره عن رغبة هذا البلد في إحياء الاتفاق النووي».
واعتبر أن هذه التصريحات «استمرار لسياسة الضغط الأقصى الفاشلة التي بدأتها إدارة ترامب ضد إيران».
ورأى كنعاني أن «الحكومة الأميركية السابقة، بانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي، تسببت بالفعل في إلحاق أضرار جسيمة باستراتيجية الديبلوماسية المتعددة الطرف لحل الخلافات»، وأن الإدارة الحالية «تتبع النهج نفسه مع استمرار ممارسة الضغوط الاقتصادية وسياسة فرض الحظر على إيران».