ما هذا الكم من الجرائم التي بتنا نسمع عنها ونشاهدها؟! فما يخلو يوم من جريمة ابتداء من السرقة والمشاجرات وانتهاء بالقتل، إن ازدياد الجرائم وتنوعها وظهور جرائم جديدة لم يسمع عنها المجتمع الكويتي المحافظ، هذا الازدياد يدعونا للتساؤل عن ارتفاع معدلات الجريمة وتنوعها المذهل، وإنني أجد أن أي مجتمع لا يخلو من الجريمة، ولكننا ننفرد بين هذه المجتمعات بعدة خواص تعد هي السبب في بروز وظهور الجرائم، ومنها أن سجوننا تتمتع بقدر عال من الرفاهية للمساجين قل أن يجدوه داخل بيوتهم، بل إن التلفونات النقالة قد يحملها السجين داخل زنزانته ويتصل بمن يشاء ويجد فيها التسلية فضلا عن الأطعمة والمخدرات وكذلك الأطعمة الراقية المغلفة.
فإذا هذا كان حال سجوننا فبالله عليكم ما الذي يردع المجرم إذا كان هذا هو السجن الكويتي؟ ومخافرنا يدخلها المجرم وهو آمن بصورة أو بأخرى وباستخدام فيتامين «و» يستطيع النجاة من جريمته، فالذي يروع المجرم هو أن يكون السجن حقيقيا يعاني فيه الحرمان ليجد الحسرة والندم على ما اقترفته يداه، والذي يروع المجرم أن يعرف انه سيقضي العقوبة كاملة خلف قضبان حديدية يمارس وراءها الأشغال الشاقة بلا شفقة ولا رحمة لأنه تجرد منها يوم اقترف جريمته.
والذي يردع المجرم كذلك هو أن يعرف كل من يتوسط لمجرم أن اسمه واسم من يتوسط له والجريمة التي يتوسط فيها ستنشر في الصحف ويعرف القاصي والداني الدور الذي يريد أن يلعبه ليقر المجرم بجريمته، والذي يردع المجرم كذلك ويجعله يفكر مرات كثيرة قبل ان يرتكب جريمته ان تنفذ العقوبة على مرأى ومسمع من الجميع وتنقلها كاميرات التلفاز إلى كل بيت ومقهى وديوانية ليشاهد الجميع ما حل بهذا المجرم نظير جريمته، فيرتدع كل من توسوس وتسول له نفسه الخروج عن القانون وهو يشاهد ما حل بمجرم سبقه إلى ميدان الجريمة.
والذي يطهر مجتمعنا من الجرائم أن نحسن اختيار من نستخدمهم في أعمالنا ووظائفنا ونرفض أي ممارسة من أي جالية لا تتفق وعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، وكذلك أن يحرص كل أب وكل أم أن يعرف ما يشاهد الأبناء في التلفاز بإبعادهم عن مشاهدة أفلام الإثارة الرخيصة وأفلام العنف، فلنتق الله في أبنائنا وفيما يشاهدون، ولا يخفى على احد دور الإعلام في نقل صور الجرائم والعنف إلى كل بيت، فعلينا أن نضع «كنترول» على ما يشاهد ويدخل إلى بيوتنا، إن سرعة الفصل في مثل هذه القضايا مطلب مهم وعاجل بحيث تكون المحاكمة عادلة ولكنها بعيدة عن مماطلات الدفاع ومحاولاته استظهار البراعة ليحصل على البراءة ويقر المجرم بجريمته أو إطالة زمن الدعوة فلنتخذ نوعية من الجرائم ولتكن هتك العرض والزنا والقتل وتنفذ فيها الأحكام العلنية ولنشاهد تأثيرها على ضعاف النفوس، قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) صدق الله العظيم.
تحية حب وتقدير إلى رجال وزارة الداخلية وعلى رأسها وزيرها الشيخ أحمد النواف ولمساعديه على جهودهم الحقيقية وسهرهم على الأمن في الكويت. ويبقى ان الرادع الحقيقي لكل مجرم هو العقاب الصارم السريع الذي لا يبقي ولا يذر ولا تنفع معه واسطة، ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة يوم سرقت المرأة المخزومية وهي من أشراف قريش وخشي أهلها أن يقيم المصطفى صلى الله عليه وسلم عليها الحد فاختاروا ليشفع لها عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسامة بن زيد حبـيب محمد صلى الله عليه وسلم ليحدثه في أمرها ويتوسط لها فماذا كان رد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لقد قطب وتجهم وجهه الشريف بعد أن استمع لأسامة وقال: «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
هذا ما نريده لنطهر مجتمعنا من المجرمين ليعود واحة امن وأمان لكل مواطن ومقيم.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه واجعلها واحة أمن وأمان، اللهم آمين.
[email protected]