هناك أسباب ذكرتها الحكومة ووسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون عن أسباب عجز ميزانية الحكومة الكويتية، ومنها انخفاض أسعار النفط وخسائر في مشاريع لم تكتمل وزيادة وتضخم الجهاز الحكومي.
أسعار النفط الآن ارتفعت وسوف يكون هناك خفض كبير في عجز الميزانية المفروض وهذا إذا ما نتج عنه وفر في الميزانية ولكن لن يتم ذلك مادام الفساد والرشوات مستمرين والصرف غير المبرر، وهناك أمثلة لهذا الصرف وجود أجهزة وهيئات ومؤسسات ومجالس حكومية ليس لها داع بوجودها ومن الممكن إلغاؤها أو إضافة عملها في قطاع أو وحدة تنظيمية داخل الوزارات وهناك صرف لرواتب لموظفين من دون عمل ومكافآت مالية كبيرة لمجالس إدارات، لأنه ليس لها دور ومهام تساهم وتساعد في تطوير البلد وإنما تنفيع.
على سبيل المثال هناك وزارة اسمها وزارة النفط لم أسمع عنها أخبارا أو تصريحات أو مهام منذ فترة مع أن لديها وزيرا ووكيل وزارة ووكلاء وقياديين وموظفين والذي لاحظته أن مؤسسة البترول الكويتية هي بالواجهة وهي التي تقوم بإدارة القطاع النفطي وتشرف عليه وتتخذ القرارات، كما أن هناك مجلسا لمحافظات الكويت ومحافظات ومختارين لم نر لها دورا ومهام في البلد وإذا كان هناك بعضها يقوم بزيارة وتفتيش في المناطق التي تشرف عليها فهذا دور الجهات الحكومية وضمن اختصاصاتها مثل وزارة التجارة وبلدية الكويت ووزارة الأشغال والكهرباء وهذه فيها رواتب ومكافآت كبيرة ما في داع لها.
وهناك ازدواجية وتشابك في الاختصاصات لبعض الجهات الحكومية وتضخم الهياكل التنظيمية، وكل هذه الأمثلة التي ذكرتها ترى الحكومة ومجلس الأمة لديهم علم بها ولكن لم يتم اتخاذ اي قرار وتنفيذه بحلها ولهذا سبب عجز الميزانية مستمر والحقيقة العجز هو عجز مجلس الوزراء في إدارة جهاز حكومي فعال وذي كفاءة ويحل المشاكل المالية والإدارية والتضخم والفساد والرشوة.
لذلك أرجو من الحكومة القادمة حل جميع هذه المشاكل والظواهر التي تتسبب في عجز الميزانية ونرى مشاريع تنجز تحقق أهدافها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن وتطور البلد في خدماته بكفاءة.
وإذا احتاجت الحكومة القادمة دراسة شاملة مع توصيات بحل الكثير من المشاكل المالية والإدارية يجب أن تكون هناك لجنة أو فريق محايد ولا يتأثر بأعضاء في الحكومة أو مجلس الأمة ويكون هدفه تحقيق مصلحة الوطن والمواطن وأن يكون أعضاؤه من خبرات وكفاءات كويتية سيرتها وملفاتها نظيفة، وأنصحكم بان تختاروا من المتقاعدين الكويتيين، والله يوفقهم مع تمنياتي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بالصحة والعافية وطول العمر لهما.
[email protected]
د.عبدالله فهد العبدالجادر - مستشار تطوير إداري وموارد بشرية