- الألعاب في المجمعات التجارية والأماكن المغلقة لا تناسب جميع الأعمار وأسعارها غير مناسبة من حيث النوعية والوقت وأصبحت مملّة للأطفال
أجرِى التحقيق: محمد الدشيش
خلال الصيف وعطلة عيد الأضحى المبارك يبحث الناس عن متنفس لهم خلال هذه الأيام، ولم يكن أمامهم إلا شواطئ الكويت التي احتشد فيها المواطنون والمقيمون بشكل كبير، وذلك بسبب عدم وجود أماكن ترفيهية مناسبة في الكويت بعد إغلاق معظم المرافق السياحية وغيرها من الأماكن التي كانوا يقصدونها للترفيه عنهم وعن أبنائهم فكان البحر مقصدهم ووجهتهم، خصوصا أن الكثيرين لايجدون أي متعة في المجمعات التجارية أو الأسواق، إضافة إلى أن الألعاب فيها عادة ما تكون مناسبة للأطفال الصغار، أما اليافعون والشباب فيعتبرونها غير ملائمة لهم ولأعمارهم.
ولمتابعة كيف يقضي الناس مثل هذه العطل والمناسبات، قامت «الأنباء» بجولة على شواطئ الكويت، والتقت عددا من روادها لمعرفة انطباعاتهم خلال هذه الأيام حيث عبروا عن أمنياتهم بوجود أماكن ترفيهية مناسبة من حيث الألعاب والأسعار، وأن تكون منتشرة في جميع مناطق الكويت، كما طالبوا الجهات المعنية بالاهتمام أكثر بالشواطئ وتطويرها وتوفير الألعاب والخدمات فيها،
وأيضا الحدائق العامة وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تشكل متنفسا لهم ولأبنائهم، وفيما يلي التفاصيل:
بداية جولتنا كانت بلقاء ام راشد العلي على شاطئ الوطية بمنطقة الشويخ، حيث قالت لـ «الأنباء»: مع الأسف ان الكويت كانت سابقا هي الاولى بدول الخليج بالنسبة للمراكز الترفيهية التي كانت منتشرة بكثرة ومميزة بمرافقها وأسعارها أيضا مثل المدينة الترفيهية وحديقة الشعب وحديقة الصباحية وبعض الاماكن الترفيهية في المناطق وأيضا الحدائق العامة التي كانت تتميز بنظافتها وألعابها خصوصا للأطفال الصغار، واليوم جميعها اغلقت واصبحنا بلا مراكز ترفيهية عدا تلك الموجودة في المجمعات التجارية وهي تابعة للقطاع الخاص وأسعار الالعاب فيها حدث ولا حرج، فكان الدخول سابقا إلى المدينة الترفيهية بـ 3 دنانير و750 فلسا وكانت شاملة والمدة مفتوحة، أما اليوم في المجمعات التجارية فنجد أن اللعبة الواحدة لا تتعدى دقيقتين اكثر من دينارين، فما لنا الا اثنان الشواطئ والمقاهي الشعبية وهذا شاطئ جميل ولكن ينقصه بعض الخدمات، مثل النظافة، مصلى رجال ونساء، ودورات مياه نظيفة، إضافة إلى تواجد بعض الشباب المتطفلين الذين قد يسيئون بتصرفاتهم للعوائل، وأرجو من حكومتنا الرشيدة ان تنشئ مدنا ترفيهية ومائية تكون متطورة وبأسعار مناسبة للجميع مثل الدول الأخرى، وأقول مثل ما قلت ببداية كلامي بالسبعينيات والثمانينيات كان أبناء دول الخليج يأتون للكويت ليستمتعوا بالأماكن الترفيهية واليوم أصبحنا آخر الركب، ليش يا حكومة؟ شنو ناقصنا؟ فالكويت بلد خير كثير وبلد صغير ومع الأسف هذا حالنا، وأسألك: أنا مواطنة وأنت إعلامي، اذا تبي تاخذ عيالك وين توديهم؟ شاليهات، الشاليه بـ 3 ايام 1500 دينار حتى المجمعات اللي احنا رضينا بأسعارها الالعاب اللي فيها للاطفال مو للكبار وين «الأكوبارك» وغيرها؟!
المجمعات والأسعار
كما التقينا ام علي الناصر التي قالت: مع كل اسف لا يوجد اي مكان ترفيهي غير هذا المكان، ونذهب الى المجمعات في بعض الأحيان ولكن لا نستطيع ان نقضي جميع أيام وأوقات عطلة العيد في المجمعات المغلقة، وهناك بعض الاماكن مثل الشاليهات او المزارع ولكن اسعارها مرتفعة جدا خلال الصيف واجازة العيد وهي قليلة جدا، و«أنا ابي اعرف شي واحد شلون الدولة سكرت جميع الاماكن الترفيهية خلال فترة عام واحد فقط من دون اي اهتمام بالمواطن خلال ايام الاجازات واين يذهب مع ابنائه وحتى الشاطئ اللي قاعدين فيه حاليا قاعدة اتعرض للمضايقات من قبل بعض الشباب وهناك مجاميع كبيرة من الجاليات المقيمة بالكويت على هذا الشاطئ وكأننا خارج الكويت، وهناك بعض الشباب من مربي الحيوانات يصطحبون معهم هذه الحيوانات الى الشواطئ مما يتسبب بالرعب لبعض العوائل والاطفال خاصة، وهذه مناشدة مني للحكومة والقطاع الخاص والجميع يعرف أن ساحل الخليج العربي يمتد على اطراف الكويت من جنوب شرقها الى شمالها واذا كانت الحكومة لا تستطيع انشاء مدينة مائية فيجب عليها السماح للقطاع الخاص وتوفير المكان المناسب لهم لإنشاء هذا المدينة وغيرها من مدن ومراكز الألعاب».
ديرتنا الأولى
أما أم يوسف الشمري التي جاءت من منطقة الجهراء الى شاطئ الشويخ، فقالت لـ «الأنباء»: بحثت عن أماكن ترفيهية لأبنائي ولم أجد أي مكان ترفيهي مناسب إلا الشاطئ، حتى اننا فقدنا رونق العيد، وصحيح ان الأجواء الليلية على الشاطئ حلوة لكن لا يمكن أن تصبح بديلا للألعاب الترفيهية، وقد تعودنا على ديرتنا منذ السبعينات أن تكون الأولى في كل شيء بالمنطقة، فهي أول من أنشأ حدائق ومنتزهات بحرية، واليوم كل هذا فقدناه وأصبحنا بلا مركز ترفيهي، لا للكبار ولا للصغار.
هذا العيد وإجازة العيد 9 ايام وين نقضيها؟ اما نكون بالشاطئ او المقهى الشعبي وحتى الشاطئ يحتاج الى عناية إضافية مثل أمور النظافة وبعض الأشياء التجميلية، ونتمنى خلال الأعوام القادمة ان تنشئ الحكومة مدنا ترفيهية على غرار الدول المجاورة لنا، ومثل العالمية منها، والتي سترجع بالفائدة على الوطن والمواطن، وكل عام وأنتم بخير.
كذلك استمعنا للطفلة روان عبدالعزيز التي قالت: حاليا انا مع الأسرة على شاطئ الشويخ، ما في أماكن نلعب فيها عدا المجمعات، حتى البحر ما يصلح ان نقضي فيه العطلة، كلها صعبة لكن شنسوي ما في مكان ثان؟ نتمنى تكون لدينا أماكن ترفيهية والكويت مابقي فيها شي، هناك خياران.. إما أن تسافر أو تجلس بالبيت حتى مدينة بحرية لا يوجد، وياريت تكون عندنا أماكن حلوة للترفيه والألعاب.
أرض جرداء
أما عبدالعزيز العنزي فقال: أنا وأطفالي لولا الشاطئ ما كان عندنا مكان ثان اروح له حتى الشاطئ مليء بالقاذورات والصخر، ونستغرب ذلك لأن بلدنا بلد عطاء وخير ونقوم بإنشاء مشاريع لدول ما نعرف اسمها، واحنا لا يوجد لدينا أماكن ترفيهية لا للصغار ولا للكبار هذا العيد 9 ايام، اما مجمعات ومطاعم او الشاطئ، وكان لدينا اكبر مرفق ترفيهي في المنطقة وكان حديث الناس وكان حتى الزوار وضيوف الدولة الرسميون كانوا يذهبون له، واليوم أصبح أرضا جرداء كانت أحسن الألعاب عندنا واليوم نتحسر على الماضي والسنوات الماضية وكأنه شيء متفق عليه، كل المرافق أغلقوها في عام واحد في الجنوب والشمال والأماكن الداخلية، وين نذهب؟ إلى هذا الشاطئ «بحر»، وعليك تحمل الأجواء أنت وأطفالك يوم بعد يوم الدول تستثمر بالأشياء الحيوية ومنها المدن الترفيهية حتى تجذب السياح لها ونحن العكس شنقول؟ ونطالب عبر صحيفتكم الحكومة بأن تلتفت إلى مطالبات الشعب ومنها توفير الأماكن الترفيهية.
وأسألك في أشياء، وينها؟ وين المدينة الترفيهية، وين صالة التزلج، وين الأكوابارك، وين شاطئ المسيلة، وين حديقة الصباحية.. وين وين وين؟ ولا وحدة موجودة، وين نروح؟ اما نسافر او نكون على هذا البحر سواء رطوبة أو حر انت تتحمل، حتى يوم البحار وهي معلم تراثي قديم وألعابه تراثية تم إغلاقه. وأخيرا أقول: كل عام وانتم بخير.
زحمة وغلاء
بدورها، تحدثت رهف قائلة: أولا، كل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك، وبعدين هذا الشاطئ في الشويخ جميل، وهو شاطئ مجاني، صحيح تنقصه بعض الخدمات واذا تعدل الجو بالمساء نذهب لهذا الشاطئ، طبعا من سنوات مو بس العيد، والاماكن الترفيهية للكبار والصغار مفقودة وهي فقط بالمجمعات وفيها زحمة كبيرة والأسعار غالية جدا، حتى اللعبة ما يستمتع فيها الطفل بسبب الوقت القصير لها دقيقتين او ثلاث دقائق، وهي أيضا لا تناسب سوى الأطفال الصغار ومعظمها لأقل من 10 سنوات، ونتمنى نشوف بالسنوات القادمة المدن الترفيهية الكبرى اللي تضم جميع أنواع الألعاب، فالكويت جميلة وشعبها أجمل يستاهل كل الخير، حفظ الله الكويت من كل مكروه في ظل قيادة أميرها وسمو ولي عهده الأمين.
متنفس جميل
وكان وفيق الياسين من الذين التقيناهم، فقال لـ «الأنباء»: بداية، كل عام وأنتم بخير، وعساكم من عواده، أنا هنا في هذا الشاطئ لأقضي إجازة العيد، وأنا أعلم أن هذا المكان اقل زحمة من باقي الشواطئ الأخرى التي تعج بالشباب والوافدين من الجاليات الآسيوية، ونتمنى ان يكون هناك اهتمام بهذا الشاطئ من جميع النواحي لأنه شاطئ جميل ولا يوجد غيره للأسر كمتنفس جميل ومناسب خصوصا في أيام الإجازات والأعياد، وكل شيء مسكر والأماكن الأخرى زحمة او غالية جدا، وما في اماكن ترفيهية، وصحيح إجازة 9 ايام في هذا الشاطئ تعتبر مملة جدا للعائلة خصوصا الأطفال لكن لا يوجد بديل آخر فأين نذهب بهم؟