عجباً لبعض من وثقت بهم وأحببتهم وفي مكان القلب وضعتهم، عجبا منهم! أشخاص تفاجأ بين ليلة وضحاها بأنهم جازوك بالكذب كذبا وبالنفاق نفاقا وبالبهتان بهتانا، وباللف والدوران أصبحوا يرقصون على جراحك دون أدنى احترام لمشاعرك، فصاروا هم مع من كسروك وحطموك والزمن ندا لك، وهم يعلمون علم اليقين ما تحمله من نقاء وصفاء تجاههم ولن تفكر في يوم من الأيام بأن تخذلهم او تتلاعب بمشاعرهم وتكذب عليهم كما كذبوا هم عليك ونافقوك! فبالرغم من أنهم رأوا بأم أعينهم معاناتك كيف تعايشت بصعوبة معها، ولاحظوا ذلك الضرر الجسيم والجرح العظيم الذي هدم حياتك وحطم قلبك ومشاعرك وأفقدك الثقة حتى بنفسك وممن؟!
من أقرب الأقربين لك، وكانوا يدعون خوفهم عليك ويحاولون جاهدين أن يثبتوا لك حرصهم واهتمامهم بك، ذلك الحرص والاهتمام المغلف بالزيف والمكر والذي لم تكتشفه انت من شدة نقائك معهم إلا متأخرا، بأنهم اصبحوا «سمن على عسل» مع أولئك الأشخاص الذين كانوا يحذرونك كل الحذر منهم، وكانوا يعيدون ويزيدون عليك بأن حتى هم لم يسلموا يوما ما من شرهم، وكانوا وبكل ازدراء يتكلمون عنهم وينصحونك بازدياد بعدم تقربك منهم، مهما قالوا أو فعلوا، كونهم اعتادوا أولئك الأشخاص فقط ان يحيكوا المكائد والحيل ولا فائدة منهم، أشخاص متقلبون منافقون خبيثون ولا يتمنون الخير لأحد ولن يغيرهم الزمن ابدا، مهما فعلت لأجلهم ولإرضائهم، أشخاص غير متصالحين مع انفسهم، مرضى ناقصون لا عزيز لهم! وكما يقولون لك على قول المثل الشعبي الكويتي (عمر ذيل الچلب- أجلكم الله- ما ينعدل)!
ويحاولون إقناعك ويوهمونك بأن علاقتهم بأولئك السيئين المبتذلين الذين لا يعرفون شيئا سوى الشر والحقد والمشاكل التي لا نهاية لها، لا تتعدى حدود المجاملات فقط، لتكشف لك الأيام كذب كلامهم وأن العكس صحيح، وما خفي أعظم بكثير، لتصعق انت بالتالي من حديثهم الذي تغير فجأه لتراهم يمجدون بهم وبأخلاقهم ويثنون حتى على تصرفاتهم ويمتدحونهم بكل صغيرة وكبيرة أمامك، وكالملائكة اصبحوا بالنسبة لهم، وكأنهم تناسوا كلامهم منذ فترات عنهم وعن دناءتهم وتحذيراتهم لك منهم، كون اغلب علاقات أولئك الأشخاص ذات مغزى خبيث، يسعون للوصول إليها لغاية ما بأنفسهم!
ليتضح لك أن أولئك الناصحين لك أسوأ بكثير منهم! ولكن الأدهى والأمر من ذلك أن تصبح انت المحتوى المهم الذي على هذا الترابط والحب الجم جمعهم، يعتقدونك لا تعي ولا تفهم وستصدق أكاذيبهم ومبرراتهم التافهة ولا يعلمون أنك كاشفهم وعرفت انهم بسهولة خانوا ثقتك واستغلوا شفافيتك، فمن المنافق، الخبيث، الدنيء، الخسيس الآن يا سادة؟! فسبحان من غير مبدأكم ونظرتكم فجأه تجاههم يا من كنتم تحذرون الغير منهم ونسيتم أن تحذروا أنفسكم!؟ وسبحان من يسمع مديحكم الخادع عنهم، يا أصحاب الألف وجه، فيا أسفي من أشخاص يجعلونك لا تثق حتى بظلك.
وتذكروا أن الله ما جمعكم معهم إلا لأنكم لا تقلون عنهم شيئا! اما نحن فسنظل كما نحن تاركين النفاق لكم، ولن تغرينا مغرياتهم التي بسهولة أغرتكم ولا حتى جمال كلماتهم، فمن ينافق الناس لا يعرف شيئا عن الدين ولا عن الأخلاق.
فالمنافق أشبه بالأفعى التي لن تتوقع لدغتها، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» ولعل ذلك يبين لنا ما أبشع المنافقين وما أقبحهم، المنافق شخص ساقط، صغير، خاضع، خنوع، يظهر الود للناس وهو في داخله لا يحمل لهم إلا السوء والكره.
لا تبح، ولا تثق بمن لا يستحق، كي لا تندم ندما يفوق شعر رأسك.