كل يوم تلو الآخر نسمع عن جرائم مختلفة أغلبها لأزواج يقتلون زوجاتهم لأسباب لا ترقى لأن تتسبب بجريمة، وهذا إن دل على أمر ما فإنما يدل على أن هناك الكثير من الأزواج يستمرون في علاقات زوجية فاشلة تقودهم بالنهاية للانفجار وارتكاب جريمة قتل، فيضيع فيها مستقبل الأسرة، بالتأكيد سيتم إعدام القاتل وإن حكم عليه بحكم مخفف سيأخذ «مؤبدا» والزوجة قد قتلت ويتشرد بالتالي الأبناء، وهذه الجرائم ما كان لها أن تكون لو قام الزوج المكره على زوجته بتطليقها وتسريحها بإحسان عوضا عن قتلها.
فالله سبحانه وتعالى سنّ الطلاق لماذا؟ لأن الإسلام أتى بالرحمة لعباده فلا يجبرك دينك على أن تعيش مكرها مع إنسانه أنت لا تتفق معها وتستمر في خلافات وجدال والحل بيديك هو أن تطلقها وترتاح وتبحث عن زوجة أخرى تفهمك وتسعدك وتتفق معها.
أما قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته)، وهذا كلام الله سبحانه لا تأويل له، فالله سبحانه أعلم بعباده، وهناك أزواج يتزوجون ثم يكتشف كل منهما أنه لا يصلح للآخر، فالطباع مختلفة والزوجة لا تحبه وهو لا يحبها، ولغة التواصل والعاطفة مفقودتان بينهما، إلا أنهما يصران على الاستمرار في هذه العلاقة الفاشلة لأجل الأطفال أو لخوف الرجل من نفقات الطلاق.
والحقيقة أن يعيش الأطفال مع أحد والديهما بهدوء واستقرار أفضل بكثير من أن يعيشوا مع أبوين والصراخ والضرب والمشاحنات مستمرة بينهما، هذا فضلا عن أن العيش مكرها مع زوجة لا تحبها او أن تعيش المرأة مكرهة مع زوج لا تحبه سيجعل كليهما حزينا أمام أبنائه وينفجر لأتفه الأسباب، فيؤثر ذلك بالتالي على نفسية أبنائهما أسوأ مما لو تفرقا.
فلا توجد زوجة تحب زوجها وتقتله ولا يوجد زوج يحب زوجته ويقتلها، غالبا ما يكون القتل ناتجا عن بغض وتراكمات هما في غنى عنها لو تطلقا وعاش كل منهما حياته بنفسه.
فهناك الكثير من الأطفال تربوا في غياب أحد والديهم إلا أنهم تربوا تربية سوية وحسنة ولم ينحرفوا بل على العكس أفضل بكثير من أبناء آباؤهم لم ينفصلوا.
فليس دائما الطلاق هو الدمار بل يكون بداية حسنة لأمر آخر فقد يكون احد الزوجين لا يشعر بالأمان مع الآخر وقد يجده بعد الطلاق مع امرأة أخرى أو أن تجد المرأة زوجا آخر أفضل بكثير من الرجل الذي طلقت عنه.
فالمهم أن يعيش المرء منا سعيدا في حياته ومرتاح البال ولا يستمر في علاقات سامة تجعله يرتكب في النهاية جريمة لا تحمد عقباها.
فعوضا عن أن ينهي الزوج حياة زوجته أو أن تنهي الزوجة حياة زوجها عليهم أن يفكروا بطريقة إيمانية ويتدبروا قول الله سبحانه في كتابه الكريم حتى يحيوا حياة طيبة.
فما جاء الإسلام إلا كي لا يضل المؤمن ولا يشقى، ومن يتبع تعاليم دينه سيجد في كتاب الله وسنة رسوله ملاذه الآمن.
فاليوم الحياة أصبحت بغاية الصعوبة وضغوطات الحياة كبيرة وتكاليف المعيشة أصبحت شاقة في جميع المجتمعات وعلى الزوجين أن يتقاسما الحياة بحلوها ومرها ويعين بعضهما البعض على هذه الحياة حتى تستمر العلاقة الزوجية.
والرجل الذي لا يجد في زوجته تلك السند والصدر الحنون والعون والأنس له فليطلقها ولا يبكي عليها عوضا عن أن يضيع حياته فسيعوضه الله بمن هي أخير منها ولكن لا يصل لقتلها.