قالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس إنها نصبت رئيسا جديدا للمؤسسة الوطنية للنفط في المقر الرئيسي للمؤسسة الحكومية في خضم صراع على السيطرة على الشركة التي تمثل عائدات صادراتها مصدرا للتمويل للدولة كلها.
وأحدث الخلاف حول المؤسسة الوطنية للنفط شروخا في المعسكرين الشرقي والغربي.
وأثار قرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة عزل رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المخضرم مصطفى صنع الله وتعيين محافظ البنك المركزي السابق فرحات بن قدارة مكانه معارضة واسعة من الفصائل المتنافسة.
ورفض صنع الله، المدعوم من الهيئتين التشريعيتين المتعارضتين في ليبيا، إقالته في خطاب شديد اللهجة، قائلا إن الدبيبة لا يتمتع بأي سلطة لأن تفويض حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها انتهى.
من جانبه، قال البرلمان في بيان إن مجلس إدارة صنع الله مازال شرعيا في حين طالبت الهيئة التشريعية الأخرى، وهي المجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس، الدبيبة بإلغاء قرار تعيين رئيس جديد للمؤسسة الوطنية للنفط.
لكن بيانا للمؤسسة الوطنية للنفط قال إن مسلحين ملثمين اقتحموا مقر الشركة لتنصيب بن قدارة بشكل غير قانوني.
وقال بن قدارة إن أي طعن في قيادته للمؤسسة الوطنية للنفط ينبغي أن يكون في المحاكم مضيفا أن هناك ما وصفها بأنها أنباء طيبة في الأسبوع المقبل بشأن عودة صادرات النفط إلى أقصى مستوياتها.
وأضاف بن قدارة خلال مؤتمر صحافي: «لست محسوبا على أي طرف، واستطيع السفر لكل المناطق الليبية، والحديث عن غير ذلك يراد منه التشويش فقط، أنا رجل وطني مستقل برأيه».
وأوضح أن أهم التحديات أمامه هي «إخراج المؤسسة خارج الصراعات السياسية»، مؤكدا أن النفط ملك لكل الليبيين، وأن المؤسسة ستخدمهم جميعا.
كما أكد بن قدارة على أن تغيير مجلس الإدارة شأن داخلي، لا تأثير خارجي له، لأن المؤسسة كيان خدمي وليس جزءا من أي اتفاق سياسي.
وعرضت المؤسسة الوطنية للنفط ما قالت إنها لقطات لموظفي الشركة يتشاجرون مع مسؤولين من حكومة الوحدة الوطنية كانوا يرافقون بن قدارة.
ولم يتضح كيف سيؤثر الخلاف على رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط فيما يتعلق بحصار تفرضه الفصائل الشرقية المتحالفة مع القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر على المنشآت النفطية وأدى إلى خروج 850 ألف برميل يوميا من السوق.
من جهتها، قالت الولايات المتحدة، التي تحاول إنهاء التنافس بين الفصائل المتناحرة على السيطرة على إمدادات النفط من خلال آلية جديدة مقترحة للإشراف على مالية الدولة، إنها تتابع بقلق بالغ التطورات ودعت إلى تجنب اندلاع اشتباكات مسلحة.
وأشادت واشنطن كذلك بصنع الله، قائلة إن المؤسسة الوطنية للنفط حافظت على استقلالها السياسي وكفاءتها الفنية في عهده.
ويقول محللون إن تعيين بن قدارة قد يكون محاولة من رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة لاستمالة القائد العسكري في الشرق خليفة حفتر، وهو حليف قديم للبرلمان، وتفادي أي محاولة جديدة للإطاحة بحكومة الوحدة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.