على مبدأ «مصائب قوم عند قوم فوائد»، تزدهر في سورية تجارة بيع ألواح الثلج «البوظ» بسبب ارتفاع حرارة الصيف وغياب الكهرباء شبه الدائم عن بيوت معظم السوريين، اذ تصل ساعات تقنين الكهرباء إلى أكثر من 5 ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل أو أقل. ويتندر الكثير من السوريين على ثلاجاتهم التي تحولت الى ما يشبه «النملية» التي كانت سائدة في مطابخ السوريين لحفظ الاطعمة والمأكولات في الأماكن الظليلة والجيدة التهوية، منعا لفسادها، وذلك قبل اكتشاف الكهرباء واختراع البرادات. ويتبادلون التساؤل تندرا «ما نوع نمليتكم؟»
وكون هذه النمليات مصممة لادخال التيار الهوائي تلقائيا فقد اصبحت مع غياب الكهرباء اكثر فاعلية في حفظ الطعام من البرادات المغلقة التي قد يفسد فيها الطعام دون كهرباء.
وبخلاف «النملية» يلجأ الكثير من السوريين إلى شراء مكعبات الثلج «البوظ» من مصانع خاصة لتبريد مياه الشرب وتلطيف قيظ الصيف، أو لحفظ اللحوم والمأكولات.
ويشتري العديد من المواطنين في حماة مثلا ربع لوح ثلجي بسعر 1250 ليرة سورية يوميا، ويضعونه في الحافظات المنزلية للحصول على مياه باردة، وفق ما نقلت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق.
ولا يقتصر رواج شراء الثلج على بيوت المواطنين فقط، إذ تضطر محال بيع الفروج المنظف والأسماك إلى شراء عدة ألواح يوميا، سعر اللوح الواحد منها 5 آلاف ليرة، لأنهم لا يملكون مولدات كهربائية يمكن الاعتماد عليها خلال ساعات التقنين.
وتساعد ألواح الثلج أصحاب هذا النوع من المحال على حفظ موادهم ريثما يبيعونها، ولهذا السبب لا يستجرون إلا كميات قليلة من اللحوم، وما يكفي لتأمين مدخول بالحدود الدنيا، كي لا يكونوا عرضة للمخالفات.
كذلك تضطر العديد من الكافتيريات والمقاهي والمطاعم السياحية، إلى شراء الثلج يوميا للحفاظ على زبائنها، كون الثلج هو المادة الأساسية التي يطلبها الزبون إلى جانب المشروبات بمختلف أنواعها.
وكشف أصحاب معامل الثلج وموزعوه لـ«الوطن» عن أن سعر اللوح يبلغ 4 آلاف ليرة بسعر الجملة في المعمل، و5 آلاف ليرة في المحال للمستهلك.
وبرر القائمون على هذه الصناعة ارتفاع أسعار الثلج، بسبب اضطرارهم لشراء المحروقات اللازمة لعملية التشغيل والحفظ، بأسعار متغيرة يوميا من السوق السوداء، أقلها 5 آلاف ليرة وأعلاها 5600 ليرة.