تابعنا بحرص شديد كل ما يتعلق بقمة جدة للأمن والتنمية، التي أقيمت على أرض المملكة العربية السعودية، وهذه انطلاقة حقيقية نحو أهداف إيجابية، ستعم بالفائدة على كل المنطقة.
وسنخص تحديدا ما تضمنته كلمة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، والتي مثلت الكويت وأهلها خير تمثيل، تلك التي أشارت بكل وضوح وشفافية إلى موقف الكويت الثابت من قضايا عدة لعل من أبرزها، الشراكة العربية الأميركية، وقضية فلسطين التي مازالت هاجس العرب الشرفاء، ومواقفنا الحيادية تجاه كل القضايا الداخلية والخارجية، بما فيها موقف الكويت من الحرب في أوكرانيا، حيث قال سموه: «أعبر عن تطلع بلدي الصغير بحجمه الجغرافي الكبير بطموحاته في الدفع بالسلم والعمل الإنساني»، واستذكر «الدور البارز الذي قامت به الولايات المتحدة قيادة وحكومة وشعبا في التصدي للعدوان، ورد الطغيان في ملحمة لن ينساها التاريخ»، فيما أكد سموه دعم الكويت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأشار إلى رقي مجلس التعاون، وبديبلوماسية وحيادية ذكر أن موقفنا من الأزمة الأوكرانية نابع من القانون الدولي واحترام سيادة الدول، فيما دعا إلى ضرورة التصدي للهجمات الإرهابية ضد مرافق السعودية والإمارات والحد من تهديد أمن الملاحة، حيث لم ينس سموه أي قضية تؤرق منطقتنا والعالم إلا وذكرها، ووضع لها الحلول.
هذا الخطاب التاريخي الذي ألقاه سموه في قمة جدة، يعد مرجعا مهما، سنعود إليه في المستقبل، لنؤكد أن الكويت دائما، تقف مواقف مشرفة ونبيلة في كل القضايا العربية والإسلامية، وأنها لا تتبع إلا طريق الخير، في سعيها إلى التهدئة والاستقرار، ولم تكن في يوم من الأيام إلا مصدرا للعطاء والسلام.
لذا فإننا ندعو إلى وضع هذا الخطاب التاريخي المهم، في المناهج الدراسية، والتركيز عليه في الإعلام المحلي (المرئي والمسموع)، وعلى صفحات المواقع الإلكترونية، للاستفادة منه والتأكيد على منهج الكويت الصادق والمخلص، في التعبير عن رؤيتها في معالجة قضايا المنطقة.
ونشيد في هذا المجال بدور السعودية في دعم قوة مجلس التعاون الخليجي، واستقرار أوضاعه، وتقارب وجهات نظر قادة دوله.
وقد جاء البيان الختامي للقمة منسجما مع متطلبات العصر، وما يمر به من أحداث كثيرة ومتشعبة، حيث جدد القادة المشاركون في القمة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة واتخاذ التدابير اللازمة لحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
فيما تتطلع الشعوب العربية والإسلامية، إلى ضرورة نبذ الأطماع والتعدي بين بعض دولها، والتدخل في شؤون بعضها البعض، والتي لها تأثيرها السلبي على قوة التلاحم، فلو نبذت تلك الدول أطماعها، ونظرت إلى بعضها البعض، بعين الأخوة، والمحبة والسلام، لأصبحنا دولا تهاب، ولها مكانة بارزة وقوية على خارطة القوى العالمية، لكن هذه الأطماع - بكل تأكيد - تؤدي إلى التفتت والضعف، وعدم تقبل الآخر، والسير في طرق وعرة وغير آمنة، وهذا مطلب شعبي لكل الدول العربية والإسلامية، نتمنى تحقيق ذلك، ليعم الرخاء والاستقرار في المنطقة.