نأمل في القادم بإذن الباري سبحانه وطنا مبتهجا يخصنا بالمحبة والسلام والأمن والاستقرار ولأجله نكتب ونقول أحلى الكلام، نأمل في القادم وطنا بلا فساد، بلا ضلال، بلا ضياع، وطنا ترفل في ثناياه الحروف مستبشرة، وفي رحلة التجديد يكون جادا وصارما.
نعم، نأمل في القادم وطنا بعيدا عن الفساد الذي كان منتشرا في أرجائه وتداعياته وآثاره الخطيرة التي تنخر في جسده، ودمرت حياة شعبه المغلوب على أمره، وحتما هناك جهة مسؤولة عن انتشاره في أنحائه، نأمل محاسبتها ومحاسبة المفسدين والفاسدين والمطالبة بالإصلاح لينعم الوطن وكافة المواطنين بوطن خال من جراثيم الفساد الفتاكة! كي ننعم بوطن السلام، كي ننعم بوطن الأمان، وكي لا يشعر الشعب بالضيق والاختناق والغضب فيه، فحين نأمل ونتمنى الإصلاح والتغيير، فهذا دليل على محبة الوطن والحرص على قوته والخوف على سلامته، وهو حق وطني ينبغي أن يحترم.
وان تسخر كافة الإمكانات الوطنية من خيرات وقوة لتطويره وخدمته وخدمة شعبه المحب، فهناك للأسف أناس مشكلتهم أنهم ينصّبون انفسهم مقام الوطن بل إنهم فوق الوطن وشعبه وحكامه، حفظهم الله، وكأن البلاد والعباد ملكا لهم، ويتعاملون معه بكل فوقية وغرور! ينبغي على أولئك أن يعوا ايضا أنهم عبارة عن جهة يفترض أن تدير هذا الوطن الغالي حسب قوانين دستوره لا قوانين مصالحهم ومحسوبياتهم، وعندما يتم انتقاد تلك الجهة فهذا لا يعني انتقاد الوطن، ولكن! من ينتقدها ويطالب بالإصلاح والازدهار والسعي بهذا الوطن إلى الأمام وبمحاسبة كل فاسد لا يخاف الله فيه، بأنه ليس عدو للوطن، بل إنه مواطن محب، شريف، يكن الحب وكل المحبة والعشق لهذا الوطن، الذي نرجو القيام على إعماره وتطويره في ظل وفرة المال المطلوب والمقومات للبناء، لا أن نقوم باستغلاله والتلاعب بالمال العام وبأعمال منافية فيها إهانة وتهميش للمواطنين وحرمانهم من حقوقهم الوطنية، ولهذا كم نتمنى وصول أناس نزيهين بعيدين كل البعد عن المحسوبية شرفاء صادقين، يمثلون الشعب ويعملون على خدمته وراحته، فالشعب لا يطمع إلا بوطن لكافة المواطنين قائم على قوانين دستوره، وطن يحمي كافة المواطنين ويتعامل معهم من خلال المواطنة، ويطبق العدالة والحرية والمساواة بينهم، ويحترم كل الآراء، ويجرّم كل من يسيء للآخرين.
وطن لا تسرق أراضيه باسم منحة وأمر مسؤول والتشبيك، بل يجب أن توزع الأراضي على المواطنين والخيرات والثروة الوطنية على الجميع بالتساوي، ويحصل كل مواطن على سكن ووظيفة محترمة ليشعر بالأمن الاجتماعي، وطن ليس فيه اعتداء على حقوق الآخرين وسرقة وتلاعب بالمال العام.
وطن لا يفرق بين منطقة وأخرى في المشاريع والخدمات والبنية التحتية، ويحاسب فيه المسؤول من أين لك هذا؟ وطن بلا فساد بلا بطالة بلا أزمة سكنية، حيث إن أكثر الشعب لا يملكون مساكن خاصة ملكا لهم! وطن لا يخاف المواطن فيه من التعبير عن آرائه ومطالبه ومواقفه، فكل مواطن يتمنى أن يعيش في وطنه الأفضل في العالم في كل شيء: العدالة والحرية والمساواة والاحترام والتسامح في ظل قوانين دستور يمثل الإرادة الشعبية، وما العجب وهو يحتضن ثروة مادية هائلة ومساحة شاسعة مقابل عددنا القليل! نعم نأمل وطنا يتسع للجميع، واسمه يمثل الجميع، وسلطة نزيهة تدافع عن جميع المواطنين في الداخل والخارج وتسعى لخدمته.
فإننا نرفض الفساد والفوضى والضياع، ونعشق السلام والأمان، وهذا يتحقق من خلال حصول أفراد الشعب على حقوقهم، كما أننا نرفض الفاسدين والمفسدين ونرفض من جعل بلادنا بلاد الغرائب والعجائب.
نأمل وطنا لا نسمع أنين الفساد فيه، ولن تجد فازعا من الفساد إلا ضحاياه، فخطورة الفساد على حياة المواطن تنمو وتتطور في ظل السكوت و«تطفيه»، فتعمل دواليب الفساد في حركة نشطة كي تهد جيب المواطن ومستقبل الأجيال.
لنعد كما كنا، لنعد وطن النهار.