[email protected]
منذ 15 سنة ظهرت مشكلة في توظيف حديثي التخرج من الكويتيين بسبب تخصصاتهم التي تعتبر غير مطلوبة وفائضة عن سوق العمل وحاولت جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الاهتمام بالموضوع عن طريق دراسة ميدانية للتخصصات الدراسية المطلوبة في سوق العمل، كما شجعت ودعمت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمبادراتها لهذه الدراسة عن طريق التحكيم في معهد التقدم العلمي وبعدها بسنوات ظهرت بعض النتائج والتوصيات لتخصصات دراسية مطلوبة في سوق العمل من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ولكن بعد ظهور أزمة مالية عام 2008 وانخفاض أسعار النفط عام 2014 وأزمة كورونا عام 2020 قد تغيرت التوقعات بتخصصات دراسية أخرى غير مطلوبة وظهرت تخصصات دراسية أخرى مطلوبة واستمرت مشكلة توظيف الخريجين بإيجاد فرص عمل لهم وتكدست طلبات التوظيف وخاصة ان عدد الخريجين يناهز 22 ألف خريج سنويا إذا لم يكن أكثر.
المشكلة تتركز في أنه مازالت جامعة الكويت لديها تخصصات دراسية غير مطلوبة أو فائضة في سوق العمل وتم قبول طلبة فيها وهناك من لايزال يدرسها لم يتخرج بعد، كما لاحظت من خلال دراسة ميدانية قمت بها سابقا أن أغلب التخصصات الدراسية التي يتخرج فيها الكويتيون من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي مطلوبة في سوق العمل وخاصة المهنية والفنية مثل ميكانيكي، كهربائي، ممرض بعد التخرج لا يعملون بها وذلك لأن أحد أصحاب شركات السيارات يقول يأتي كويتيون من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعمل لدينا متدربين في كراجات السيارات لفترة شهر أو شهرين ضمن منهج دراستهم ولكن بعد التخرج لا يرغبون في العمل لدينا أو في مجال تخصصهم، وكذلك لم ألاحظ ممرضين وممرضات كويتيين يعملون في المستشفيات والمراكز الصحية إلا نادرا.
أقترح إعداد وتصميم برامج تدريبية وتأهيلية لهؤلاء الخريجين ذوي التخصصات الدراسية غير المطلوبة والفائضة في سوق العمل، حيث تتم إعادة تأهيلهم بمهارات يحتاج اليها سوق العمل سواء الحكومي أو الخاص وتمكينهم من التدريب العملي داخل هذه الجهات ضمن البرنامج وأن يتم التعاقد مع جهات حكومية وخاصة تضمن تشغيلهم بعد التخرج ويتم منحهم راتبا مقطوعا أو مكافأة شهرية أثناء تدريبهم تضمن مستوى معيشيا لهم، وطبعا دور ديوان الخدمة المدنية وهيئة القوى العاملة أساسي في هذا البرنامج في الإدارة والإشراف وتحمل تكلفته ماليا حتى نرى مستقبلا بأن مشكلة التخصصات الدراسية غير المطلوبة والفائضة في سوق العمل قد تم حلها.