أدى رانيل ويكريميسينغ أمس، اليمين رئيسا لسريلانكا التي تشهد أزمة اقتصادية خانقة، فيما قال مسؤولون إنه يتطلع إلى تشكيل حكومة وحدة لإدارة الاضطرابات والاحتجاجات التي أطاحت بسلفه غوتابايا راجاباكسا ودفعته الى الفرار والاستقالة.
وأقسم ويكريميسينغ الذي انتخبه البرلمان أمس الأول بعد أكثر من 3 أشهر من الاحتجاجات، اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جاياناثا جاياسوريا في مجمع البرلمان الخاضع لحراسة مشددة، كما أعلن مكتبه. وكان من المقرر أن يبث الاحتفال القصير على التلفزيون مباشرة، لكن التغطية قطعت مع دخول ويكريميسينغ وزوجته مايثري المبنى بعد عرض عسكري.
وقال مسؤول دفاعي لوكالة فرانس برس إن «تحقيقا فتح لمعرفة سبب انقطاع البث المفاجئ». وجرى الاحتفال بحضور رئيس البرلمان ماهيندا أبيواردانا.
وأشارت مصادر رسمية إلى أنه من المتوقع أن يشكل الرئيس الجديد حكومة لا يتجاوز عددها 30 وزيرا لإخراج البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها منذ استقلالها عن بريطانيا.
ويتوقع أن يدعو ويكريميسينغ زميله السابق في المدرسة ووزير الإدارة العامة السابق دينيش غوناواردينا لتولي رئاسة الوزراء في حكومة الوحدة.
لكن مصادر سياسية أفادت بأن هناك مرشحين آخرين على الأقل يشاركان في السباق على منصب رئيس الوزراء.
ويعرف ويكريميسينغ وغوناواردينا بعضهما منذ سن الثالثة ودرسا معا في رويل كوليدج المرموقة في كولومبو.
وغوناواردينا هو زعيم نقابي ويمثل حزبا قوميا صغيرا متحالفا مع حزب راجاباكسا.
وقال مصدر مقرب من الرئيس الجديد: «سينضم عدد قليل من نواب المعارضة الرئيسية إلى الحكومة»، مضيفا أنه حريص على أن يضمن ائتلافا يضم مجموعات سياسية مختلفة. وأعربت السفيرة الأميركية لدى سريلانكا جولي تشونغ عن تطلعها للعمل مع الرئيس الجديد عقب أدائه اليمين الدستورية.
وقالت تشونغ - في تغريدة على «تويتر»: «في هذه الأوقات الصعبة، فإنه من الضروري لجميع الأطراف بذل المزيد من الجهود من أجل العمل معا لمعالجة الأزمة الاقتصادية ودعم الديموقراطية والمسئولية، بالإضافة إلى بناء مستقبل مستقر وآمن لجميع السريلانكيين».
وبعد الصلاة في معبد بوذي عقب انتخابه أمس الأول، تعهد ويكريميسينغا باتخاذ موقف متشدد ممن وصفهم بمثيري الشغب الذين يحاولون تعطيل حكومته، لكنه أشار إلى أن هناك فرقا بين المتظاهرين السلميين و«مثيري الشغب» الذين يلجأون إلى وسائل غير قانونية. وقال: «إذا حاولنا إطاحة الحكومة واحتلال مكتب الرئيس ومكتب رئيس الوزراء، فذلك ليس ديموقراطية وسنتعامل مع المشاركين بحزم».
واتهم المتظاهرون الذين اقتحموا قصر راجاباكسا وأطاحوه في وقت سابق من هذا الشهر، ويكريميسينغ بأنه حليف لعائلة راجاباكسا وحام لها.
وقال عرفان حسين وهو مربي دواجن في العاصمة كولومبو: «لسنا في حاجة إلى رانيل، فهو مثل غوتا».
لكن الرئيس الجديد، قال للصحافيين من معبد غنغارامايا: «أنا لست صديقا لراجاباكسا، أنا صديق للشعب».
ويواجه الرئيس الجديد أزمة اقتصادية دفعت آلاف السريلانكيين للوقوف يوميا في طوابير طويلة أمام مكتب إدارة الهجرة للحصول على جوازات سفر تتيح لهم الهروب من بلادهم.
ويقدم نحو 3 آلاف شخص يوميا طلبات للحصول على جواز سفر، ويدفعون 15 ألف روبية (42 دولارا) لقاء ذلك. ويعمل المكتب 24 ساعة في اليوم، على مدى ستة أيام في الأسبوع، لمحاولة تلبية الطلب.