بادئ ذي بدء أهنئ الفريق أول م. الشيخ أحمد النواف على نيله ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، وتوليه رئاسة الوزراء، ولعمري إنه لحمل ثقيل لأنه في الواجهة، فالكل ينظر إليه متمنيا له التوفيق والسداد والنجاح بإذن الله تعالى، والمنصب تكليف لا تشريف، فالهدف خدمة الكويت وأبنائها، ومن يطالع سيرة هذا الرجل المهنية يعلم تمام العلم أنه موفق مبارك ميمون النقيبة كما عرفناه ورأيناه في كل مكان عمل به، وقد قام بإنجاز كبير وأصلح كل خلل بوزارة الداخلية، وداوى جروحها القديمة بالحسم والكي، فنجح نجاحا كبيرا في مدة قصيرة، ومادام هو رئيس الوزراء فلن يغفل عن هذه الوزارة التي تهم المواطن أهمية قصوى.
ولسمو الشيخ صباح الخالد أقول:
لن تغب أبا خالد عن ذاكرة الكويت على الإطلاق، بل إنك الحاضر الغائب، وقد «وفيت وكفيت» خلال عملك وأديت ما عليك بكل أمانة وإخلاص، وتحملت الكثير من أجل الكويت، شاء من شاء وأبى من أبى، فقد توليت رئاسة الوزراء في ظروف صعبة للغاية ومنها أزمة «كورونا» الخانقة التي جثمت على صدورنا لفترة طويلة، فاحتويت الأزمة وأديت واجبك وما يمليه عليك ضميرك وبررت بقسمك، رغم التحديات الكثيرة التي واجهتها، أما الناس فلا يرضيها العجب ولا الصيام في رجب، فإرضاء الناس غاية لا تدرك وأمر مستحيل، فالناس بين حامد وذام، منذ خلق الله الدنيا ومن عليها، ورئاسة الوزراء منذ أن تركها الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، والناس لم ترض عن رئيس وزراء قط، ومع ذلك كان سمو الشيخ صباح الخالد حاضرا في أحداث غاية في الأهمية ومنها وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، التي هزت الكويت بأسرها وأولهم سموك كونك خريج مدرسته وأحد طلبته المجيدين، وكنت حاضرا بقوة حين تولى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، مقاليد الحكم، وقبل ذلك كنت وزيرا للخارجية لسنوات وكان الشيخ صباح الأحمد عراب الديبلوماسية يقول لك أرى فيك شبابي.
كما كنت في مرحلة من مراحل عملك رئيسا للأمن الوطني، وقضيت سنوات طويلة من عمرك في بعثة الكويت بهيئة الأمم المتحدة، لا ترى وطنك الكويت إلا مرة واحدة أو مرتين في السنة، حتى طلبت والدتك، رحمها الله، من شقيقها الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد وكان وقتها وزيرا للخارجية أن يعيدك إلى الكويت فأعادك بعد غياب طويل، هل ترى مثل هذا العمل الدؤوب وهذه السيرة الطيبة تنسى أو تمحى من تاريخنا، لا يمكن أن يكون ذلك بأي حال من الأحوال، لقد كنت تعلم وتقول ان الكرسي لا يدوم لأحد وكنت أيضا زاهدا بالمنصب، وقدمت استقالتك أكثر من مرة ورفضت، فسمعت وأطعت، وقد دخلت نظيفا وخرجت أنظف، ولله در ابن الأطنابة حيث يقول:
أبت لي عفتي وأبى بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح
فإنكم وما تزجون نحوي
من القول المرغّى والصريح
سيندم بعضكم عجلا عليه
وما أثرى اللسان إلى الجروح
وفقك الله لما تحب وترضى وشكر لك سعيك في خدمة وطنك ولقد كفيت ووفيت قولا وفعلا.