من المقرر أن تعلن أكبر 5 شركات تكنولوجية في مؤشر S&P 500، نتائج أعمالها خلال الأيام الثلاثة المقبلة، متضمنة أمازون، وأبل، وغوغل، وفيسبوك، ومايكروسوفت، إذ تشكل في مجموعها ما يقرب من ربع القيمة السوقية للمؤشر، ويمكن أن تحدد اتجاه السوق لأسابيع أو أشهر قادمة.
وفي وقت تستعد شركات التكنولوجيا الكبيرة للإبلاغ عن أرباحها، تبرز شكوك جدية بشأن مستقبلها القريب للمرة الأولى، إذ أشارت الخمس جميعا إلى خفض التكاليف أو التخطيط لذلك قريبا.
وتخطط شركة أبل لخفض التكاليف في العام المقبل، بينما تقوم مايكروسوفت بإغلاق المراكز المفتوحة وتسريح العمال بشكل محدود. كما أخبر الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، الموظفين في اليوم الأخير من الربع الثاني أنهم يواجهون واحدة من «أسوأ فترات الركود التي شهدناها في التاريخ الحديث»، وحذر الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت، ساندار بياتشي الموظفين من إبطاء التوظيف بعد أيام قليلة فقط من إغلاق الربع.
وتظهر نتائج الأسبوع الماضي من سناب، وتويتر، مخاوف بشأن أعمال الإعلانات الرقمية.
وحتى التحذير المبكر من مايكروسوفت بشأن أرباحها ومعرفة أن أمازون تعمل بالفعل على خفض التكاليف، قد لا يكون كافيا لإعداد وول ستريت حقا لما قد يأتي، إذ أن أحد المجالات التي يمكن أن تسبب تموجا كبيرا هو تباطؤ نمو الحوسبة السحابية، والتي قد تثير فزع السوق، وفقا لما ذكره موقع «Market Watch».
وأي تحركات كبيرة لتلك الشركات الخمس سيكون لها آثار مضاعفة كبيرة في السوق.
وتبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 7.5 تريليونات دولار على الرغم من الانخفاضات التي حدثت بالفعل هذا العام، وتشكل الشركات الخمس حوالي 23% من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر S&P 500، وفقا لمجموعة Dow Jones Market Data Group.
وضربت أرباح المجموعة وإيراداتها السوق بأكملها في السنوات الأخيرة، مع انتشار جائحة كورونا. وبشكل جماعي، حققت الشركات الخمس أرباحا تجاوزت 320 مليار دولار في العام الماضي، مع مبيعات تجاوزت 1.4 تريليون دولار، وهو رقم يمكن دولة ما من احتلال المرتبة 13 في الناتج المحلي الإجمالي، خلف البرازيل وأستراليا، وفقا لأرقام البنك الدولي.
وسيكون هذا العام مقارنة صعبة بهذا الأداء، خاصة بعد أن أعلنت أمازون عن خسارة ما يقرب من 4 مليارات دولار في الربع الأول. وسيكون لخفض التكاليف من هذه الشركات تأثير على الاقتصاد التكنولوجي الأكبر.
ويبدو القلق الحقيقي في وادي السيليكون، ووول ستريت، هو أن تأثير الدومينو لخفض التكاليف ينتشر مثل النار في الهشيم بين الشركات ويلحق الضرر بشركات التكنولوجيا الصغيرة التي تعتمد عليها، والتي بدورها تتراجع أو على الأقل تقلل من التكاليف مثل الحوسبة السحابية، والبرمجيات السحابية، مما يسبب المزيد من الألم في جميع أنحاء القطاع.