«النجاح ليس مرهونا فقط بما تدرس.. أحيانا تكون هوايتك هي الطريق».. هذه خلاصة تجربة بدر البنا المدير التنفيذي لشركة Circuit Plus، الذي تخرج في جامعة جنوب كاليفورنيا كمهندس مدني ليحترف رياضة الـ«كروس فيت» ويخوض تجربة مميزة في عالم ريادة الأعمال.
كيف تحولت هواية البنا التي كان يمارسها أثناء دراسته في الولايات المتحدة إلى مشروع ناجح؟ ولماذا أقلع عن كرة القدم وبات مدرب «كروس فيت»؟ وكيف أقنع أهله بأن مستقبله العملي في رياضة «الكروس فيت» وليس في الهندسة؟
للإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر، وللوقوف على التفاصيل، حل بدر البنا، ضيفا على بودكاست «Let’s Talk Business»، الذي يقدمه نائب مدير عام وحدة البحوث الاقتصادية في بنك الخليج طارق الصالح في حلته الجديدة، كجزء من استراتيجية البنك الشاملة لدعم الاستدامة الاقتصادية والمجتمعية في البلاد، حيث يستهدف عرض قصص النجاح في عالم ريادة الأعمال، في إطار اقتصادي مبسط، يسلط الضوء على جوانب ما وراء النجاح، والتي قد تخفى عن الكثيرين، بما يفيد رواد الأعمال الناشئين المقبلين على تأسيس مشاريعهم الخاصة.
البنا الذي عشق كرة القدم ولعب في النادي العربي ومنتخب الكويت، بدأ في ممارسة رياضة «الكروس فيت» على سبيل التجربة، عندما انتقل لدراسة الهندسة في الولايات المتحدة، ولكن سقوطه مجهدا من أول 5 دقائق، أيقظ روح التحدي داخله، ليواصل التدريبات الشاقة، حتى حصوله على شهادات تخصيصية جعلت منه مدربا للعبة، ومالكا لشركة متخصصة في هذا المجال.
يقول البنا: أنا الذي اعتبر نفسي رياضيا، سقطت على الأرض من التعب خلال 5 دقائق في أول تدريب «كروس فيت»، لأنها رياضة شاقة، ذات أوزان كبيرة وأنماط تدريبية مختلفة، ولا تعتمد على اللياقة والقوة فقط، بل على برنامج المدرب بشكل أساسي.
وأضاف: كنت أعتزم استكمال دراسة الماجستير في أميركا، ولكن شريكي سعود الحميضي الذي عاد إلى الكويت قبلي بعام أقنعني بالعودة، بهدف نقل رياضة «كروس فيت» إلى الكويت، وهي مفهوم ونمط جديد على الكويت، على الرغم من انتشار الأندية الرياضية على مساحات كبيرة، ومزودة بحمامات سباحة وسبا، في حين أن ملاعب «كروس فيت» لا تتجاوز 400 متر.
وتابع: على الرغم من أن مساحة ملاعب الـ«الكروس فيت» صغيرة والإيجارات قليلة، فإنها تكلفتها التشغيلية مرتفعة، بسبب حاجتها الى معدات نوعية ومدربين على مستوى عال، لافتا إلى أنها تتشابه مع رياضة «البادل» في اعتمادهما على المشاركة المجتمعية والمجموعات والعوائل.
واستطرد: عمل شريكي على المشروع قبل رجوعي من أميركا بعام كامل، وجهز المكان المناسب لانطلاق أول فرع، وبدأنا بشراكة ثلاثية برأسمال 21 ألف دينار في تأسيس Circuit Plus، ونظرا لخبرتي وشهاداتي في الـ«كروس فيت»، اسند إليّ كل شيء متعلق بالبرنامج التدريبي.
إدارة النوادي
وذكر أن Circuit Plus هي شركة مختصة في إدارة النوادي، بدأت في 2012 بفرع واحد، واليوم لديها 7 فروع، تختلف كل منها عن الأخرى، من حيث الشرائح المستهدفة وسهولة وصعوبة التدريب، وتستهدف حث الناس على الحركة وممارسة الرياضة بأي شكل تحت شعار «نشط جسمك».
وقال البنا «ما كنا نتخوف منه كان هو نفسه سبب نجاحنا وانتشارنا السريع، فغرابة الرياضة والأدوات التي نستخدمها من «تواير» وأحبال وغيرها، لفتت انتباه الناس لها، ومع كثرة الأسئلة، قررنا ألا يكون الاشتراك إلا بعد التجربة».
وأشار إلى أن التسويق للمشروع كان بالجهود الذاتية، عبر وسائل التواصل، لاسيما «انستغرام» الذي بدأ ينتشر خلال نفس فترة تأسيس الشركة، ومع ردود أفعال المتدربين الجيدة انتشرت اللعبة، ولم نحتج خلال السنوات الماضية لزيادة رأس المال، حيث نمول توسعاتنا من ايراداتنا.
وأشار إلى أن الشركة حاليا لديها فريق يضم أكثر من 100 شخص، كويتي وأجنبي، وتنظم فعاليتين رئيسيتين سنويا، الأولى Battle Fitness Festival في الجزيرة الخضراء، والثانية «ماراثون الكويت» على جسر جابر، لافتا إلى ان انتشار رياضة «البادل» لم تؤثر على «كروس فيت» بل هناك زيادة في الإقبال.
ومع عودة الحياة الى طبيعتها وانقشاع أزمة كورونا، نعتزم العودة لتطبيق خطط التوسع التي توقفت بفعل الأزمة، لاسيما في السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن الشركة واجهت تداعيات «كورونا» وفترات الحظر بتأجير المعدات، بل ووفرنا اشتراكا للراغبين بتوصيل المعدات المستأجرة، ما ساهم في تخفيف الضغوط علينا.
4 صعوبات
وحول الصعوبات التي واجهت المشروع في بدايته، قال البنا: «الصعوبة الأولى كانت كيف نحصل على المكان المناسب لبدء المشروع؟ وحلها شريكي قبل رجوعي من أميركا لندشن أول فرع انطلاقا من الشويخ الصناعية.
والصعوبة الثانية: كيف نقنع المدربين في أميركا وأوروبا بالقدوم إلى الكويت؟ وبالفعل بدأنا بثلاثة مدربين أجانب وكنت أنا الرابع، بعدما قررت التخلي عن شهادة الهندسة والاستفادة من شهادات التدريب التخصصية التي حصلت عليها في رياضة الـ«كروس فيت».
والثالثة، عندما قررنا فتح فرع للنساء، واجهتنا صعوبة أكبر في استقدام مدربات أجنبيات.
أما الصعوبة الأكبر لي شخصيا، فكانت كيف أقنع أهلي وأصدقائي وأقاربي، بقرار التخلي عن شهادة الهندسة والتفرغ لرياضة الـ«كروس فيت»؟، لكن ما سهل الأمر، أنني رجعت إلى الكويت والبزنس موجود وبالتالي انخرطت مباشرة في مشروعنا.
ونصح البنا اي مقبل على تأسيس مشروع صغير، مارس الأشياء التي تحبها، وليس شرطا ان يكون لديك خطة متكاملة من البداية، وعندما تبدأ مشروعك لا تعاند «البزنس»، فعندما تخطئ عليك الاعتراف بالخطأ ومحاولة تصحيحه، مضيفا «من خلال تجربتنا أخطأنا وصححنا أخطاءنا أكثر من مرة».