خير شباب توقد وأكثرهم جرأة وإقداما الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقد كان من السابقين إلى الإسلام مع صغر سنه، ويسطر التاريخ ما فعله علي رضي الله عنه في الهجرة النبوية الشريفة حينما طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن ينام مكانه في فراشه لكي يرد الأمانات إلى أصحابها أبدى استعداده والتحف بردائه ونام مكانه رغم انه يعلم بالمخاطرة، ولما حاصر زعماء مكة بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويريدون قتله أعمى الله عز وجل أبصارهم وخرج من بينهم آمنا، وكاد القوم ان يقتلوا عليا ظن منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فوجئوا بوجوده، أحدهم قال: لو كان لنا ألف حجة لقتل محمد ما حجتنا لقتل علي؟ ثم انصرفوا يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا موقف من مواقف خلدها التاريخ الإسلامي للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث تجمع فيه الخصال الحسنة والصفات الحميدة ورجاحة العقل واستنارة البصيرة.. راية المهتدين ونور المطيعين وزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».