قد لا يختلف اثنان على أهمية البيئة المدرسية لتعزيز الصحة سواء من حيث التوعية في السن المبكرة أو من ناحية النماذج الصحية في المدارس مثل التغذية الصحية أو الوقاية من الحوادث أو السلوكيات الصحية ونبذ العنف ولكن المناهج المدرسية هي مجال رحب لنشر مفاهيم تعزيز الصحة منذ بداية الحياة الدراسية.
وقد تكون المناهج فرصة مواتية لدمج الصحة في العملية التعليمية من خلال مناهج دراسية حديثة تهتم بنشر المعلومات المبنية على الدراسات وتنقية المناهج من أي معلومات غير مؤكدة وغير موثقة بالعلم والدراسات العلمية، وقد يكون هذا التحدي له أولوية لدى المستشارين والخبراء في الصحة والتعليم وهما جناحا التنمية الشاملة والمستدامة.
وكم سيكون العائد والمردود الإيجابي من زرع بذور الصحة في البيئة التعليمية ليكون الحصاد أجيالا من الأصحاء تحتاج اليهم الدولة ويمثلون العنصر الرئيسي في خطط التنمية وبرامج عمل الحكومة القادمة وهي حكومة استشراف المستقبل والإبداع والابتكار لتحقيق التنمية الشاملة.
وإن المدارس تعتبر بيئة خصبة لاحتضان بذور الصحة وتوفير عوامل النمو الصحي لها ثم يأتي الحصاد في ثمار طيبة وهم أبناء الوطن ورصيده لتحقيق التنمية المستدامة، حيث إن هدف العملية التربوية هو طالب المدرسة ولن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال طالب صحي.
والبيئة المدرسية هي تداخل العوامل الطبيعية والبيولوجية والاجتماعية ولا تقتصر على المباني والملاعب والساحات وتشمل سنوات الدراسة فرصا ملائمة للتدخل في العديد من المشاكل الصحية بشكل فعال واقتصادي.
والمدارس بإمكانها إدخال المفاهيم الصحية إلى المجتمع المحيط بها من جهة وأن تدفع هذا المجتمع لتأييد السياسات والخدمات التي تعزز الصحة من جهة أخرى.
لذلك فإن سنوات الدراسة تقوم بإعداد الإنسان من جميع النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والبيئية، فهي تلعب دورا مهما لتحسين صحة الأجيال وسلوكياتهم واعتمادهم على أنفسهم من خلال تنمية مهارات حياتهم.