- العالم الجليل كان يقدم تفسير القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومختارات من الشعر والنثر
- أمتع جلساءه بنماذج رائعة من قصائد تنتهي قافيتها بحرف الضاد منها ضادية أبي الشيص
- أبو الشيص شاعر متمكن عربي صميم وردت عنه أخبار قليلة ومتضاربة وقال عنه بشار بن برد: أشعر أهل عصره
- الشريف المرتضى أفاض في شرح أبيات من قصيدتين لأبي تمام والبحتري على نفس الوزن والقافية
- صقر الشبيب نظم قصيدة ضادية وجهها إلى أحد أصدقائه يعتذر له فيها عن تقصيره
- أوبريت «حكاية وطن» الذي كتبتُه وشدا به «شادي الخليج» بمشاركة سناء الخراز في حفل «التربية» عام 2001 وتلحين غنام الديكان.. تضمن أبياتاً بقافية الضاد
بقلم : د.يعقوب يوسف الغنيم
كان علماء الأمة الإسلامية الأوائل محط أنظار كل من يرغب في الاستفادة من العلم بفروعه، والأدب بفنونه، ومن أجل ذلك فقد كانت جلساتهم حافلة بكل ما ينعش النفس، ويسر القلب، ويملأ الذهن بالمعلومات المختلفة، ففيها عرض الأشعار الرائعة، والأخبار التي يتم تداولها فيحفظها الجالسون لما يكون فيها من طرافة، ودلالة على أساليب الحياة وقت حدوثها، إضافة إلى معرفة المتأخرين بمن كان قبلهم من رجال أمتهم الذين لم يكن لهم حظ في معاصرتهم.
من هذه المجالس مجلس سبقت منا الإشارة إليه، ولكنها كانت إشارة سريعة لم تكن كافية لتقديم صورة جلية عنه، ولذا فإن من المهم أن نعود إليه فهو مجلس من مجالس العلم ذائعة الصيت، يديره عالم كبير تدل عليه آثاره الباقية في كتب منها كتابه الضخم الذي يضم ما ورد في مجالسه من فوائد وعلوم وآداب، وممن كل ما يحتاج إليه طالب العلم، وطالب المتعة الذهنية.
هذا المجلس الفاخر هو مجلس الشريف المرتضى: علي بن الحسين الموسوي العلوي، الذي كان مجلسه ثريا بالفوائد بما يقدمه لرواده منها، وكان السيد يقدم فيه التفسير للقرآن الكريم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحها، ومختارات رائعة من الشعر والنثر، وكل ذلك مصحوب بالإيضاح اللازم، بحيث يخرج الجالسون بفوائد جمة.
(ولد الشريف المرتضى في سنة 355هـ، وتوفي في سنة 436هـ).
وكما أشرنا فقد تم جمع ما جرى ذكره في هذا المجلس المبارك، فاحتواه كتاب كبير الحجم يتكون من جزأين تحت اسم: «غرر الفوائد، ودرر القلائد» وله اسم عرف به - أيضا - وهو: «أمالي المرتضى»، وهذا الكتاب مطبوع بتحقيق الأستاذ محمد أبوالفضل إبراهيم، وقد جرى نشره في لبنان لدى المكتبة العصرية ببيروت وصيدا.
ومما يلفت النظر ما جاء في سرد ما دار في المجلس الذي نرى نص ما ورد فيه ضمن الصفحة رقم 114 من الجزء الثاني للكتاب.
فقد بدأ بتفسير آية من كتاب الله عز وجل، وفق عادة السيد في ابتدائه لأي مجلس من مجالسه، وكانت هذه الآية التي ذكر تأويلها هنا هي قوله تعالى: «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» وهي ذات الرقم 286 من سورة البقرة.
وعندما أتم عرض معانيها، وبين المقصود بكل لفظ من ألفاظها، انتقل إلى بند آخر من البنود التي تتكون منها مجالسه، فكان هذا هو البند الخاص بالشعر.
وقد اختار لجلسائه مجموعة فاخرة من الأشعار التي انتقاها بحاسته العالية، وذوقه الذي يدله على كل معنى جميل، ولفظ ساحر.
ولقد بدأ بقوله:
«قال رجل - يوما - لأبي العباس محمد بن يزيد النحوي (المبرِّد): ما أعرف ضادية أحسن من ضادية أبي الشيص، فقال له: كم ضادية حسنة لا تعرفها».
وبعد ذلك أنشد نماذج من القصائد التي تنتهي قوافيها بحرف الضاد، وكانت من أجمل المختارات وأعلاها وأولها كانت القصيدة التي رواها المبرد، وهي التي قالها بشار بن برد.
وينبغي أن نعرض هنا كل ما ورد في ذلك المجلس لأن فيه إضافات إلى القصيدة المشار إليها، ومنها قصيدة أبي الشيص:
وأبو الشيص هو محمد بن عبدالله بن رزين، وهو عربي صميم، وقد وردت عنه أخبار قليلة ومتضاربة حتى في سلسلة نسبه، وذكر أنه شاعر متمكن، كان الشاعر بشار بن برد قد وصفه بأنه أشعر أهل عصره، ولما كانت هذه الشهادة من شاعر مثله فهي تدل على حقيقة مستوى شعر أبي الشيص، ومن المعروف أن مجيء مثلها لأحد غيره أمر نادر.
في ديوانه مقطوعتان كل واحدة منهما مكونة من بيتين لا غير، يقول في الأولى:أمــا يحســن مــن يحـــ
ســن أن يغضــب أن يرضــى
أمــا يرضــى بــأن صــر
ت، علـــى الأرض لــه أرضــا
ألا يجيد هذا الذي يجيد الغضب على أن يحسن الرضا كما فعل مع الغضب، أما يكفيه أنني صرت له ذليلا كالأرض التي يمشي عليها.
أما المقطوعة الثانية، فهو يقول فيها:
كأن بلاد الله حلقــة خاتــم
عليّ فما تزداد طولا ولا عرضا
كأن فؤادي في مخالب طائر
إذا ذكرتك النفس شد بها قبضا
وهو في هذين البيتين يشكو ضيقه بسبب هجر من يحبه له، هذا الذي إذا ذكره أحس أن قلبه منقبض كأنه واقع بين مخالب طائر كاسر يشد عليه.
وقد كانت هاتان القطعتان مما ينسب إليه من شعر، ولكن ما في صلب ديوانه لا يبعد عن ذلك فقد رأينا فيه مقطوعتين غيرهما، يقول في إحداهما:
يـــا معرضـــا متغضـبـــا
نفـســـي فــداؤك معرضا
هبنــي أســأت، وما أسأ
ت، بلــى أسأت، لـك الرضا
إعــزل صــدودك جانبــا
واغفــر لعبـدك ما مضى
وعلى قلة أبيات هذه المقطوعة، فإننا نجد فيها جمالا منقطع النظير، وبخاصة من ذلك ما جاء في البيت الثاني الذي يقول فيه لمن يقصد: افرض أنني أسأت ثم ينكر أنه أساء، ولكنه يعود فيعترف بما أنكره من قبل، ويؤكد أنه سوف يرضيه في مقابل ذلك، فالشاعر قدم - في بيت واحد - ثلاث عبارات، فكأن هذا البيت الذي شرحناه محاورة بينه وبين نفسه، ساقها في سبيل كسب الرضا.
ولكن الثانية هي ما أشار إليه هامش كتاب: أمالي المرتضى من شعر أبي الشيص، وارد في قصيدة عدد أبياتها خمسة وثلاثون بيتا، فيها شكواه من حلول الشيب برأسه، وتقدمه في السن، ولكنه يصر على عدم ترك ما هو فيه من أفعال ينتقده الناس بسببها، ويخاطب الشيبة التي لاحت في مفرق رأسه فيقول:
ولقد أقول لشيبة أبصرتها
في مفرقي، فمنحتها إعراضي
عني إليك فلست منتهيا ولو
عممت منك مفارقي ببياض
ثم يدخل إلى الغزل، وكأنه يبدأ قصيدة جديدة:
لا تنكري صدّي ولا إعراضي
ليس المقل عن الزمان براض
حُلّي عقال مطيَّتي لا عن قِلى
وامضي، فإني يا أميمة ماضِ
ويدخل - بعد ذلك - إلى المديح فجأة من عند البيت السابع عشر إلى نهاية القصيدة المتنوعة الممتعة التي وردت في ديوانه كاملة كما أشرنا من قبل، أما ما جاء منها في «أمالي المرتضى» فإنه لا يزيد عن بيت واحد.
ثم نعود إلى الحديث الذي ابتدأ به السيد المرتضى نقلا عن محمد بن يزيد المبرد، فنراه يقدم ما استدل به هذا على أن في الشعر على حرف الضاد ما هو أفضل وأجمل من ضادية أبي الشيص.
فقدم قصيدة للشاعر بشار بن برد، وهو شاعر كبير الشأن في دنيا الشعر، وكان من معاصري الدولة العباسية، والقصيدة التي اختارها المبرد، واختار منها أبياتا بعينها واردة في ديوانه المطبوع في سنة 1952م بتحقيق الطاهر بن عاشور.
يقول بشار:
غمض الجديد بصاحبيك فغمضا
وبقيت تطلب في الحبالة منهضا
وكأن قلبـــي عنــد كــل مصيبة
عظم تكرر صدعه فتهيضا
وأخ سلــوت له فأذكــره أخ
فمضى، وتذكرك الحوادث ما مضى
فاشرب على تلف الأحبة إننا
جزر المنية، ضاعنين وخفضا
يقول: «ذهب الزمان (الذي سماه الجديد) بأفعاله الغامضة حتى صرت واقعا في حبائله، وذلك لكثرة ما يوقعك به من أحداث، أشعر وكأن قلبي قد تكرر عليه الكسر حتى ضعف.
وكم من أخ فقدته بعد أخ قبله. وكل حادث مثل هذا يذكرني بمن قضى من أصحابي.
تحمل غياب الأحبة من دنياك، فكلنا معرضون للموت سواء أكنا راحلين أو مقيمين.
ويواصل بشار بقوله:
ولقد جريت مع الصبا طلق الصبا
ثم ارعويت فلم أجد لي مركضا
وعلمت ما علم امرؤ في دهره
فأطعت عذالي وأعطيت الرضا
وصحوت من سكر وكنت موكلا
أرعى الحمامة والغراب الأبيضا
انتبه على صوت العذال، ووجدهم على حق فيما قالوه عنه، فالتفت إلى حياته بعد أن كان لاهيا يرعى الحمامة (المرأة)، ويراقب الغراب الأبيض (الشيب) الذي وفد إليه:
والقصيرة طويلة.
ولكن آخر الأبيات المختارة منها تحتوي على شيء من الغزل الرفيع، ومنه قوله:
قد ذقت ألفته وذقت فراقه
فوجدت ذا عسلا وذا جمر الغضا
يا ليت شعري فيم كان صدوده
أأسأت أم رعد السحاب وأومضا
ويلي عليه، وويلتي من بينه
كان الذي قد كان حلما فانقضى
ولقد أجاد بشار بن برد في قصيدته هذه كل الإجادة، ويكفي أنه ينال تفضيل عالم قدير وكبير مثل محمد بن يزيد المبرد.
***
ولما كان السيد المرتضى على علمه ودرايته بالشعر وبعلوم اللغة لا يقل عن ذلك العالم الذي اختار لبشار ما قدمناه آنفا، فقد رأى أن يكمل ما كان قد ابتدأ به، فاختار - هو الآخر - أبياتا من قصيدتين قالهما شاعران معروفان من شعراء العصر العباسي هما:
أبوتمام والبحتري. بقول السيد: «ولأبي تمام والبحتري على هذا الوزن والقافية، وحركة القافية - أيضا - قصيدتان إن لم تزيدا على ضادية بشار التي استحسنها المبرد فإنهما لم يقصرا عنها».
كان مطلع قصيدة أبي تمام كما يلي:
أهلوك أضحوا شاخصا ومقوضا
ومزمَّما يصف النوى ومغرضا
ومنها قوله:
ما أنصف الزمن الذي بعث الهوى
فقضى عليك بلوعة ثم انقضى
عندي من الأيام ما لو أنه
أضحى بشارب مرقد ما غمضا
لا تطلبن الرزق بعد شماسه
فتروضه سبعا إذا ما غيضا
ما عوض الصبر امرؤ إلا رأى
ما فاته دون الذي قد عوضا
(مرقد: دواء منوِّم، شماسه: عصيانه).
ومنها:
قد كان صوح نبت كل قرارة
حتى تروح في نداك فروّضا
أوردتني العد الخسيف وقد أرى
أتبرض الثمــد البكي تبرضا
وفي هذين البيتين جزء من مدح كان في القصيدة التي يمدح بها أحد كبار رجال الدولة في أيامه، وهو أحمد بن أبي دؤاد.
يقول الشاعر إنه قد وصلت به الحاجة مداها، وقل ما عنده لولا أن تداركه الممدوح بكرمه، ويعبر عن ذلك بقوله إن النبات قد يبس في كل مكان نبت فيه، وبخاصة في الرياض المنخفضة التي تأخذ أكثر من غيرها مياه السيول إذا هطلت الأمطار، وهو يعني بذلك نفاد ما في أيدي الناس من مال وهو منهم، وإن هذا الجفاف ينقلب إلى رياض زاهية إذا ما نالها كرم الممدوح.
ويضيف: لقد أوردتني الماء الدائم الذي لا ينقطع، من بئر عميقة لا ينفد ماؤها وكنت - قبل ذلك - آخذ قليلا قليلا من مصدر ماء شحيح.
(العد: ماء البئر الدائم، واللفظ وارد في لهجتنا بمعناه هذا).
وأبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي، ولد في سنة 804م، وتوفي سنة 846م، وهو شاعر كبير ذائع الصيت له شعر أثنى عليه علماء عصره. وله ديوان مطبوع، منه طبعة حديثة صدرت عن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت سنة 2014م، بتحقيق الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب.
***
ثم اختار السيد للبحتري أبياتا على النمط نفسه والقافية عينها، وهذا الشاعر هو الوليد بن عبيد، من مواليد سنة 820م، وكانت وفاته في سنة 897م.
وقد عاش إبان زمن الدولة العباسية، وشعره اليوم مطبوع في ديوان خاص به، في أكثر من طبعة، وكان مشتهرا بجودة ما قاله من شعر طوال حياته، وعرف بالرقة وجمال الوصف، وصدق العاطفة.
كانت القصيدة التي جاء منها الاختيار في مدح أحد رجال عصر البحتري وهي في واحد وثلاثين بيتا المختار منها ستة عشر بيتا قطعها السيد إلى ثلاث مقطوعات كما يلي:
- المقطوعة الأولى: هي مقدمة القصيدة، وتتكون من ستة أبيات، هي:
ترك السواد للابسيه وبيّضا
ونضا من الستين عنه ما نضا
وشآه أغيد في تصرف لحظهمرض أعل به القلوب وأمرضا
وكأنه وجد الصبا وجديده
دينــا دنا ميقاته أن يقتضى
وهذه هي بداية القصيدة التي اختار من وسطها:
قعقعت للبخلاء أذعر جأشهم
ونذيرة من قاصل أن ينتضى
وكفاك من حنش الصريم تهددا
أن مد فضل لسانه أو نضنضا
والبيت الأول ليس في الديوان، أما قوله: قعقعت فمعناه حركت السلاح حتى صار له صوت والجأش: النفس، يريد أن يخيفهم، والنذيرة: الإنذار، والقاصل: السيف، وحنش الصريم: نوع من الحيات يختفي في الصريم الذي هو نوع من الأشجار البرية، وهو معروف في لهجتنا وواحدته نطلق عليها لفظ: صريحة.
ومن نهاية القصيدة اختار السيد ما يلي:
لا تنكرن من جار بيتك أن طوى
أطناب جانب بيته أو قوضا
فالأرض واسعة لنقلة راغب
عمن تنقّل عهده وتنقضاوفي وسط الأبيات الثمانية بيت ليس في الديوان، وهو:
لا يستفـزنــي الضعيــف ولا أرى
تبعا لبــرق خُلَّــب إن أومضــا
(البرق الخلب: ما ليس بعد مطر).
وختام القصيدة الذي لم يورد السيد أكثره، لا يدل على المديح كما ذكر محقق الديوان، فالشاعر - فيما يبدو - كان آملا في الحصول على هبة من الممدوح واسمه إسماعيل بن بلبل، فلم ينل منه مراده، فقال له الأبيات التالية، وهي ذات معان رائعة تدل على القيمة الفنية التي يتصف بها شعر البحتري، كما تدل على إحساسه الشديد بكرامته، وعزة نفسه:
أغببت سيبك كي يجم وإنما
غمد الحسام المشرفي لينتضى
وســكت إلا أن أعـرض قائلـــا
نزرا، وصرح جهده من عرضا
يقول: غيبت كرمك في انتظار أن يزداد ما لديك من مال تقدمه على سبيل المنحة، ولا أقل من تقديم بعض ذلك على سبيل القرض، والشاعر راض بهذا الخيار ولذلك فهو يرى أن المقرض كالواهب.
***
وفي هذا الجانب نجد شاعرا كويتيا هو صقر الشبيب قد قال قصيدة قافيتها حرف الضاد، وإن لم تكن (صاد) شاعرنا مفتوحة كما رأينا فيما سبق، بل هي مخفوضة، وردت في ديوانه بعنوان: «حق بغير غموض»، وجهها إلى أحد أصدقائه يعتذر إليه فيها عن تقصيره في الرد على رسائله فيقول:
نهاري وليلي لم أزل لك ذاكرا
ولكن جريضي حال دون قريضي
فكم مرة حاولت نظم قصيدة
تفيض بقض في الهوى وقضيض
مذكرة من عهد ودي سالفا
صحيحا على الأيام غير مريض
مؤدية ما الود أصبح حاكما
عليّ به من سنة وفروض
ولكن بي سقما إذا شئت نهضة
إلى مثل هذا الأمر عاق نهوضي
سقام تسميه البرية فاقة
وشاكيه موصوف لهم ببغيض
غدوت به قبل الأوان مبدلا
برغمي من سود العذار ببيض
فعذرا أبا عوف فمثلك ناظر
بطرف عن الأعذار غير غضيص
والقصيدة طويلة يشكو الشاعر فيها زمانه، وحاجته، كما هي عادته في غالب أشعاره.
ومن معاني كلماتها:
الجريض: الريق، القريض: الشعر.
القضيض: ما تجمع حوله من مشكلات دهره.
***
وتذكرني هذه القافية بأبيات وردت لي في أوبريت «حكاية وطن» الذي كتبته في سنة 2001م، وشدا به الفنان الكبير شادي الخليج، بمشاركة الفنانة سناء الخراز في حفل وزارة التربية المقام في شهر فبراير للسنة ذاتها، وكان ملحن هذا العمل بأكمله هو الفنان القدير غنام الديكان.
وكان من ضمن ذلك الأوبريت هذه الفقرة:
يا بلادي ما نسينا ما مضى
حين ضاق العيش واسود الفضا
فإذا بحرك يحبونا الرضا
نعـمــا شتــى ودرا أبيضــا
جل بارينا بما شاء قضىوكان مع هذه الفقرة أبيات أخرى لم تدخل في الإنشاد، هي:
يا بلادي نحن شعب نهضنا
قد رأى مجدك نورا أومضا
ليس يرضيه سواك عوضا
هو سيف في فداك ينتضى
يدفع السوء، ويردي المبغضاوهأنذا أذكر ما تقدم لأن الشيء بالشيء يذكر كما يقال.
***
وإلى هنا تنتهي مسامرتنا هذه، لعل أن يكون فيها ما نتمناه للقارئ من المتعة والاستفادة.