- «ميد»: توقعات بإعادة طرح مناقصات عشرات العقود قيمتها مليارات الدولارات في ظل تغير الأسعار وارتفاعها
محمود عيسى
ذكرت مجلة ميد أن التأخيرات الطويلة التي تتسم بها عمليات طرح وترسية مناقصات المشاريع في الكويت والتضخم المرتفع يتسببان في رفض الشركات العاملة في البلاد تنفيذ العقود التي تتم ترسيتها عليها، حيث بات من المتوقع إعادة طرح مناقصات عشرات العقود التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات نتيجة لتجنب الشركات هذه المشاريع.
وعزت المجلة هذه التطورات الى ما تعانيه البلاد من الجمود السياسي، ناهيك عن تداعيات وباء كورونا، وبالتالي فقد استغرقت العقود التي تمت الموافقة على ميزانياتها بالفعل ما يصل إلى ثلاث سنوات للانتقال من مرحلة تقديم العطاءات إلى مرحلة ترسيتها.
أما الآن ومع الموافقة على ترسية هذه المشاريع على شركات المقاولات الفائزة، فقد بات العديد منها، والتي سبق ان قدمت عطاءات بشأنها، ترفض التوقيع على العقود بحجة ان الأسعار لم تعد مناسبة لها بسبب التضخم في اسعار المواد، الأمر الذي من شأنه خلق موجة من إلغاء المشاريع وإعادة طرحها من جديد، وفقا لما استنتجته المجلة من آراء المطلعين والمعنيين بالموضوع.
فقد أوضح مصدر في شركة مقاولات كبرى في الكويت ان شركته كانت معنية بمشروع واحد في قطاع البنية التحتية، وقد انتظرت الشركة مدة ثلاث سنوات قبل ان تتم ترسيته عليها.
وقال «عندما اتصلت بنا مؤخرا الشركة صاحبة المشروع والتي طرحت العقد وهي مملوكة للدولة، اضطررنا إلى الاعتذار وابلغناهم بأننا لن ننفذ المشروع بالسعر الذي عرضناه في الأصل».
واستشهدت المجلة بارتفاع اسعار المواد الأولية من مصادرها، فقد أصبح استيراد الفولاذ الرخيص من الصين أمرا صعبا بالنسبة للشركات العاملة في الكويت بسبب الاضطرابات في عمليات الانتاج نتيجة عودة وباء كورونا.
ففي أبريل من هذا العام، أعاد مركز تانغشان لصناعة الصلب والواقع على بعد نحو 100 ميل من بكين، عمليات الإغلاق في بعض المناطق بعد ما يزيد قليلا عن أسبوع من رفع القيود على مستوى المدينة بأكملها، كما أغلقت في المدينة خمس مناطق وأجريت اختبارات جماعية للوباء.
ويتم في تانغشان إنتاج نحو 13% من الصلب الذي تنتجه الصين، مع توقف بعض خطوط الإنتاج خلال فترة إغلاق منفصل استمرت 20 يوما وانتهت في 11 أبريل.
ولا يغيب عن البال ما تسببت به الحرب في أوكرانيا أيضا من مشاكل لشركات المقاولات الكويتية التي تتطلع للحصول على الفولاذ من مصادر صينية.
فعلى سبيل المثال كانت مصانع آزوفستال للحديد والصلب، الواقعة في ماريوبول بشرق أوكرانيا، واحدة من أكبر مصانع الحديد من نوعها في أوروبا وقد دمرت في وقت سابق من هذا العام بسبب تداعيات الحرب الاوكرانية التي أثرت أيضا على تكاليف الشحن على مستوى العالم.
فقد ارتفعت اسعار الشحن بأكثر من أربعة امثالها منذ يونيو 2020، وفقا لمؤشر كلارك سي.
وفي هذا السياق، قال مسؤول تنفيذي في شركة مقاولات تتخذ من الكويت مقرا لها «لقد بات من المستحيل على شركات المقاولات ان تنفذ العقود من خلال نفس الأسعار التي طبقت في عام 2019 بسبب التضخم، ومن شأن ذلك التأثير على العديد من المقاولين المحليين والدوليين العاملين في الكويت».
ونسبت المجلة الى مصادر مطلعة قولها ان الغياب الحالي للحكومة يعني أنه لن يتم اتخاذ قرارات مهمة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية الكبيرة أو الصغيرة.
وقال مصدر آخر «في الوقت الحالي، كل شيء معلق لأنه لا أحد يعرف من هم الوزراء القادمون. كما ان الشركات المملوكة للدولة والمسؤولة عن مشاريع البنية التحتية عاجزة عن اتخاذ أي قرارات، أما العقود الوحيدة التي من المحتمل أن تتقدم بشكل طبيعي فهي المتعلقة بالصيانة وتلك التي تعتبر حالات طارئة».
وتعتبر ميد استمرار المشاكل المتعلقة بتشكيل حكومة دائمة في البلاد دلالة على أن المشاريع الجديدة التي لم تطرح بعد قد تتعرض لتأخيرات طويلة، فضلا عن تلك المشروعات التي ستطرح من جديد بسبب ارتفاع معدلات التضخم.