واصل أنصار زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اعتصامهم المفتوح في البرلمان لليوم الثاني، حيث نصبت الخيام ومواكب الاحتفالات بذكرى عاشوراء ووزعت صنوف متنوعة من الطعام، في خطوة قد تطيل أمد الجمود السياسي أو تدفع البلاد إلى أعمال عنف جديدة.
وقام متطوعون بتوزيع الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في البرلمان داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وفي حديقة مجلس النواب، جلس بعض المعتصمين على حصائر تحت شجر النخيل بينما نام آخرون على فرش وأغطية وضعت على أرض المجلس.
وانتشر الباعة المتجولون في المكان، وهم يقدمون للمعتصمين المشروبات الباردة، والمثلجات، والسجائر.
ويرفض المعتصمون اسم محمد شياع السوداني الذي رشحه الخصوم السياسيون للصدر لمنصب رئيس الوزراء في «الإطار التنسيقي» الذي يضم كتلا شيعية أبرزها: ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة «الفتح» الممثلة لميليشيات الحشد الشعبي.
وقال المتظاهر عبد الوهاب الجعفري الأب لتسعة أطفال والبالغ من العمر 45 عاما لوكالة فرانس برس أمس إن «السياسيين الموجودين حاليا في البرلمان لم يقدموا شيئا».
كذلك، قالت أم حسين (42 عاما) إن «مطالب السيد الصدر هي حكومة نزيهة. الإطار (التنسيقي) يرشحون شخصيات معروفة بالفساد لم تقدم شيئا للوطن، سواء السوداني أو غير السوداني».
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى تغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات، فيما وجه دعوة للعشائر العراقية والقوات الأمنية والحشد الشعبي، داعيا الشعب العراقي لأن «يهبوا لمناصرة الإصلاح لنصرة وطنهم».
وقال الصدر في تغريدة بحسابه الرسمي عبر «تويتر» أمس، إن «الثورة العفوية السلمية التي حررت المنطقة الخضراء كمرحلة أولى لهي الفرصة الذهبية لكل من اكتوى بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية».
وأضاف: «كلي أمل ألا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016. نعم هذه فرصة أخرى لتبديد الظلام والظلامة والفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة والطائفية التي جثمت على صدر العراق منذ احتلاله وإلى يومنا هذا».
وتابع: «نعم، فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زوت لصالح الدولة العميقة باتت افضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين باتت مزورة تنهشها ايادي الفاسدين من جهة والدعاوى الكيدية من جهة أخرى». وشدد الصدر على أن الشعب العراقي الآن بين خيارين «إما عراق شامخ بين الأمم أو عراق تبعي يتحكم فيه الفاسدون والتبعيون.. بل وتحركه أيادي الخارج شرقا وغربا».
ودعا الصدر «الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بمن فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية البطلة والحشد الشعبي»، مؤكدا ان مناصرة الإصلاح «ليست تحت قيادتي بل تحت لواء العراق وقرار الشعب».
وقال عضو في فريق مقتدى الصدر السياسي، طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا بالتصريح لوسائل الإعلام، لوكالة «رويترز» للانباء في محادثة هاتفية إن الاعتصام مفتوح لحين تلبية مطالبهم، وهي كثيرة.
وأوضح أن التيار الصدري يطالب بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة واستبدال القضاة الاتحاديين.
وفي هذا الإطار، جدد رئيس الوزراء السابق زعيم «تحالف النصر» حيدر العبادي الدعوة إلى جميع الكتل السياسية لتشكيل لجنة مخولة من جميع الأطراف للاتفاق على خارطة طريق لإنهاء الأزمة الحالية خدمة للمصالح الوطنية العليا للعراق.
وقال العبادي، الذي ينتمي إلى قوى «الإطار التنسيقي» الشيعي في بيان صحافي أمس: «نجدد الدعوة لجميع الكتل السياسية اعتبار المرحلة القادمة انتقالية، تنتهي بانتخابات جديدة، يتفق على مدتها وتشكيل معادلة حكم وسطية متزنة، ومحل قبول إقليمي دولي، ومحل اطمئنان للقوى السياسية المشاركة وغير المشاركة بالحكومة، ضمانا لوحدة الصف الوطني».
وحذر من أن «الواقع العراقي الآن معقد وخطير ومفتوح النهايات، وهو غير ممسوك ولا متماسك والفواعل فيه كثر، ومتعارضة لحد التناقض، وأي فشل جديد هذه المرة سيقود لسيناريوهات غير تقليدية».
بدوره، دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، جميع القوى السياسية إلى بدء حوار مفتوح وجامع في أربيل، وذلك للتوصل إلى تفاهم قائم على المصالح العليا للبلاد والخروج من الأزمة الحالية.
وقال بارزاني في بيان أوردته قناة (السومرية نيوز) العراقية أمس إن زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر.
دوليا، أعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه ازاء استمرار الاحتجاجات المستمرة و«التصعيد المحتمل» في بغداد.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نبيلة مصرالي في بيان «ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع المزيد من العنف».